السلاح الحي: الكلاب العسكرية في العقيدة الأمنية الإسرائيلية

على سبيل التقديم...
لم يتوقف المستعمرون يومًا عن بذل ما بوسعهم لابتكار الأساليب الممنهجة لقمع الشعوب التي يستعمرون أراضيها وخيراتها ويسرقون حاضرها ومستقبلها بل وماضيها أيضًا، ويستعبدون أبناءها. تركز هذه المادة على أحد الأدوات القمعية التي تنتهجها دولة الاحتلال لتكرس هيمنتها وسلطاتها، وأدواتها الرقابية والعقابية على الشعب الفلسطيني، وهي الكلاب المستوردة والمربة على التعقب وممارسة القتل؛ إذ أصبحت الكلاب المتوحشة في دولة الاحتلال جزءًا لا يتجزأ من جيشه الذي يمارس وظيفته الأساسية والتي تتلخص في قمع الفلسطيني وسلب أرضه وحقوقه، والسيطرة على مقدراته، غدت صناعة رائجة، لها صُنَّاعها المهرة الذي يحولون الحيوان الأليف الوفي راعي الماشية، وحارس البيت والمزرعة إلى وحش لا يتواني عن النهش والتمزيق، وتفتيت اللحم وتكسير العظم بأنياب بارزة حادة تثير الهلع في النفوس، دونما ضابط يضبط وحشيته أو مسعف يضمد جراح الضحايا الغائرة ويوقف نزيف دمائهم، وتجَّارها الذين يبيعون ويشترون وينقلون البضاعة من دولة إلى أخرى ومن سوق إلى مركز تدريب.
فهل مهاجمة الكلاب المدربة "الإسرائيلية" للفلسطينيين هي مجرد حوادث متفرقة عرضية أم نهج متَّبع ووسيلة لها استراتيجيتها وأهدافها؟ وهل هي حديثة اقتصرت على حرب الطوفان؟ أم أنها قديمة تترسخ عميقًا في العقلية الاستعمارية التي يحملها الصهاينة تجاه الفلسطينيين وتجاه كل من يرفض ويقف في وجه مشروعهم الاستعماري ويُشكل من منظورهم تهديدًا له؟ هل من أدلة وشهادات على مثل هذه الاعتداءات؟ وما هي الكلاب العسكرية المدربة؟ وبماذا تختلف عن الكلاب من الأنواع الأخرى؟ من هم مدربوها؟ وكيف يدربون هذه الكلاب؟ وكيف يحصلون عليها؟ متى بدأت فكرة تدريب الكلاب وتطويعها لتنفيذ المهام العسكرية في دولة الاحتلال؟ كيف تقوم هذه الكلاب بقمع الفلسطينيين؟ وكيف ينظر جيش الاحتلال لهذه الكلاب؟
وماذا لو أن القوانين الدولية اتخذت موقفًا صارمًا من قضية تطويع الكلاب لمهاجمة الفلسطينيين وقمعهم ولم تكتف بالشجب والاستنكار؟ هل سيتوقف الاحتلال عن ذلك؟ نحاول في هذه المادة الإجابة عن هذه الأسئلة.
الكلاب العسكرية أداة لقمع وإرهاب الفلسطينيين
واقع مرير يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، حوادث لم تكن عرضية أو عفوية، بل تكررت بإصرار وإرادة سنستعرضها تحت هذا العنوان الجانبي. صناعة "إسرائيلية" متكاملة، تتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان التي ضمنتها الأعراف البشرية والقوانين الدولية، تُستخدم فيها الكلاب عالية التدريب كأداة ضغط ورعب، للهجوم والترويع والتعذيب ضد أفراد عزَّل من جميع فئات المجتمع صغارًا وكبارًا، شيوخًا ونساءً وشبابًا، في شتى حالاتهم حتى وهم نائمون، مقيدو الأيدي والأرجل أو في لحظات ضعفهم، تتسبب بندوب نفسية وجسدية عميقة لدى الضحايا. آثار تحتاج إلى البحث العلمي المعمق، والعمل على التخفيف من وطأة هذه الندوب إن كان بمقدورنا ذلك.
منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى الآن، تعددت وتنوعت أدوات الاحتلال التي تبتكرها عقلياتهم الاستعمارية لعقاب الفلسطينيين. قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقرير له بعنوان"استخدام الجيش" الإسرائيلي" الكلاب البوليسية في الاعتداء على المدنيين الفلسطينيين ممنهج وواسع النطاق"، وثق شهادات ومعلومات تشير إلى أن جيش الاحتلال يستخدم الكلاب البوليسية الضخمة وبشكل ممنهج ومكثف لمهاجمة وترهيب ونهش الأطفال والنساء وكبار السن وحتى الجثث، خلال مداهمات المنازل ومراكز الإيواء والمستشفيات في قطاع غزة
من تلك الشهادات التي وثَّقها المرصد شهادة الطبيبة "إسلام صوالي" التي أكدت أن الجيش" الإسرائيلي" استخدم الكلاب في اقتحام مستشفى "ناصر" في خانيونس خلال شباط 2024، لترويع الطواقم الطبية والنازحين وإجبارهم على إخلائه قسرًا. إضافة إلى شهادات مواطنين آخرين تعرضوا للعض والنهش. كما وثق في تقريره أيضًا إطلاق الكلاب المدربة لتغتصب أسرى على مرأى من زملاء لهم، ضمن جرائم العنف الجنسي الممنهج ضد الأسرى الفلسطينيين، ففي شهادة للمحامي "فادي سيف الدين بكر" الذي أفرج عنه في 22 شباط 2024، بعد اعتقال لمدة 45 يومًا، والذي أفاد قائلًا: "احتجزوني داخل مبنى يسمى "الحفّاضات".. أُجبرت على ارتداء الحفاضات ليومين، ثم دفعوني إلى غرفة مغلقة معتمة عفنة الرائحة، يتوسطها كرسي حديدي أُجلست عليه، أوثق الجنود ذراعيَّ. وعذبوني باستخدام الكهرباء، كنت أفقد الوعي، وعندما أفيق كان الطبيب العسكري يعطيني حبة أكامول. ثم نقلوني عبر جيب عسكري برفقة شابين آخرين إلى مكان آخر، وهناك أزال الجنود لأول مرة العصبة عن عيني بعنف، ثم سحبوا الشاب الموجود عن يميني، وأجبروه على النوم أرضًا، وربطوا يديه وقدميه، ثم أطلقوا عليه الكلاب المدربة، ليمارسوا معه أبشع أنوع الجنس جملة وتفصيلًا".
أما منظمة الحق للدفاع عن حقوق الإنسان في فلسطين، فقد وثقت 18 حالة اعتداء، في الضفة الغربية، كلاب عسكرية على مدنيين منذ أكتوبر2023 وحتى الآن، بما في ذلك أطفال، كان من بين تلك الاعتداءات، الاعتداء على الطفلة جود ذات الأربعة عشر عامًا قرب جنين، والتي هاجمها كلب عسكري غير مكبَّل ولا مكمَّم بينما كانت تبحث عن قطتها، الكلب عضها في يدها اليسرى وأسقطها أرضًا، واستمر الهجوم لمدة تقارب الدقيقة دون أن يتدخل الجنود المرافقون أو يقدموا لها أي مساعدة بعد الهجوم رغم صرخاتها المذعورة.
كما وثق تقرير لصحيفة الجارديان نُشر في حزيران 2025، بعنوان "كلاب الهجوم: كيف تزود أوروبا إسرائيل بأسلحة من الكلاب الوحشية" اعتداءات متعددة لكلاب عسكرية ترافق جيش الاحتلال على فلسطينيين في غزة والضفة قبل الحرب وبعدها، ففي إحدى الحوادث المذكورة في التقرير بعد بدء حرب السابع من أكتوبر وأثناء الاجتياح البري لمخيم جباليا، حيث هاجم كلب تابع لجيش الاحتلال الشاب محمد بحر في منزله وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة (متلازمة داون) ومصاب بالتوحد، وأصابه بجروح بليغة. وفي أعقاب الهجوم، أجبر جنود الاحتلال عائلته على مغادرة منزلهم تحت تهديد السلاح، وتركه وحيدًا ليجدوه ميتًا بعد ذلك متأثرًا بجراحه.
كما تناول تقرير الجارديان أيضًا شهادة المسنة أم محمد من مخيم جباليا أيضًا، والتي تبلغ الثامنة والستين من عمرها، اقتحمت قوات الاحتلال منزلها باستخدام كلب هجوم، تسبب لها بـكسر في اليد وعضات في الساق، وتحدثت عن تجربة مرعبة أثناء احتجازها بينما الكلب يقف فوقها.
تحرير حسني من خانيونس، ذكرت أنها كانت حاملًا حين اقتحمت قوة من وحدة "عوكتس" منزلها في نهاية عام 2023 وأطلقوا كلبًا عليها استمر في مهاجمتها لأكثر من 10 دقائق، قالت تحرير في وصف ما حدث معها: "كان الكلب ضخمًا جدًا، لدرجة أنه كان من المستحيل دفعه أو ركله بعيدًا عني. عندما هاجمني، فقدت الإحساس بساقي تمامًا. وعندما تركني، جلست أتفقد ما حدث لي.. رأيت دمي ولحمي متناثرين على الأرض.. فقدت طفلي الذي انتظرته ست سنوات.. أجهضتُ بعد الهجوم بساعات، ساقي مشوهة لدرجة أنني لا أطيق النظر إليها، لا أستطيع المشي، والألم لا يتوقف".
ووفقًا لشهادات أسرى محررين وثقتها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في تقرير مطول يقع في 21 صفحة بعنوان "احتُجز وعُذب وجوُع بصورة غير قانونية"، ورد فيه أن الكلاب المدربة أُمرت بنهش أسرى فلسطينيين محتجزين في سجون الاحتلال، والاعتداء عليهم بشدة، والتبول والتبرز عليهم وهم مقيدون أرضًا على بطونهم.
ووثقت منظمة "الدفاع عن الأطفال/ فلسطين" أيضًا تفاصيل الهجوم الذي تعرض له الطفل عمر زياد إسماعيل أبو طالب (ثلاث سنوات) في أوائل تشرين ثاني 2024، الذي هاجمه كلب عسكري" إسرائيلي" خلال مداهمة منزل العائلة في قباطية، ما أدى إلى إصابة الطفل بجروح عميقة في كتفه الأيسر. ووثق التقرير أيضًا تجاهل الجنود لنداءات العائلة لإنقاذ الطفل.
وقد وثقت كاميرات الصحفيين والنشطاء والكاميرات المثبتة على الكلاب العسكرية التابعة لجيش الاحتلال أنفسها مهاجمة كلاب برفقة جنود الاحتلال لمدنيين فلسطينيين في قطاع غزة كما حدث مع السيدة دولت الطناني التي هاجمها كلب عسكري أثناء نومها في بيتها في جباليا، والتي صرَّحت بعد نجاتها إن قوات الاحتلال أطلقت الكلب نحوها عمدًا، أثناء نومها في غرفتها، حيث سحبها الكلب من يدها إلى خارج الغرفة، ما تسبب لها بجروح بليغة أظهرت عظام معصمها، ورغم صرخاتها إلا أن جنود الاحتلال لم يتدخلوا لفكِّ أنياب الكلب عن يدها.
وفي الضفة الغربية أيضًا وثقت الكاميرات حالات مشابهة أثناء حرب طوفان الأقصى، فانتشرت مقاطع مصورة وشهادات توثق مهاجمة الكلاب العسكرية لمدنيين فلسطينيين. إحدى تلك الحوادث كانت مهاجمة الكلاب العسكرية المرافقة لجيش الاحتلال للشاب حمزة ارشيد من قرية صير- محافظة جنين أثناء محاولة اعتقاله وقد وثقت الكاميرا الاعتداء، كما أظهر مقطع مصور مهاجمة كلب عسكري للشاب أسيد طه وهو ينام في سريره لحظة اعتقاله بعد اقتحام منزله في ضاحية شويكة في مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
وحتى قبل طوفان الأقصى بسنوات، لم يكن مهاجمة الفلسطينيين بالكلاب العسكرية المتوحشة حدثًا شاذًا، في السجون على الأسرى الفلسطينيين وخارجها على المدنيين في قراهم ومدنهم. فوفقًا لتقرير صدر عن منظمة "الدفاع عن الأطفال- فلسطين" في 10 كانون ثاني 2024، تعرض طفل فلسطيني يُدعى يوسف (اسم مستعار) يبلغ من العمر 16 عامًا، لهجوم من قبل كلب عسكري تابع لجيش الاحتلال، أثناء احتجازه في سجن مجدو. ففي 30 مارس 2023، اقتحمت قوات الاحتلال منزل يوسف في بلدة بيتا- محافظة نابلس واعتقلت والده في محاولة للضغط عليه لتسليم نفسه. ما اضطر يوسف إلى الرضوخ لطلبهم. وخلال فترة احتجازه، تعرض يوسف للضرب المبرح( برفقة فتيان آخرين)، وأُطلق عليهم كلب عسكري، أدى إلى إصابة يوسف، نُقل بعدها هو ومن معه من الفتية إلى الحبس الانفرادي دون تقديم أي رعاية طبية.
في عام 2018 وخلال اقتحام جيش الاحتلال لقرية برقين في الصباح بحثًا عن المطارد أحمد نصر جرار (قبل أن يُغتال بعد ذلك)، فجَّر الجنود باب منزل، وأفلتوا كلابهم لتهاجم شخصًا كان داخله وهو مبارك جرار شقيق صاحب المنزل، حيث عض أحد الكلاب مبارك في يده، وجرَّه من الطابق العلوي حتى الطابق السفلي، وتركوا مبارك بعدها ينزف لأكثر من ربع ساعة، قبل أن يتقدموا ويقوموا باعتقاله دون أن يستطيعوا العثور على المطارد المطلوب في ذلك المكان.
وفي العام ذاته في قرية الكفير في محافظة جنين أيضًا وبحسب تقرير ألترا فلسطين الإعلامية، هاجمت الكلاب البوليسية نور الدين ربحي وزوجته سماهر أبو الوفا، حيث عض أحدها سماهر من يدها وقطع لحمها.
وفي عام 2015 وقعت حادثة مشابهة في بلدة بيت أُمر في محافظة الخليل، والضحية هذه المرة كان فتى في السادسة عشر من عمره هو حمزة أبو هاشم، والذي هاجمته قوة خاصة من جيش الاحتلال يغطون وجوههم بأقنعة سوداء، إذ أطلقوا كلبين عسكريين تجاهه خلال مواجهات قرب مستوطنة كارمي تسور المقامة على الأراضي الجنوبية للبلدة، تمكنت من الإمساك به ونهشه بينما يقف الجنود يتفرجون على الاعتداء ويصرخون به قائلين: "مَنْ الجبان من الجبان؟"، فيرد أحدهم قائلًا: "جميل، جميل"، وكأن في الأمر إثارة مسلية!
وفي شهر آذار عام 2012 أطلقت قوات الاحتلال كلابها باتجاه المواطنين الفلسطينيين المشاركين في مسيرة سلمية ضد الاستيطان في قرية كفر قدوم- محافظة قلقيلية حيث هاجم أحد الكلاب الشاب أحمد شاكر ونهشه بطريقة مرعبة ولعدة دقائق قبل أن يعتقل هو ومن حاول مساعدته وإفلاته من بين فكي الكلب من شبان القرية، ووثقت كاميرا منظمة بتسيلم الحقوقية الاعتداء بالصوت والصورة.
حالات مهاجمة الكلاب العسكرية "الإسرائيلية" -المدربة تدريبًا خاصًا لتغدو وحوشًا فتاكة تنهش وتمزق- كثيرة، ويمكن تتبعها والرجوع إلى التقارير التي وثقتها المنظمات الحقوقية والإعلامية والمقاطع المصورة لبعض الحالات والتي أوردنا بعضًا منها في هذا التقرير، وهناك حالات لا نعرف عددها أيضًا لم تظهر للعلن أو تحظَ بأي نوع من التوثيق لأسباب كثيرة لا مجال لبحثها الآن في هذا التقرير.
قد نتساءل عن السبب الذي يدعو قوات الاحتلال إلى استخدام الكلاب القتالية عالية التدريب والتي ترافق جنودًا مدججين بالأسلحة الأتوماتيكية؛ لتهاجم مدنيين فلسطينيين عُزَّل، فتنقض على الواحد منهم، فتعض الأطراف وتشلُّ الحركة، وقد تسحب الشخص أيضًا، وربما تفتك به إن أمرها الجندي المسؤول بذلك.. سؤالنا هو: لماذا يلجأ الاحتلال إلى ذلك وهو الذي يمتلك النفوذ والسلطة، وأدواتها، ولا يغادر أي فرصة ليثبِّتهما ويحقق قوة الردع دومًا؟
يقفز ميشيل فوكو الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إلى الأذهان بتنظيراته الفلسفية التي قد يكون بمقدورها الإجابة عن سؤال كهذا. تتوالى أفكار فوكو في كتاب" المراقبة والمعاقبة.. ولادة السجن" الذي نشر عام 1975 في تفنيد التحوُّل من التعذيب الجسدي العلني إلى أساليب الرقابة الدقيقة وغير المرئية على سلوك الفرد. يعتقد البعض أن هذا التحول يعكس تقدمًا إنسانيًا، ولكنه في حقيقة الأمر ومن منظور فوكو نقلة استراتيجية في كيفية ممارسة السلطة؛ من سلطة تمارس القوة والقمع على الجسد مباشرة، إلى سلطة تمارسها على النفس والعقل والسلوك لتُنتج أفرادًا مطيعين خانعين عبر التدريب والرقابة وتوزيع الزمن والمكان. ومن عبارات فوكو المعروفة: "أينما وجدت سلطة، وجدت مقاومة"، وهو بذلك يكشف أن السلطة والمقاومة وجهان لعملة واحدة: فحيثما توجد سلطة، لا بد وأن تظهر مقاومة، فالبشر يسعون دائمًا لتحدي القيود المفروضة عليهم!
رغم أن ميشيل فوكو لم يتحدث في كتاباته عن الكلاب تحديدًا كوسيلة عقاب، لأن الكلب كأداة قمعية لم تدخل ضمن تحليله البنيوي للسلطة الحديثة، ولكن، عندما ندرس نهجه، يمكننا تفسير استخدام الكلاب كجسد وظيفي للسلطة، فالكلب المدرَّب على التوحش هو اختزال لصورة الجندي القمعي الذي يبث الرعب، ويقتحم ويفتش ويحاصر، ويتعقب، ويعاقب من عقوبة بسيطة إلى فتاكة، بدون حسيب أو رقيب. الاحتلال" الإسرائيلي" استبدل الجندي بالكلب الذي أخذ يقوم بالعمليات العسكرية ذاتها بدلًا من الجندي؛ اقتحام وتفتيش، وترويع، وحصار، ومهاجمة للفئات المرفوضة (الفلسطيني بكافة أطيافه ومسمياته) بهدف تحقيق قوة الردع (وهي القدرة على منع العدو من القيام بأي عمل عدائي، من خلال تخويفه من العواقب المحتملة)، وقد رسخ في أذهان جنود الاحتلال أن الفلسطيني مجرد أداة غير إنسانية. الفارق هنا أنه في حالة الكلب يغيب الفاعل البشري الحقيقي الذي يُنزل العقوبة، فيصبح الكلب أداة تفويض للعقاب.
استخدام الكلاب المدربة ضد الفلسطينيين يمثل تطبيقًا صارخًا للتكنولوجيا السياسية للجسد التي تحدث عنها فوكو، عبر العنف المباشر من عض ونهش لأجساد الفلسطينيين، تتسبب بإصابات جسدية وصدمات نفسية، ويمكن اعتباره من أشكال التعذيب العلني الذي يهدف إلى بث الرعب والخوف في نفوس الأفراد والمجتمع بهدف تحقيق قوة الردع.
فالكلاب التي تستخدم، في الاقتحامات الليلية للمنازل في المناطق السكنية أو الزنازين في السجون، هدفها خلق حالة من القلق والخوف المستمر، رهاب يدفع الفلسطيني إلى مراقبة نفسه وضبط سلوكه وتصرفاته لتجنيب نفسه التعرض للهجوم، وهذا يهدف إلى تحويل الفلسطيني إلى شخص مطيع يصرف نظره عن تحدى سلطة الاحتلال، ويمتثل للقوانين التي يفرضها الاحتلال حتى وإن كانت جائرة وتعتدي على حقوقه وكينونته، حتى وإن لم يكن تحت المراقبة المباشرة، يدفع ذلك الفلسطيني إلى فقدان الشعور بالأمن والأمان في وطنه وبيته.. ليصبح في النهاية مجرد كيان مادي يسهل التحكم به وترهيبه والسيطرة عليه.
قد نتناسى أن الكلب أيضًا مجرد أداة للبطش في أيدي قوات الاحتلال يوجهونها ضد الفلسطيني لقمعه، ولكن لماذا؟ لماذا الكلب تحديدًا؟ الفلسطيني الذي يهاجمه الكلب العسكري، لن يداخله أي شك بأن هذا الوحش جاءه ليفتك به، ومن غير المجدي أن يطلب منه الرحمة، قد يقاومه ويحاول دفعه عن نفسه، لكنه لن يطلب منه التوقف عن الأذى والعدوان.. على النقيض من الحالة التي يدخل فيها العنصر البشري حتى وإن كان عدوًا يمارس البطش.. سيبقى راسخًا في ذهن الضحية أن المعتدي بشر، وقد ترجح كفة الإنسانية في نفسه وربما يتوقف عن إحداث الأذى..
إن استخدام الكلاب وليس البشر يساعد على الحفاظ على قناع الديموقراطية الزائفة التي تصدرها" إسرائيل" للعالم طوال الوقت.. فالهجوم إن كان بشريًا موثقًا يصعب تبريره، على النقيض من هجوم الكلاب التي لها ما يبررها كحوادث عرضية لحيوانات شعرت بالخطر فقامت بالهجوم كرد فعل فطري طبيعي.
وحدة الكلاب العسكرية في جيش الاحتلال
استخدم جيش الاحتلال الكلاب قبل عام 1948 كجزء من الهاجاناه، ولكن بدأ التدريب الممنهج للكلاب والتعامل معها وتوظيفها عسكريًا في عام 1974، بيد أن الأمر ظل يجري في الخفاء حتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما ظهرت هذه الكلاب للعالم لأول مرة في العدوان العسكري الذي شنه جيش الاحتلال على لبنان.
بدأ استخدام الكلاب المدربة في مهاجمة المدنيين الفلسطينيين (رجالًا ونساء وأطفالًا) في الضفة الغربية بشكل ممنهج منذ الانتفاضة الثانية (2000–2005). وكانت منظمة "بتسيلم" قد وثقت تسع حالات هاجمت فيها كلاب تابعة للجيش ونهشت فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية بين عامي 2011-2012. ولكن ذلك لا يعني أن اعتداءات كهذه لم تكن موجدة قبل هذا التاريخ، ولكن ما حدث حقيقة أنها لم تُوثق.
لكن الاستخدام الهجومي القمعي الممنهج ضد المدنيين الفلسطينيين بالكلاب العسكرية المدربة شديدة الشراسة والعنف واستخدمها كأداة للترويع والإذلال، تصاعد بشكل صارخ منذ السابع من أكتوبر 2023 ووُثقت الكثير من الحالات كما أسلفنا في الأعلى بالاسم، والصوت والصورة أحيانًا، إذ أصبح نهجًا متَّبعًا ومستساغًا في دولة الاحتلال، وأُحيط بالكثير من الإعجاب والصمت والسرية أيضًا.. ولولا التقارير الحقوقية والصحفية الحرة لما خرجت هذه الشهادات التي نتحدث عنها للنور ونُشرت على الملأ، ليسمعها العالم ويسمع ما حدث مع أصحابها من انتهاكات جسدية مرعبة واعتداءات جنسية صادمة وبدون رقابة فعلية من قادة جيش الاحتلال، واستمر جيشهم في استخدام الكلاب في الهجوم الممنهج على الفلسطينيين دون رادع.
منظمة سومو الهولندية كشفت معلومات خطيرة لفتت انتباه العالم أجمع في تقرير لها أصدرته في نيسان 2025 تحت عنوان "إطلاق العنان للإرهاب: الكلاب الهولندية في جرائم الحرب الإسرائيلية" أماطت فيه اللثام فيه عن صادرات للكلاب المدربة من هولندا إلى دولة الاحتلال، لتتلقفها وحدة الكلاب "عوكيتس" والتي تدربها وتطلقها على المدنيين الفلسطينيين. واستشهد التقرير بشهادات مريعة عن هجمات الكلاب على أطفال وكبار سن (ذكرنا بعضها أعلاه وكانت قد وثقتها جهات أخرى)، ويسلط تقرير سومو الضوء وبقوة على مسؤولية الشركات الهولندية عن هذه الانتهاكات. وتعتبر هولندا من أكبر المصدِّرين لهذه الكلاب.
وقد نشرت صحيفة إل فاتو كوتيديانو الإيطالية تقريرًا تتحدث فيه عن استيراد الاحتلال كلابًا مدربة من هولندا، إذ استورد 110 كلاب بين أكتوبر 2023- وفبراير 2025، 100 كلب منها خرجت من مركز تدريب واحد فقط يقع في جيفن في جنوب هولندا. وقد كان مركز التدريب الهولندي المذكور (فور ويندز كيه 9) نفسه في طرف مدَّعى عليه في دعوى قضائية في عام 2017، تحديدًا بسبب الأمر ذاته" بيع الكلاب لجيش الاحتلال". ورغم ذلك، لم تنخفض صادرات كلابه لدولة الاحتلال، وبرغم ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام أن الهجمات الوحشية التي تقوم بها الكلاب على الفلسطينيين ليست حالات نادرة أو شاذة، بل هي جزء من استراتيجية عسكرية تستخدم الكلاب كأدوات للقمع ضد الفلسطينيين.
بدأت فكرة تدريب الكلاب للقتال بتوجيهات من البروفيسورة رودولفينا مينزل، رائدة علم سلوك الكلاب في دولة الاحتلال، والتي بدأت تجاربها وأبحاثها في تدريب الكلاب وإشراكها في العمليات القتالية للهاجاناه، أثناء خدمتها في صفوفها أثناء الانتداب البريطاني والاستعداد لاحتلال فلسطين.. ولذلك اعتبرت مينزل رائدة برنامج التدريب العسكري للكلاب، بعد أن وضعت معايير لبرامج تدريب متقدمة لتأهيل الكلاب للمشاركة القتالية في جيش الاحتلال، ولا يزال عملها يعتبر ركيزة لهذا النوع من التدريب حتى الآن.
عوكيتس(K9 Unit) (وتعني اللدغة بالعبرية): هي وحدة عسكرية شُكِّلت عام 1974 ضمن جيش الاحتلال، لتعمل على تدريب الكلاب وإعدادها لتنفيذ مهام تتطلب من الكلب مهارات عسكرية عالية المستوى. كما يتلقى الجندي المرافق للكلب تدريبًا خاصًا ويمضي شهورًا مع الكلب نفسه قبل استخدامه ميدانيًا. وتعتبر العقيدة القتالية لوحدة عوكيتس الكلاب "أسلحة حيَّة". ففي مقال جاء في مجلة" يهيدا العسكرية الإلكترونية" عن وحدة عوكيتس، أكدت المجلة أن: "هذه الكلاب أسلحة بكل معنى الكلمة - مثل القناصة أو قذائف الدبابات - لكنها أسلحة بيولوجية"!
وحدة عوكيتس هي أول من استخدم الكلاب البوليسية والعسكرية بشكل منظم ومكثف في دولة الاحتلال، وطورت من عملها لتصبح واحدة من أبرز وحدات الكلاب العسكرية في العالم.
تختص الكلاب في الهجوم وتحييد التهديدات، وفي الإنقاذ العسكري، ومرافقة الدوريات والعمليات القتالية، بعد أن تخضع لتدريب مكثف وصارم جنبًا إلى جنب مع جنودها (الموجِهين)، لبناء رابط قوي بين الكلب وموجِهه، حيث تشارك الكلاب بعد ذلك في المداهمات واقتحام المنازل، والهجوم المباشر، والكشف عن المتفجرات والسلاح، وملاحقة المطلوبين في المناطق الفلسطينية.
تتبع وحدة عوكيتس للقيادة المركزية لسلاح البر/ قسم العمليات الخاصة في جيش الاحتلال، وتعمل بتنسيق مباشر مع وحدات النخبة الأخرى، مثل: سايرت متكال، دوفدوفان، وحدة 669، شَيطِت 13. يتمركز مقر "عوكتس" الرئيسي في قاعدة تسريفين قرب رمات جان وسط فلسطين المحتلة.
بحسب ما ورد في موسوعة ويكيبيديا باللغة العبرية في تعريف الوحدة، فإن عوكيتس ليست وحدة مستقلة في الميدان بل تُرسل كلابها وجنودها لدعم لواء كفير في الضفة الغربية، ولوائي جولاني وجفعاتي في العمليات الخاصة على الحدود الشمالية مع لبنان أو الجنوبية في غزة. توزع قيادة الوحدة الكلاب ميدانيًا حسب الحاجة برفقة موجهها" الجندي المُدرب".
بحسب الموقع الرسمي للوحدة، فإن عوكتس هي الجهة المخولة لتدريب الكلاب وتجهيزها باحترافية لأداء المهام القتالية، عبر تدريب خاص طويل المدى، ولكنها ليست الجهة الوحيدة التي تستخدم الكلاب في جيش الاحتلال، بل هناك وحدات عسكرية وأمنية أخرى توظف الكلاب لأغراضها الخاصة، غير الشرطة المدنية، مثل: وحدة "يَهَلوْم" سلاح الهندسة القتالية، وحدة 504 (الاستخبارات العسكرية)، وحدات الكوماندوز الخاصة، هيئة التكنولوجيا واللوجستيات. ولكن عند استخدام الكلاب من هذه الوحدات العسكرية فإن فرق من وحدة عوكيتس ترافقها ميدانيًا، أو تُخصَّص لها عوكيتس كلاب بشكل مؤقت أو دائم حسب المهمة. ما معناه بأن الكلب يعمل مع هذه الوحدات العسكرية، ولكنه يعود تنظيميًا وعمليًا لوحدة عوكيتس.
ومن أكثر الطرق ابتكارًا التي باتت تستخدمها عوكيتس هو تدريب بعضًا من كلابها خصيصًا للحرب تحت الأرض للعمل في الأنفاق أثناء القتال في غزة، إذ أخذت الوحدة تدمج الكلاب في جميع عملياتها العسكرية في غزة.
يستخدم جيش الاحتلال غالبًا كلاب المالينويا البلجيكية؛ وهي كلاب راعية (تستخدم أصلًا لرعي وحراسة الماشية). ولكن؛ للذكاء العالي لهذه الكلاب، والذي يجعلها تكتسب مهارات التدريب بسرعة، وتؤدي المهام المطلوبة بإتقان وتفان، وتمتعها بقدرة عالية على العمل لساعات طويلة، وتميزها بالطاعة والولاء لمدربها، وإظهارها تفوقًا في قدرتها على الحراسة والهجوم والتتبع، عدا عن حجمها المتوسط (25–30 كغم)، ما يجعلها كبيرة بما يكفي لمداهمة الأهداف، وفي الوقت ذاته يمكن للموجه أن يحملها بسهولة عند الحاجة؛ كل تلك الأسباب جذبت جيش الاحتلال لاستخدامها للتدريب على المهام العسكرية.
هولندا تُعد من الدول الرائدة عالميًا في تربية وتدريب كلاب المالينويا البلجيكية، خصوصًا للأغراض الشرطية والعسكرية. إذ يبدأ بتدريب الكلب ومنذ عمر مبكر (منذ شهرين تقريبًا) لتهيئته لأداء المهام الخاصة.
وتتبع بعض المزارع والمعاهد الهولندية برامج متقدمة في التكاثر الانتقائي والتدريب المهني للكلاب العسكرية يرفع من سعرها ويؤكد على تفوقها وجودتها. وعادةً ما تصبح هذه الكلاب جاهزة للاستخدام في عمر عامين. وقبل ذلك، تُنتقى من قِبل مُربين هولنديين وألمان يبيعونها بسعر 10,000 يورو للكلب الواحد، لتُكمل دولة الاحتلال مهمة تدريبها وصقل مهاراتها المطلوبة.
خاتمة
يُعد إخضاع الكلب للعدوان والهجوم جزءًا من التدريب، وتكون المكافأة دومًا بانتظار الكلب عندما يطيع الأوامر فيهاجم ويعضّ ويصيب بالأذى، ومن الواضح أن هذه الكلاب لا تملك شيئًا سوى الاستجابة للتربية القاسية والمستمرة، بهدف حرمانها من أي خيار آخر. في الوقت الذي تحرص دولة الاحتلال حرصًا شديدًا على إخفاء الهجمات المتكررة التي تشنها هذه الكلاب على المدنيين الفلسطينيين، رغم توثيق الكثير من المنظمات لها.
في ذات الوقت تزداد المقالات الصحفية المخصصة للكلاب "الشهداء في الخدمة"، والتي تمجِّدهم وتحتفي بهم كأبطال، وتقيم لهم جنازات عسكرية رمزية، وتنشر قصص عنهم في الصحف وعلى وسائل التواصل، تمامًا كما يُحتفى بالجنود. بينما هم في واقع الأمر مجرد ضحايا أُرسلوا إلى المذبحة بدلًا من البشر رغمًا عنهم. فمثلًا ضابط في الإعلام العسكري صرّح قائلًا: "الكلب يُنقذ حياة الجنود. وجوده يجعلنا نسيطر على الموقف دون خسائر بشرية"، ويقول آخر: "الكلب هو(اليد اليمنى لكل مقاتل)، فتكون الكلاب في الصفوف الأولى، وتحمل خطورة أكبر من الإنسان".
في الوقت الذي يكرِّم فيه جيش الاحتلال الكلاب العسكرية ويمجد بطولاتها، تُستباح فيه حياة الفلسطيني. أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان بيانًا بتاريخ 3 أيلول 2024، أكّد فيه أن وحدات إسرائيلية أجبرت فلسطينيين اختطفوا واستخدموا دروعًا بشرية خلال اللحظات الأولى من احتجازهم مختطفين وأجبرتهم على السير أمامها أثناء عمليات اقتحامات المنازل في قطاع غزة.
كما أوردت تحقيقات لصحيفة هآرتس نُشرت في صيف 2024 شهادات لجنود" إسرائيليين" ذكروا أنهم أجبروا فلسطينيين- أطلقوا عليهم لقب"شاويش" ممّن لا يُشتبه فيهم بالعمل المسلح- ضمن عمليات "تطهير" أنفاق ومباني مشتبه تفخيخها بكمائن متفجرة، على دخولها واستكشافها بالكاميرات بدلًا من الكلاب. كما أفاد تقرير للجارديان أيضًا باستخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية بعد أن احتجزهم الجنود وأجبروهم على ارتداء زي الجيش، وثبتوا كاميرات على أجسامهم، ثم أرسلوهم وبالقوة، إلى داخل أنفاق أو منازل يُتوقع أنها مفخخة بعبوات متفجرة قبل دخول أفراد الجيش؛ تجنبًا لاستخدام الكلاب العسكرية؛ حتى لا تُصاب الكلاب المدربة أو تُقتل، فحياة الكلب أهم من حياة الفلسطيني، وأولى بالفلسطيني أن يُصاب أو يُقتل من أن يحدث ذلك مع كلب بذلت الوحدة الكثير من الجهد والوقت في إعداده وتدريبه! وعلى ما يبدو أن الأمر لم يكن استثنائيًا بحسب صحيفة الجارديان، بل وصفته بأنه عادة أو بروتوكول يعرفه الجنود جيدًا ويطبقونه.
وبعد نشر التقارير المذكورة، أعلن جيش الاحتلال أنه شكَّل لجنة تحقيق في الأمر من خلال وحدة التحقيق الجنائي العسكري، وأن هذه الممارسة ممنوعة بحسب قوانينه الداخلية. ورغم ذلك، فإن التحقيقات لم تنتهِ حتى الآن، ولم تظهر نتائجها للعلن!
استعمال الكلاب المدربة عسكريًا لمهاجمة وقمع المدنيين الفلسطينيين، تُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي، وقد نددت به منظمات حقوقية، ومع ذلك، فقد أكدت منظمات حقوقية وإعلامية وناشطون عبر تقارير منشورة على استمرار النمط ذاته حتى عام 2025.
وقد انتقدت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان جيرمي لورنس جنودًا "إسرائيليين" لإطلاقهم الكلاب على المعتقلين الفلسطينيين وقال: "إن مثل هذه الإجراءات تشكل انتهاكات خطيرة لالتزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي".
يقول الدكتور جوناثان بالكومب، خبير سلوك الحيوان: "من غير الأخلاقي تحويل الكلاب، وهي كائنات اجتماعية بطبيعتها، إلى أدوات عدوانية تُستخدم في حروبٍ يُشعلها البشر حصرًا. فالكلاب لا تختار القتال، بل تصبح ضحايا في صراعات لا تفهمها.