أيلول فلسطين .. ذاكرة الرحلة وعلامات الطريق .. أجندة ولوحات فنيّة

أيلول فلسطين .. ذاكرة الرحلة وعلامات الطريق .. أجندة ولوحات فنيّة
تحميل المادة

على سبيل التقديم..

تَنشر منصّة إطار ابتداء من هذا الشهر (أيلول)، ملفًّا بعدد من الأحداث الفلسطينية التي جرت في التاريخ الفلسطيني الطويل؛ يضمّ، اسم الحدث وتاريخه، ووصفًا مادّيًّا له، ونصًّا أدبيًّا معبّرًا عنه، ولوحة فنّية خاصّة به، رُسِمت لصالحمنصّة إطار، وفي حين يجري الاقتصار على عدد قليل من الأحداث، كما في ملف هذا الشهر (أيلول الأسود، وصبرا وشاتيلا، وتوقيع اتفاقية أوسلو، وهبّة النفق، وانتفاضة الأقصى)، فإنّ ملفّ الشهر ذاته (أيلول)، من العام القادم، إن شاء الله، سيُخصّص لأحداث أخرى جرت في هذا الشهر.

تأمل المنصّة، على طول عملها خلال الشهور والسنوات القادمة، إن شاء الله، أن توفّر بذلك أجندة فلسطينية مرجعية، متنوّعة المواد، ومساهمة في إثراء المحتوى الفلسطيني.

·      التحرير

الحدث: 19/9/1970.. أحداث أيلول الأسود.

وصف:

يشير مصطلح أيلول الأسود إلى ذروة الصراع بين قوات الثورة الفلسطينية والنظام الأردني، والذي امتد بين 16 و27 أيلول/ سبتمبر 1970.

بدأت المواجهات بين النظام والمقاومة في فترة مبكرة من الوجود الفلسطيني المقاوم في الأردن، وكان تطويق القوات الأردنية لمخيم الكرامة في الثاني من شهر شباط/ فبراير عام 1968 بحثًا عن الفدائيين أولى فصولها، ثمَّ توالت بعدها الصدامات المتقطعة حتى خروج المقاومة من الأردن، وقد ارتقى خلال ذلك آلاف الشهداء، وأصيب الآلاف بجراح، وشُرّد كثيرون من بيوتهم، واعتُقل عشرات الآلاف، كما وقعت خسائر مادية كبيرة.

في 17 أيلول/ سبتمبر حاصر الجيش الأردني المدن التي تعمل فيها قوات منظمة التحرير بما في ذلك عمان وإربد، وبدأت مدفعية الجيش بضرب مخيم الوحدات وجبل الحسين، واستمرت ذروة المعارك 10 أيام.

أسفرت المعارك عن مقتل مئات الفدائيين الفلسطينيين (آلاف في تقديرات أخرى)، ومئات من المدنيين، وآلاف الإصابات، لكنَّ الخسارة الأعمق والأكثر تأثيرًا تمثَّلت في انحسار الوجود المقاوم شرقي النهر، ثمَّ خروج المقاومين من الأردن نهائيًّا.

نص:

تضيق الأرض بالفدائي، وتُصوَّب البنادق نحو صدره، يلقي الإخوة عن أكتافهم الواجب المقدس، ويفتحون عيونهم على النّزق الثوري.. تضيق الأرض بالفدائي.. وتتّسع لدمائه!

لوحة:

أيلول الأسود

الحدث: 17/9/1982: مجزرة صبرا وشاتيلا.

وصف:

هي مجزرة ارتكبتها القوات اللبنانية المارونية (الجناح العسكري لحزب الكتائب)، وجيش لبنان الجنوبي، بغطاء ودعم من قوات الاحتلال ضدّ اللاجئين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا، واستمرت بين 16 و18 أيلول/ سبتمبر 1982.

بعد خروج قوات الثورة من بيروت، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان 1982، ورغم الحصول على ضمانات أممية بحماية المدنيين الفلسطينيين، إلا أنّ الحقيقة أن ظهر اللاجئين الفلسطينيين أضحى مكشوفًا، لتسفك دماؤهم، وتكون انتقامًا رخيصًا في ظلال الحرب الأهلية.

اغتيل قائد مليشيا الكتائب اللبنانية بشير الجميل في 14 أيلول/ سبتمبر، بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان، وبعد يومين، في 16 أيلول/ سبتمبر وقعت المذبحة.

وعلى مدار 3 أيام بلياليها، ارتكبت المجموعات الانعزالية والجنود الإسرائيليون مذابح بشعة ضدّ أهالي المخيم العزّل، استخدموا فيها الرشاشات والمسدسات والسكاكين والسواطير والبلطات.. واختلفت التقديرات بشأن عدد ضحايا المذبحة، غير أنهم لا يقلّون عن 1300 قتيل.

نص:

"صبرا –تنام .. و خنجر الفاشي يصحو

يقطع الفاشي ثدييها

يرقص حول خنجره ويلعقه.

يغني لانتصار الأرْز موالاً ويمحو

في هدوء .. في هدوء لحمها عن عظمها" *

* محمود درويش

لوحة:

صبرا وشاتيلا

الحدث: 13/9/1993: توقيع اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال.

وصف:

وقعت منظمة التحرير الفلسطينية في 13 أيلول/ سبتمبر 1993 على اتفاق "إعلان المبادئ الفلسطيني-الإسرائيلي.. أوسلو"، في حديقة البيت الأبيض بواشنطن، بعد مفاوضات سرّية بين وفد منظمة التحرير والوفد الإسرائيلي في العاصمة النرويجية أوسلو استمرت شهورًا.

النقطة المركزية التي قام عليها الاتفاق، والتي تضمنّتها مراسلات رابين – عرفات، هي اعتراف المنظمة بـ "إسرائيل"، ونبذها للإرهاب، في مقابل اعتراف "إسرائيل" بالمنظمة ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني.

أما الاتفاق فأبرز نصوصه تشكيل سلطة حكم ذاتيٍ فلسطينية على الأراضي التي تنسحب منه "إسرائيل" تواليًا من الضفة والقطاع، على أن تكون سلطةً متعلقةً بالشؤون المدنية والشرطية، بالإضافة إلى الالتزامات الأمنية التي فرضت على السلطة الناشئة استنادًا إلى نبذها الإرهاب. أما قضايا الحل النهائي فأُجّلت للبحث في مرحلة تالية.. لم تأتِ بعد.

نص:

خائفًا من بعده، ومن فتى قريبٍ ينهض مرتديًا زيّه وحاملًا بندقيته.. أقبل على الطاولة..

مدفوعًا بأناه الحاجبة، وكبريائه المخادعة، وتكتيكه وبراجماتيته الموهمة.. أقبل على الطاولة.. ووقّع

وبقدر ما اقترب.. ابتعد

لوحة:

أوسلو

الحدث: 25/9/1996: هبة النفق.

وصف:

هبة شعبيةٌ فلسطينيةٌ اندلعت في 25 أيلول/ سبتمبر 1996، احتجاجًا على افتتاح الاحتلال للنفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك بعد عمليات حفر امتدت منذ منتصف السبعينيات.

انتشرت المظاهرات والمواجهات في محافظات الضفة والقطاع، واستمرت في وتيرة عاليةٍ لمدة ثلاثة أيام ارتقى فيها 63 شهيدًا، وأصيب 1600 آخرون، بعد استخدام الاحتلال كثافةً ناريةً كبيرة وصلت لاستخدام الطائرات المروحية والدبابات.

كان واحدٌ من أبرز أحداث الهبّة هو الاشتباكات التي اندلعت بين قوات الأمن الوطني وجنود الاحتلال في محيط قبر يوسف شرقي نابلس، والتي قتل فيها 6 جنود من جيش الاحتلال، واستسلم 40، في مشهدٍ يمثّل مفارقة في نفسه.

نص:

يحفرون قريبًا من القلب، القلبِ الذي لم تنهكه الآلام، ولم يضلّه اللقاء، ولم يخدّره الحبر الرسمي.. القلب المليء بالدم الحارّ الجاهز للانتفاض.

لوحة:

هبة النفق

الحدث: 28/9/2000: اندلاع انتفاضة الأقصى.

وصف:

اندلعت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 أيلول/ سبتمبر 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من قوات الاحتلال، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال.

بدأت الانتفاضة شعبيةً، لكنّها سرعان ما تعسكرت تحت وقع القتل الإسرائيلي الدموي للفلسطينيين، فتحوّلت إلى ملحمةٍ ممتدةٍ، شهدت مقاومةً فلسطينيةً باسلةً، كان أبرز أنماطها العمليات الاستشهادية التفجيرية، بالإضافة إلى تطوير قدرات بدائية على المستوى الصاروخي في قطاع غزة.

كان من أحداث تلك الانتفاضة؛ الاجتياح الكبير، أو عملية السور الواقي، التي انطلقت في 29 آذار/ مارس 2002 وانتهت في 10 أيار/ مايو 2002، وشهدت اجتياحًا مكثّفًا لمناطق الضفة الغربية كلّها بما فيها مناطق "أ" التي مثّلت قاعدةَ انطلاقٍ للعمل المقاوم.

عمدت قوات الاحتلال إلى توسيع سياسة الاغتيالات، فكان من أبرز من اغتيلوا في الانتفاضة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي الرجل الثاني في الحركة، وأبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية، بالإضافة إلى المئات من القيادات والكوادر السياسية والعسكرية التي قادت الانتفاضة.

رحل خلال الانتفاضة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 بعد حصار مقرّه لأسابيع، واتّجهت أصابع الاتهام لـ "إسرائيل" بتسميمه.

ووفقًا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيًّا إضافة إلى 48 ألفًا و322 جريحًا، بينما قُتل 1100 إسرائيلي، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.

 يؤرّخ البعض لنهاية الانتفاضة بالثامن من شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية عقد في قمة "شرم الشيخ".

نص:

من الغيب والواقع، من التقدير والمفاجأة، من السياق والحظة، من الانسداد والإمكان.. من العجز والقدرة، من الدماء الحارة والأطراف الباردة.. من الناس.. اندلعت الملحمة.

لوحة:

انتفاضة الأقصى