ببليوغرافيا فلسطين.. النصوص الأولى (1)
تقديم..
تبدأ منصة إطار في تقديم مشروعها الساعي إلى التعريف بما كتب في القضية الفلسطينية وعنها، من كُتب ومؤلفات، من زواياها كلّها، السياسية والتاريخية والجغرافية والأَمنية والعسكرية والدينية، وسوى ذلك، وذلك في محاولة منها لاستقصاء ما كتب منذ بدايات القضية الفلسطينية، وحتى اليوم، وقد كانت الرؤية بأن تكون البداية في عرض الكتب التي تناولت القضية الفلسطينية منذ بدايات تفتّح الوعي الفلسطيني والعربي بالخطر الصهيوني، ومن ثمّ افتتح الجزء الأوّل من استعراض النصوص المبكّرة بكتاب محمد روحي الخالدي "السيونيزم أي المسألة الصهيونية أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية"، والذي كتب فيالفترة بين (1908-1913) ثم حُرر وصدر بصورته النهائية عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2020، علمًا بأنّ مخطوطة الخالدي هذه، تعرّضت لآراء نقدية تالية على نشرها، كما في كتاب خالد الحروب "النقد الناعم للصهيونية والرواية التوراتية في كتاب روحي الخالدي السيونيزم" الصادر عن الدار الأهلية بعمان في العام 2021، وذلك لأنّ المخطوطة، بحسب خالد الحروب، لم تكن جاهزة للنشر، وكان نقدها للصهيونية ناعمًا، وتضمنت مقولات من الرواية التوراتية وافتقدت توثيق المصادر، بيد أنّه وبالرغم من صدورها الفعلي المتأخر، ارتأينا التنويه إليها، بالنظر إلى الزمن الذي كُتبت فيه، مع الإشارة إلى هذا النقد، دون أن تكون الإشارة اتفاقًا بالضرورة معه.
أمّا بقية الكتب التي يعرض لها هذا الجزء، فكلها صدرت بالفعل في سنوات 1936 و1937 و1938، أي في ذروة مقاومة الفلسطينيين للانتداب البريطاني على فلسطين، وإن كان بعض هذه الكتب قد أعيد طبعه حديثًا كما في كتاب "جهاد فلسطين العربية" الذي صدر أوّل مرّة في بيروت سنة 1936، ثم أعيد طبعه في مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2009، وكتاب "مغامراتي في جبال فلسطين بين دوي القنابل وأزيز الرصاص"، وهو كتاب لصحفي أمريكيّ مجهول، صدر عام 1938، وأعاد اتحاد الكتاب الفلسطينيين إصداره عام 2001، وكان مناسبًا، بالنسبة لجهد منصة إطار في نشر الأوراق حول الثورة الفلسطينية الكبرى، وحركة الشيخ الشهيد عز الدين القسام، عرض الكتب المواكبة للثورة، ومنها هذا الكتاب "مغامراتي في جبال فلسطين.."، وكتاب آخر بجزأين وهو "رحلة بين الجبال في معاقل الثائرين"، والذي نشرته مجلة الجامعة الإسلامية عام 1936، وقد اتسم هذان الكتابان بشيء من الطرافة، كونهما شهادة حيّة من صحفيين أجنبيين على الثورة الفلسطينية الكبرى، وذلك بالإضافة إلى المجلد الثاني من كتاب "فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية" الذي وثّق للثورة الفلسطينية الكبرى، وقد جرى العرض كذلك للمجلد الأوّل منه، ليكتمل مجموع هذا الجزء من اسعراض النصوص المبكرة من "ببلوغرافيا فلسطين" في سبعة كتب، دلّ بعضها على طبيعة الوعي الفلسطيني والعربي المبكر بالصهيونية، وتناول بعضها القضية الفلسطينية منذ بدايات الاستعمار البريطاني، واهتمّ بعضها بالثورة الفلسطينية الكبرى.
التحرير
اسم الكتاب: السيونيزم أي المسألة الصهيونية - أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية
المؤلف: محمد روحي الخالدي
اللغة: العربية
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية والمكتبة الخالدية
مكان النشر: بيروت
سنة النشر:2020
عدد الصفحات: 198
أصل الكتاب مخطوطة كانت محفوظةً في أرشيفات عائلة الخالدي المقدسية المعروفة، وتعود في الأساس إلى النائب في مجلس المبعوثان العثماني محمد روحي الخالدي (1846-1913) الذي أعدها في الفترة ما بين (1908-1913)، ثم حصل عليها قريبه المؤرخ وليد الخالدي، وقام بنشر أول دراسة حولها عام 1988، ثم حرَّرها وصدرت في كتاب عام 2020، وهو الذي اعتمدناه في هذا النص.
يعد الكتاب من أوائل الدراسات العربية عن الصهيونية، وهو محاولة تحليلية مبكرة ركَّزت على الإطارين النظري والعملي للصهيونية، وقد شمل ثلاثة أقسام ضمت 42 عنوانًا فرعيًّا، بالإضافة إلى ثلاثة ملاحق هي الفرمان السلطاني بخصوص المكتب الزراعي للجمعية العمومية الإسرائيلية عام 1870، وتعليمات متصرف القدس مهدي بك عام 1910، وتصرفات المتصرف رشيد بك راي المشينة، كما تضمن الكتاب إحدى وعشرين صورةً منها صور لشخصيات ذُكرت في الكتاب بالإضافة إلى صور مقتبسة من المخطوطة ومن نص آخر حول الصهيونية صدر في فلسطين عام 1911، وقد أعده الكاتب نجيب نصار (1865-1948)، واستفاد منه الخالدي في إعداد مخطوطته.
كتب مقدمة الكتاب المؤرخ وليد الخالدي، وذكر فيها رحلته مع المخطوطة، كما قدَّم ترجمةً لمحمد روحي الخالدي، وتبعها بترجمة لنجيب نصار، وشرحٍ لأفكارهما حول الصهيونية.
يمكن تقسيم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسة، بحيث يشمل القسم الأول العناوين (1-5)، ويشمل القسم الثاني العناوين (6-38)، ويشمل القسم الثالث العناوين (39-42).
بدأ المؤلف في القسم الأول في الحديث عن جذور مصطلح الصهيونية والعوامل التي أدت إلى ظهور الحركة الصهيونية، ثم انتقل لاستعراض سريع لأهم النشاطات التي نفّذتها بما فيها محاولات الاستيطان في فلسطين، ثم ركَّز على التوراة والتلمود، وناقش ما فيهما من معتقدات ومن وعود "صهيونية"، وقدَّم لمحة عن تاريخ اليهود من موت سليمان حتى "خراب الهيكل الثاني"، وتحدَّث عن "تشتت اليهود"، واستعرض تاريخهم في المنطقة العربية بما فيهم يهود العراق، ويهود الحجاز، ويهود اليمن، ثمّ تناول اليهود مع ظهور الإسلام، وموقفهم منه، وحياتهم في ظل دولته، ثم اليهود في الممالك المسيحية.
أما القسم الثاني فتناول فيه بدايات التفكير في الاستيطان في فلسطين فيما أسماه " الصهيونية الحديثة"، التي أعاد جذورها العملية إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، مع محاولات توطين يهود إسبانيا في فلسطين، وراجع الدعوات للعودة إلى فلسطين منذ القرن السابع عشر، وأرَّخ للبداية الحقيقية للصهيونية بتعرض اليهود للاضطهاد في روسيا واضطرارهم للهجرة إلى فلسطين ابتداءً من عام 1881، وتأسيسهم لأول مستعمرة صهيونية، وظهور الجمعيات الاستيطانية مثل جمعية "شوفيفي زيون" "الغيورون على صهيون" التي كوَّنت لها فروعًا في أوروبا، وتوقف عند هرتزل وسيرة حياته، وجهوده في تأسيس الحركة الصهيونية بأبعادها السياسية والاقتصادية، ومحاولاته شراء فلسطين من الدولة العثمانية، واتصالاته الدولية، واهتم بالمؤتمرات الصهيونية من الأول حتى العاشر، واستعرض الإجراءات العملية لتحقيق أحلام الصهيونية بما فيها تأسيس أولى البنوك والأحزاب والجمعيات اليهودية الكبرى مثل جمعية الأليانس الإسرائيلية وشركة الاستعمار اليهودية (الأيكا).
وشرع المؤلف في القسم الأخير بعرض تفاصيل حول أشهر المستعمرات التي أقامتها شركة "الأيكا" في فلسطين خصوصًا في مناطق "يهودا"، و"السامرة"، وطبرية، وحوران، والجليل، والقدس منها: مستعمرات عيون قارة، وعاقر، وملبس، وزمارين، وعتليت، وميشا، ويمة، وديلايكه ساو، وملحمية، وعين كتب، وجفتلك حوران، وروش بينا، ويسود همعلا، ومتولا، وتلحه، ووادي حنين، وقطرة، ورحوفوت، وحديرا، ومشمار هيردين، وسجره، وموتسا، وهرطوف، وبئير طوفا، وبئر يعقوب، وفجة، وكفر سابا، وأم الجمال، وشوئيفا، وروحاما، كما تناول أهم المؤسسات الصهيونية التي عملت على تأسيسها الشركة في القدس.
اسم الكتاب: جهاد فلسطين العربية أول كتاب بالعربية عن فترة الانتداب البريطاني وبداية الثورة الكبرى سنة 1936
المؤلف: إبراهيم نجم وأمين عقل وعمر أبو النصر
اللغة: العربية
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
مكان النشر: بيروت
سنة النشر: 2009/ الطبعة الثانية
عدد الصفحات: 292.
هذا الكتاب من أوائل ما وصلنا من الكتب المتخصصة في القضية الفلسطينية، وقد صدر في طبعته الأولى بالعربية في بيروت عام 1936، وهو نتاج تعاونٍ بين كاتبين فلسطينيين وكاتب لبناني، واستغرق إعداده وطباعته أقل من شهر، وكان عدد نسخ الطبعة الأولى 4000، ورُصد ريعها لمنكوبي الثورة الفلسطينية الكبرى، ثمَّ إن مؤسسة الدراسات الفلسطينية أعادت نشره مجدّدًا عام 2009 ضمن نشاطاتها لإحياء الذكرى الستين للنكبة، وقد اعتمدتُ في هذا العرض على طبعتها.
تناول الكتاب القضية الفلسطينية خلال الاحتلال البريطاني لفلسطين، واستعرض تطوراتها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 حتى أواسط المرحلة الأولى من الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936. تألف الكتاب من 25 عنوانًا، يمكن جمعها في ثلاثة أبواب رئيسة[1]، حيث يشمل الأول تمهيدًا تاريخيًا من أواخر العهد العثماني حتى إقرار صك الانتداب ويضم العناوين من (2-8)، ويشمل الثاني على نظام الانتداب وممارساته الإدارية والمالية والقانونية (9-18)، ويركِّز الثالث على مقاومة الفلسطينيين للاحتلال البريطاني (19-24).
حوى الكتاب بعض الإحصائيات والجداول المتعلقة بالهجرة الصهيونية لفلسطين والحالة الاقتصادية فيها خلال سنوات الاحتلال البريطاني، وفيه أربعة ملاحق تتضمن نصوصًا لمعاهدة سايكس – بيكو، وصك الانتداب على فلسطين، ووعود إنجلترا للشريف حسين، وأقوال رجال الحلفاء في الجيش العربي. كما حوى أيضًا على مجموعة صور، ونظرًا لأنها أصبحت مشوهة في الطبعة الأصلية بفعل الزمن، استعيض عنها في الطبعة الجديدة بثماني عشرةَ صورةً مأخوذةً من كتاب وليد الخالدي "قبل الشتات: التاريخ المصور للشعب الفلسطيني 1876-1948"، ووضع في نهاية الكتاب فهرسٌ عامٌ بالأعلام واللجان والمؤسسات والأماكن والموضوعات الرئيسة. اعتمد الكتاب على عددٍ من المراجع "المساند" تضمنت وثائق دبلوماسية، وبيانات رسمية، وتقارير لجان التحقيق البريطانية، وإحصائيات رسمية، وكتبًا ودراساتٍ عربيةً وأجنبيةً.
يبدأ الكتاب بالحديث عن الآمال الكبيرة باستقلال الأقطار العربية بعد الحرب العالمية الأولى والوعود الكاذبة التي أطلقتها بريطانيا للعرب، ويتناول نشوء الحركة الصهيونية، ويناقش منطلقاتها الفكرية والتاريخية، ويراجع أساليبها، ومقررات مؤتمراتها، وأبرز مؤسساتها وتشكيلاتها العاملة في فلسطين، وعلاقاتها بالدول الاستعمارية الكبرى، وكيف حاولت بسط نفوذها على فلسطين عبر تكريس الاستعمار الزراعي والاقتصادي، وإحياء التراث اليهودي الروحي والفكري، ثمَّ يستعرض ماهية الحكم البريطاني العسكري في فلسطين، والمقررات الدولية بشأن فلسطين.
ويفرد الكتاب مساحةً لمناقشة صك الانتداب وبنوده وغايته ووسائله، كما يناقش حالة الاقتصاد الفلسطيني في ظل الاحتلال البريطاني، ويركِّز على واقع الأرض والفلاحين والسياسة الضريبية، ويستعرض الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا لتثبيت حكمها في فلسطين مثل تنصيب مندوب سامٍ، ووضع دستور، والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية، وتشكيل مجلس استشاري، ويخلص إلى أنَّ القوانين التي أُقرت في المرحلة المتأخرة من الحكم العثماني، خصوصًا فيما يتعلق بالحكم الذاتي في الولايات العثمانية ومنها فلسطين، كانت أكثر عدلاً وإنصافًا من تلك التي فرضتها بريطانيا.
ويراجع الكتاب سِير ومواقف أربعة مندوبين سامين عُيِّنوا في فلسطين حتى عام 1936، ويظهر بالأدلة انحيازهم للمشروع الصهيوني، ويناقش بإسهاب الموازنة في فلسطين، ويؤكد على أنَّها كانت تراعي مصالح كبار الموظفين البريطانيين ومشاريع الحركة الصهيونية وتتجاهل احتياجات الفلسطينيين وتطلعاتهم.
ويركز الكتاب على النضال الوطني منذ أواخر العهد العثماني، مدافعًا عن موقف الشريف حسين من فلسطين، ويستعرض بإيجاز المحطات النضالية المختلفة التي مرت بها فلسطين منذ ثورة القدس عام 1920 مرورًا بثورة يافا عام 1921، وحركة الشيخ عز الدين القسام إلى اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.
اسم الكتاب: رحلة بين الجبال في معاقل الثائرين/ الجزء الأول
المؤلف: جريدة الجامعة الإسلامية
اللغة: العربية
الناشر: مطبعة الجامعة الإسلامية
مكان النشر: يافا
سنة النشر: 1936
عدد الصفحات: 32
هذا الكتاب من أوائل الكتب التي عُنيت بالثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936، حيث حوى وصفًا أوليًا لمعاقل الثوار شماليّ فلسطين، ولأدائهم في ميادين القتال ضد بريطانيا والمشروع الصهيوني.
والكتاب عبارة عن ملخصٍ لرحلة استقصائية في شماليّ فلسطين قام بها صحفي أجنبي لصالح جريدة أجنبية، حيث عاش أيامًا في مواقع الثوار، وخبر نشاطاتهم اليومية، واتفق مع جريدة الجامعة الإسلامية الصادرة في يافا على إعداد نصٍ حول رحلته على أن تتولى هي طباعته ونشره، بشرط عدم ذكر اسمه، وقد نشرت أغلب نصه على صفحات جريدتها أولاً، ثمَّ طبعته في كتاب من جزئين وجعلته في متناول القراء.
أشار الصحفي في نصه إلى أن معرفته بالعربية ساعدته في نجاح رحلته رغم ما أحاط بها من مخاطر، بالإضافة إلى ما اتخذه من احتياطات من قبيل رفع العلم العربي على السيارة التي كان يستقلها في رحلته، وفي مرحلة لاحقة ارتدائه الملابس العربية.
بدأ الكاتب بالحديث عن زيارته لجبال القدس، ومعاينته للوجود العسكري البريطاني الكثيف في المنطقة، حيث انتشرت هناك أعداد كبيرة من الجند ترافقها الدبابات والمصفحات والرشاشات الثقيلة، ثم انتقل لزيارة مدينة نابلس، وأشار إلى حصارها من قبل البريطانيين، ووجود ثكنات عسكرية وأسلاك شائكة وحواجز على مداخلها، ومع ذلك فقد كانت بلدةً مستقلةً، على حد وصف الصحفي، حيث أدار شباب الحركة الوطنية الحياة اليومية فيها، وكان حالهم فيها من الاستقلالية عن السلطة البريطانية كمن هم في أعالي الجبال حيث معاقل الثوار البعيدة، وذكر مقابلته مع رئيس اللجنة القومية في نابلس واستفادته منها في فهم الحالة في فلسطين، ثم مغادرته المدينة، والمرور على دير شرف، وتوقفه عند منعطف " لية بلعا" الذي جرت فيه أولى العمليات الفلسطينية التي أدت إلى اندلاع الثورة، وزيارته لبلدة عنبتا، ثمَّ انتقاله لمواقع الثوار في الجبال بطريقة سرية وبمعاونة رجال الثورة.
وضع الكاتب بعضًا من خلاصاته حول زيارته لمواقع الثوار، إذ أشار إلى حسن تنظيمهم، والقدر العالي من السرية في تحركاتهم، وطبيعة تحصيناتهم، وكرم ضيافتهم، ووعيهم ودرايتهم الملفتة بواقع القضية الفلسطينية منذ الحرب العالمية الأولى ومستجداتها، وماهية مطالب الحركة الوطنية، وقد اشتمل الكتاب على اقتباسٍ لنصٍ طويلٍ تضمَّن رد الثورة على بيان وزير المستعمرات البريطاني الصادر في السادس من حزيران/ يونيو 1936، وتأكيدًا على مطالب الثورة، كما حوى مقالة منشورة في جريدة الجامعة الإسلامية تحت عنوان "تصرفات السلطة هل نحن في حرب نظامية مع بريطانيا الطائرات القاذفات للقنابل لا يجوز استعمالها" وفي المقالة اعتراض على سياسات بريطانيا في فلسطين، وعلى موقف عصبة الأمم، والنفاق الدولي الذي يتنكر للحقوق الفلسطينية.
وفي الكتاب مشاهد من المواجهات التي كانت تدور في تلك المرحلة بين الثوار والقوات البريطانية، فقد رصد الكاتب هجومًا على قافلة يهودية تحرسها السيارات البريطانية كانت مارة من نابلس، كما عاين بنفسه معركة بين الثوار في الجبال وطائرات بريطانية، وشاهد جسرًا منسوفًا للسكة الحديدية بالقرب من نابلس، وفي الكتاب أيضًا شرح لبعض العادات الاجتماعية العربية التي استوقفت الصحفي مثل تدخين الأرجيلة، وإكرام الضيف، وشرب القهوة، وعدم قبول الإكراميات مقابل العمل.
اسم الكتاب: رحلة بين الجبال في معاقل الثائرين/ الجزء الثاني
المؤلف: جريدة الجامعة الإسلامية
اللغة: العربية
الناشر: مطبعة الجامعة الإسلامية
مكان النشر: يافا
سنة النشر: 1936
عدد الصفحات: 50
هذا الجزء الثاني من كتاب رحلة بين الجبال في معاقل الثائرين، وهو من أوائل الكتب التي وصفت مشاهد من المرحلة الأولى من الثورة الفلسطينية الكبرى التي اندلعت عام 1936، وقد أعده صحفي أجنبي، لصالح صحيفة أجنبية، وفيه خلاصات حول زيارته لمعاقل الثوار في شماليّ فلسطين، وقد اتفق الصحفي على أن يعد الكتاب، ثمَّ تتولى جريدة الجامعة الإسلامية طباعته ونشره، وقد نَشرتْ أغلب أجزاءه على صفحاتها أولاً ثمَّ طبعته في كتاب منفصل.
يبدأ الكتاب بعرض اثنتين وعشرين صورة تخص قادة الحركة الوطنية الفلسطينية الذين قادوا الثورة الفلسطينية الكبرى، بما فيهم أعضاء اللجنة العربية العليا، وبعض الكوادر والعاملين في الثورة، وبعض القادة الميدانيين من العرب والفلسطينيين ممن حملوا السلاح ضد بريطانيا خصوصًا في مرحلة الثورة الأولى مثل فوزي القاوقجي، وسعيد العاص، وفخري عبد الهادي، واشتملت أيضًا على صور لبعض السياسيين الفلسطينيين في منفاهم وآخرين في سجنهم، في إشارة إلى ظلم بريطانيا وتجبرها، بالإضافة إلى صور لبعض لجان المساندة العربية تأكيدًا للموقف العربي المؤيد للثورة.
يفتتح الكاتب نصَّه بمشهد زيارته لبعض القرى في الريف الفلسطيني، ومشاهدته استعدادات الأهالي للمشاركة في نشاط لجمعية الشبان المسلمين، ونقاشه مع الفلاحين في القضايا السياسية، وقد خرج بانطباع بأن الفلاحين "ذكيون جدًّا ومهتمون بالثقافة"، "ولا يقلُّون فهمًا في السياسة الوطنية عن رجال الثقافة في المدن" (ص 36)، وأنَّهم على دراية تامة بمطالب الثورة ومقتضياتها، وهو الانطباع الذي ذكره في الجزء الأول أيضًا.
أمَّا القادة الميدانيون والثوار في الجبال، فأشار إلى عظيم تنظيمهم، ورصانة تدبيرهم، وسرية حركتهم، وجدية تحصيناتهم، ويلاحظ اهتمامه بإظهار مشاركة المرأة في القتال، وقد عرض عددًا من النماذج لنساء فلسطينيات شاركن جنبًا إلى جنب مع الثوار، مثل امرأة من حوارة انتقلت لمعاقل الثوار للقتال في صفوفهم، وعرض الكاتب بعضًا من مشاهد المعارك بين الثوار والبريطانيين، وأَبَان عن وجود عدد من الثوار العرب من خارج فلسطين، منهم ثائر دمشقي أصيب في إحدى المعارك.
اهتم الكاتب بإظهار مقدار تضحية الثوار وصبرهم في مواطن الشدة، فذكر بعضًا من النماذج منها أن أحد الثوار استشهد ولم يكن في جيبه إلا كسرة خبز وقرن خروب، وفي جيبه الثاني المصحف، كما أظهر التزامهم الديني، بتكرار أدائهم الصلاة الجماعية، وحضور الدين والثقافة الإسلامية في نشاطاتهم ونقاشاتهم، وطبيعة هتافاتهم في الميدان، وتحدث عن مشاهداته في إحدى علميات التطويق والتفتيش التي كان يقوم بها الجنود البريطانيون، وما فيها من وحشية وتعسف.
واختتم الكتاب، بمقالة لجريدة الجامعة الإسلامية بعنوان "احذروا يوم التناد يوم حي على الجهاد"، وقد نُشر على صفحات الجريدة في الأيام الأولى من اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى.
ويبقى أن أشير إلى أنَّ هذا الكتاب بجزأيه الأول والثاني يختلف عن كتاب "مغامراتي في جبال فلسطين بين دوي القنابل وأزيز الرصاص" (وهو الكتاب التالي في هذا العرض)، الذي ألَّفه صحفي أجنبي لصالح صحيفة أجنبية، ونُشر عام 1938 في كتاب بالعربية، وإن تقاطع الكتابان في العنوان وفي نسبتهما لصحفي أجنبي غير معروف، فقد اختلفا في التفاصيل.
اسم الكتاب: مغامراتي في جبال فلسطين بين دوي القنابل وأزيز الرصاص
المؤلف: صحفي أجنبي معروف
اللغة: العربية
الناشر: اتحاد الكتاب الفلسطينيين
مكان النشر: غير معروف
سنة النشر:2001/ الطبعة الثانية
عدد الصفحات: 128
هذا الكتاب وصف تفصيلي لرحلة صحفي أمريكي يعمل لدى إحدى صحف نيويورك إلى فلسطين أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى في الفترة ما بين 1937-1938، حيث سجَّل فيه يومياته مع الثوار في شماليّ فلسطين، وقد صدر الكتاب بالعربية أول مرة عام 1938، ثمَّ وجد الصحفي الفلسطيني عز الدين محمد أبو الوفا نسخةً منه في بغداد، وقام اتحاد الكتاب الفلسطينيين بنشره في طبعة ثانية عام 2001 وهي التي استخدمتها في هذا العرض.
يتقاطع الكتاب في موضوعه مع كتاب "رحلة بين الجبال في معاقل الثائرين" الصادر عن صحيفة الجامعة الإسلامية عام 1936، إلا أن المقارنة بين النصين تبيِّن أنهما مختلفان. حوى الكتاب أربعين صورة ضمت بعض قادة الحركة الوطنية ونشاطاتهم السياسية، وبعضًا من القادة العسكريين، ومشاهد من ميدان المعارك، وقد افتُتح بصورة للحاج أمين الحسيني وكُتب تحتها توصيف لمكانته ومما ذُكر فيها أنَّه "القائد الأعلى للحركة الاستقلالية في العالم الإسلامي"، كما حوى الكتاب رسمتين تمثلان صلف بريطانيا وتجبرها، كما أنَّ في الكتاب عددًا من المقالات المنشورة في صحف عربية وأجنبية تتناول أحداث فلسطين.
تكوَّن الكتاب من 166 عنوانًا فرعيًّا، وبدأ بعنوان عريض "صحفي أمريكي يصف مشاهداته في معاقل المجاهدين الفلسطينيين في المنطقة الشمالية". افتتح الكاتب كلامه بتفاصيل عن رحلته البحرية إلى فلسطين انطلاقًا من نيويورك، ونقاشاته مع بعض نشطاء الثورة الفلسطينية ممن التقاهم صدفة في فنادق سوريا ولبنان، ثمَّ قص رحلته مع فريق من الثوار إلى مقر القيادة العامة للثوار في شماليّ فلسطين، وحضوره استعراضًا عسكريًّا لسبع فرق منظمة هي كتيبة خالد بن الوليد، وفصيل عمر بن الخطاب، وسرية أبو عبيدة عامر بن الجراح، وكتيبة إخوان فرحان، وجماعة القسام، وأنصار فلسطين، وفرقة طارق بن زياد، وقراره مرافقة إحدى المجموعات التي تكونت من نيف وخمسين مجاهدًا.
كشف الكاتب عن الأساليب التي استخدمها الثوار في نضالهم ضد بريطانيا، عبر معاينته لإحدى المعارك التي خاضتها المجموعة وانتصرت فيها، واستماعه إلى تقارير عن عمليات الفصائل، تضمنت هجوم فصيل خالد بن الوليد على إحدى القوافل البريطانية على الطريق العام، وهجوم فصيل عمر بن الخطاب على إحدى المستعمرات، وتفجير فصيل أبو عبيدة موقعًا لأنابيب النفط، وقطع أسلاك التلفون ونسف سكك الحديد، ومهاجمة مقرات الجيش البريطاني في المدن والبلدات الفلسطينية، كما أنَّه استعرض تفاصيل بعض المعارك مثل معركة اليامون ومعركة قباطية.
أثبت النص عددًا من الكلمات والخطب التي ألقيت في حضرة القائد العام، ونسبها الكاتب لبعض القادة الميدانيين، حيث شرحوا فيها موقف الثورة ومطالبها، ووجهة نظر الثوار حول سياسات بريطانيا، وقد أظهرت عمق الوعي السياسي لدى الثوار واطلاعهم على ما مر في المنطقة والعالم من أحداث منذ بداية القرن العشرين، والإدراك لطبيعة الواقع الميداني في فلسطين، كما أن الكاتب أشار إلى موقف الثوار من بعض التطورات السياسية المهمة مثل قرار التقسيم الصادر عن اللجنة الملكية.
وسجَّل الكتاب شواهد من أعمال القمع والتنكيل التي كانت تقوم بها القوات البريطانية، وقد بادر إلى ذكر ما حلَّ بمدينة صفد من ظلم وتعسُّف، ثمَّ تبعها بالحديث عن بعض القرى التي نالها ظلم بريطانيا من تفتيش وتخريب ونسف للبيوت وفرض للغرامات.
واستعرض الكتاب في جزئه الأخير بعض التفاصيل عن حركة الشيخ عز الدين القسام حتى استشهاده، ونشاطات أتباعه في الثورة الفلسطينية الكبرى، كما أشار إلى الجهود النسوية العربية في دعم الثورة.
اسم الكتاب: فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية/ المجلد الأول
المؤلف: عيسى السفري
اللغة: العربية
الناشر: مطبعة مكتبة فلسطين
مكان النشر: يافا
سنة النشر: 1937
عدد الصفحات: 236
هذا الكتاب من أوائل الكتب التي عالجت القضية الفلسطينية وتطوراتها، فقد غطى تاريخ القضية الفلسطينية منذ الاحتلال البريطاني لفلسطيني عام 1917 حتى اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى في نيسان/ إبريل عام 1936.
احتوى الكتاب على ستين عنوانًا، شملت موضوعات أساسية وهي الانتداب وسياسات بريطانيا في فلسطين (17 عنوانًا)، والحركة الصهيونية (8 عناوين)، والحركة الوطنية (19 عنوانًا)، والثورات والهبّات ضد بريطانيا والحركة الصهيونية في فلسطين (5 عناوين)، والعرب والقضية الفلسطينية (7 عناوين)، وموضوعات عامة تتعلق بفلسطين (4 عناوين).
امتاز الكتاب بعرضه لنصوص عدد من الوثائق الرسمية المتعلقة بفلسطين منذ بداية القرن العشرين بما فيها اتفاقية سايكس- بيكو، ومراسلات الشريف حسين مع بريطانيا، ووعد بلفور، ونص الانتداب وغيرها، كما أنَّه احتوى على ملخصات لقرارات اللجان البريطانية والدولية حول فلسطين وأحداثها، بالإضافة إلى البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة البريطانية وبيانات الحركة الوطنية.
بدأ الكتاب بالحديث عن الحرب العالمية الأولى وموقف العرب منها، وما نتج عنها من احتلال بريطانيا لفلسطين وتثبيت حكمها فيها، وقد أسهب في الحديث عن الانتداب وطبيعة الإدارة البريطانية وتصوراتها لتطور الحالة في فلسطين، وعملها على الأرض للتأكد من تحقيق وعد بلفور، واتخاذها سياسةً عدائيةً للمطالب العربية، وقد شرح الكتاب الأساليب البريطانية في مواجهة النضال الفلسطيني سواء من خلال تطبيق الحلول الأمنية أم من خلال إرسال لجان التحقيق المختلفة.
وتناول الكتاب الحركة الصهيونية في ثمانية عناوين، فشرح دوافع تأسيسها، والأسس التي قامت عليها، وأهدافها، وادعاءاتها، وسياساتها على المستويين الدولي والإقليمي، وخططها لتحقيق مشروعها، وأبرز زعمائها، وسياساتها في فلسطين، خصوصًا سعيها للاستيلاء على الأرض وبناء المستعمرات وتكوين مرجعية سياسية صهيونية "الوكالة اليهودية"، وقوة اقتصادية، وإدارة ذاتية، وقوة مسلحة.
وكان موضوع الحركة الوطنية وتشكلها جزءًا من اهتمام الكاتب، إذ تحدث عن الأنوية الأساسية التي تطورت عنها الحركة الوطنية، فأشار إلى تشكّل الجمعيات الإسلامية – المسيحية، وإقامة المؤتمرات السياسية، وتشكّل اللجنة التنفيذية، وظهور الرموز الوطنية، وتأسيس الأحزاب، والتفاعل مع المستجدات السياسية والميدانية.
وقد رصد الكاتب بدايات الحالة الثورية وتصاعدها في فلسطين، وتتبع تطور الموقف الفلسطيني باتجاه الصدام مع بريطانيا والحركة الصهيونية، واستعرض أهم محطات النضال الوطني ميدانيًّا منذ قيام أول مظاهرة سياسية كبرى في القدس في السابع والعشرين من شباط/ فبراير عام 1920 مرورًا بثورة البراق عام 1929 وبالهبّات المتكررة في القدس ويافا حتى نهاية النصف الأول من ثلاثينيات القرن الماضي، كما تناول الحراكات الشبابية بما فيها عقد مؤتمر الشباب العربي الفلسطيني الأول والثاني، وتشكيل الحركة الكشفية، ومواجهة تهريب السلاح الصهيوني عبر مجموعات شبابية تحرس السواحل والحدود.
وانتبه الكتاب إلى مسألة العرب والقضية الفلسطينية، فكان موضوع حركة الشريف حسين ضد الدولة العثمانية وارتباط ذلك بمستقبل فلسطين من أوائل العناوين التي عالجها، بالإضافة إلى موقف ابنه فيصل من المشروع الصهيوني، وبدا واضحًا انحياز الكاتب للشريف وابنائه ومحاولته تبرئتهم من أي تقصير أو تآمر على فلسطين، كما أشار الكتاب إلى مكانة سوريا في النضال الفلسطيني الوطني من خلال استضافتها للعديد من المؤتمرات السياسية الخاصة بفلسطين.
وهنالك بعض العناوين العامة التي عالجها الكتاب، منها ما يتعلق بوصف فلسطين الجغرافي والتاريخي، والمؤتمر التبشيري في القدس.
اسم الكتاب: فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية/ المجلد الثاني
المؤلف: عيسى السفري
اللغة: العربية
الناشر: مطبعة مكتبة فلسطين
مكان النشر: يافا
سنة النشر: 1937
عدد الصفحات: 172
هذا الجزء الثاني من كتاب "فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية"، لمؤلفه عيسى السفري، وقد خصصه للحديث عن المرحلة الأولى من الثورة الفلسطينية الكبرى أي منذ اندلاعها في نيسان/ إبريل عام 1936 حتى وقف الإضراب الكبير في تشرين أول/ أكتوبر عام 1936.
جاء الكتاب في ثلاثة وأربعين فصلاً (عنوانًا)، تناول فيه الكاتب ثلاث قضايا رئيسة. ركَّزت القضية الأولى على طبيعة الثورة الفلسطينية الكبرى وتطوراتها، وتناولت القضية الثانية موقف بريطانيا من الثورة، أما القضية الثالثة فكانت حول موقف الدول العربية من الثورة.
وثَّق الكتاب لبداية الثورة بعملية فدائية على طريق عنبتا- سجن نور شمس في 15 نيسان/ إبريل عام 1936، ومهاجمة اليهود لسكنة أبو كبير في مدينة يافا، وما تلاها من مظاهرة وإضراب في المدينة في 20 نيسان، ثم إضراب المواصلات في القدس في 25 نيسان/ إبريل، وانتشار التظاهرات في المدن الفلسطينية في 15 أيار/ مايو، وإقرار الحركة الوطنية العصيان المدني، وتعميم الإضراب في كل مكان.
واستعرض المراحل التنظيمية التي مرت بها الثورة، حيث تم تشكيل أول لجنة قومية في يافا في 20 نيسان/ إبريل، ثم تبعها تشكيل لجان قومية في المدن الأخرى، وعقد مؤتمر اللجان القومية في 7 أيار/ مايو، وتشكيل اللجنة العربية العليا، وأرَّخ الكتاب لمرحلة تحول الثورة الفلسطينية نحو الخيار العسكري بحادثة اعتراض قرى طولكرم على اعتقال سليم باشا عبد الرحمن والمواجهة بينهم وقوة إنجليزية عند عطفة بلعا، ثم اعتراض قرى نابلس على اعتقال أكرم زعيتر واستخدام المعترضين للسلاح، وتوقف عند أشكال المقاومة في تلك المرحلة من نسف الجسور، وقطع المواصلات، وقلب القطارات، وقطع خطوط البرق والتلفون، وحرق البيوت والمزارع الصهيونية، والهجوم المباشر على المستعمرات، وتطرق لسياسة الاغتيالات التي انتهجتها الثورة ضد بريطانيا وذكر أحد عشر مثالاً عليها. ومن الملاحظ أنَّه ذكر أيضًا في السياق نفسه حادثتي اغتيال غامضتين دون ذكر ملابساتهما، وهما اغتيال خليل طه رئيس اللجنة القومية في حيفا، وناصر الدين ناصر الدين نائب رئيس بلدية حلحول، ثمَّ ذكر تفاصيل المعارك التي خاضها الثوار ضد القوات البريطانية، بما فيها مكان وقوعها، وعدد المشاركين فيها، ونتائجها، منها: عين حارود (9 حزيران/ يونيو)، ونور شمس (22 حزيران/ يونيو)، ووادي عزون (26 حزيران/ يونيو)، وباب الواد (26 حزيران/ يونيو)، وبلعا الأولى (10آب/ أغسطس)، وعصيرة الشمالية (17 آب/ أغسطس)، ووادي عرعرة (20 آب/ أغسطس)، وعين دور (29 آب/ أغسطس)، وبلعا الثانية (3 أيلول/ سبتمبر)، وترشيحا (9 أيلول/ سبتمبر)، وحلحول (24 أيلول/ سبتمبر) ، وبيت أمرين (29 أيلول/ سبتمبر)، والخضر (4 تشرين أول/ أكتوبر)، وكفر صور (8 تشرين أول/ أكتوبر)، ويلاحظ خلو هذه التفاصيل من ذكر أبرز القادة الفلسطينيين الذين خاضوا تلك المعارك، مع الاكتفاء بذكر فوزي القاوقجي وقدومه إلى فلسطين وأثره على الثورة، وذكر حادثة استشهاد القائد سعيد العاص.
ولا ينسى الكاتب أن يذكر جوانب من النضال القانوني خصوصًا ضد أوامر هدم البيوت، وكذلك المذكرات التي كانت ترفع لبريطانيا ولعصبة الأمم، والوفود التي كانت تُرسل إلى لندن لشرح المطالب العربية.
واحتوى الكتاب على شرح مستفيض لسياسة بريطانيا في مواجهة الثورة، سواءً على المستوى القانوني، بإقرار قانون الطوارئ، ثم فرض الأحكام العرفية، أو المستوى العملي، حيث اتخذت بريطانيا إجراءاتٍ قاسيةً مثل الاعتقال، والإبعاد، ونسف البيوت، والتفتيش للمدن والقرى، وفرض الغرامات الباهظة، والإعدام، وزيادة عدد القوات البريطانية بشكل كبير، وإرسال لجان التحقيق، وشن هجوم إعلامي واسع تضمن إصدار البلاغات الحكومية، وإلقاء المناشير من الجو تحريضًا على الثوار ودفعًا لوقف الثورة. وتضمن الكتاب ذكرًا للموقف العربي الرسمي المؤيد للثورة خصوصًا موقف شرق الأردن، وسوريا، والعراق، ومصر، والسعودية واليمن، والهند، وقد تراوح التأييد، وفق ما رواه الكاتب، بين التأييد السياسي والإعلامي، وإرسال المعونات، وبعض المقاتلين، ثم التوسط كما فعل الأمير عبد الله ونوري السعيد، ثم أظهر الكاتب الدور العربي الرسمي في وقف الإضراب، وانتهاء الثورة في مرحلتها الأولى.
[1] اقتبست هذا التبويب من تقديم وليد الخالدي للكتاب في طبعته الجديدة.