عن إطار
إطار.. المعنى والفكرة
في الحديث: "كلا والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر، ولتأخذنّ على يدي الظالم، ولتأطرنّه على الحق أطرًا، ولتقصرنّه على الحق قصرًا".
أصل الأطر من الثني والعطف، فأطره على الحق، ثنيه عن جهة الباطل وعطفه إلى جهة الحقّ.
يقال أطرت القوس، يعني حنيتها. قال طرفة بن العبد:
كأَنَّ كِناسَيْ ضالَةٍ يَكنُفانِها *** وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
فصارت انحناءة القوس إطارًا، وانحناءة الطرف على على الطرف إطارًا، فكل شيء أحاط بشيء فهو إطار له، وما يطوى داخله مأطور، فصار الإطار حماية وصونًا، فالماء يؤطر في السهل مخافة الانهيار، والرحم تؤطر فيقال أواطر الرحم يعني أواصر الرحم فالآصرة ما عطفك على أحد من رحم أو قرابة أو صهر أو معروف، فأَخَذَ الإطار معنى الغياث، فالذي يغوث الناس يحدب عليهم، كما قال الكميت عن عروة بن الورد:
كَعُرْوَةَ قِدْمًا وَأَهْلِ الكَنِيـ *** فِ حِينًا عَدُوًّا وَحِينًا إِطارًا
فالإطار الإحاطة والحماية والغوث.
وفي السياق الفلسطيني، يجمع الشبان إطارات السيارات، التي أخذت اسمها من استدارته الكاملة، ويشعلونها في الطرقات، عقبة في طريق دوريات الاحتلال وجنوده، وإذا كانت هذه وظيفته المباشرة، فقد باتت علامة على المواجهة، وإشعارًا ببدئها، وإعلانًا للتحدي، ثم تقليدًا من تقاليد النضال الفلسطيني.
عاد إطار السيارة المشتعل، بالإطار، إلى صورته الحربية، في هيئة القوس، وإلى معناه الحاني بالإحاطة للشيء يصونه، فالنضال صون للشعب وقضيته، وإلى بعده الفاصل بين الحق يصونه والباطل يردّه، وبين الأهل يحنو عليهم والعدوّ يدفعه.
إطار.. المشروع والمهمة
ولمّا كان الإطار الإحاطة الكاملة بالشيء، صار المسعى إلى الإحاطة بالقضية الفلسطينية، وموضوعاتها، وأسئلتها، وما يتصل بها، بقصد التحليل والفهم، وفي الوقت نفسه بقصد الصون والحماية، مما يعني أن الإحاطة التحليلية لا تنطلق إلا من الموقف والانتماء المؤسس على الوعي بالحق وإرادة الفهم والمعرفة التي لا تنقطع بالأباطيل والأواهم.
من ذلك كلّه جاءت منصّة إطار، وفتحت مجموعة أطر، لتأطير ما يحدث ويحكى ويقال ويصنع في فلسطين وما يقترب منها وما يتصل بها. فأما أطرها، فهي:
- فلسطين وأهلها: الأرض والقضية، والسياسة والاجتماع، والبلد والناس. كل ما يفعله الفلسطينيون في سياستهم واجتماعهم، ينطوي داخل هذا الإطار.
- دفاتر وملامح: إطار للأدب والثقافة والفن، ما يُكتب ويصور ويغنى لفلسطين وعنها. الكتاب والصورة، الكلمة قصيدة وأغنية، والصورة رسمًا ودراما وسينما.
- الذاكرة والتاريخ: التاريخ الفلسطيني القديم والحديث. أعماق التاريخ وأطرافه. البحث في تاريخ البلاد وأهلها، منذ أقدم العصور إلى أقربها.
- ظل المحارب: إطار.. مجرد ظلّ للمحارب الفلسطيني. وظل المحارب اقتراب من المقاومة الفلسطينية في تاريخها وحاضرها، مساراتها ومآلاتها. كيف قاتل الفلسطينيون، وكيف يقاتلون.
- غبار: العدوّ الطارئ، غبار لكونه طارئًا، ولكنه غبار ثقيل طويل، يستدعي فهمه، وتحليل سياساته، والإحاطة بمكوناته، السياسة والاجتماع والدين والثقافة والأمن والجيش.
- جداول: فعاليات منصة إطار.. برامج مصورة، بودكاست، ندوات، محاضرات، مؤتمرات، صالونات ثقافية.
- معارف: ما لا تتسع له الأطر السابقة، ولم يبتعد عن الفكرة والمشروع، من سياسة وفلسفة وفكر.
إطار.. الكلمة والأسلوب
تهتم إطار بنمط من الكتابة يجمع بين الموقف والتحليل، بما يتجاوز بالموقف الخطابية إلى الفهم والإحاطة مع الانحياز.
تتسم إطار بالمرونة في نمط الكتابة، بين المقالة والورقة البحثية، مع الحرص على تطوير أدوات مساهميها اللغوية والتحليلية.
تدرك إطار صعوبة الجمع بين التحليل المعمق، والوصول إلى الشرائح الأوسع من الناس، في زمن هيمنة مواقع التواصل وسيادة قيمها ومعاييرها، فتجنح إطار إلى التنويع في موادها، وفي أساليب العرض، مع إيمانها أن ما ينفع الناس هو الذي يمكث في الأرض، وأن سد الثغر يحتاج محاولات وأدوات ومعالجات كثيرة ومتنوعة لا يغني بعضها عن بعض.
إطار.. الكتابة والمساهمة
تعتمد إطار أسلوبين في تكوين موادها ونشرها:
الأول- الاستكتاب، بالتواصل مع الكتاب واقتراح موضوعات عليهم للكتابة فيها، أو استقبال المقترحات منهم، وتطوير الأفكار معهم.
الثاني- استقبال المساهمات عبر البريد الإلكتروني التالي:
Etarwebsite@gmail.com
وبقدر ما تعنى إطار باستكتابات تحقق أغراضها الهادفة إلى الإحاطة والعمق في التحليل، فإنها تهتم كذلك باستقبال المحاولات الجديدة لاكتشافها وتوفير منبر لها وتطويرها.
يحق لإطار إجراء التعديلات وعمليات التحرير اللازمة لتكييف المادة مع أنماط الكتابة التي تحرص عليها، كما أنها قد تعيد المواد للمستكتبين لتحسينها، كي تصير مناسبة للنشر.
وإطار غير ملزمة بنشر كل ما يصلها.
وإطار غير ملزمة بدفع مكافآت مالية لما يصلها من مواد مقترحة عبر البريد الإلكتروني.
وترحب إطار بالمساهمات التطوعية الممكنة من كتابة وتحرير وتصميم ومونتاج، وسوى ذلك.
ينبغي أن تكون المادة المرسلة، منسقة الأسطر والفقرات على برنامج الـ وورد، بخط حجم 16 للمادة، والعنوان الرئيس بحجم 20، والعناوين الفرعية بحجم 18. كما ينبغي أن يضع الكاتب اسمه في رأس المادة.