ببليوغرافيا فلسطين.. انتفاضة شعب (١)

ببليوغرافيا فلسطين.. انتفاضة شعب (١)
تحميل المادة

على سبيل التقديم..

شرعت منصة إطار في بلورة مشروع يهدف، قدر الإمكان، إلى التعريف بما كُتِب من مؤلفات عن القضية الفلسطينية، وعرضها وفق التصنيف الموضوعي أو التحقيب التاريخي، وبالفعل، جهّزت أوّل موادها عن النصوص الأولى التي كتبت في بواكير القضية وأثناء الانتداب البريطاني على فلسطين، ولكنّها ارتأت أن تُعجِّل بنشر بعض ما كتب عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987)، بالتزامن مع ذكراها الخامسة والثلاثين، في مواكبة للذكرى، التي تعود على الفلسطينيين، بتجدد إرادتهم الكفاحية، وتستمرّ فيهم باستمرار دوافعها، ومنطقها، وأدواتها.

وبالرغم من حرصنا على أن تكون الكتب المعروضة قد صدرت إبان الانتفاضة، فإننا ارتأينا العودة من الحاضر إلى الخلف بقراءة ذلك الحدث المهيب، من خلال عرض كتاب انتفاضة 1987: تحول شعب، الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2021، والذي افتتحنا به هذه القائمة. يضمّ الكتاب مجموعةً من الأوراق والدراسات التي قُدمت في مؤتمر نظمته المؤسسة عام 2017، وقد تناولت تلك الأوراق العوامل الدافعة نحو تلك الانتفاضة، وإدارة الانتفاضة وطبيعة العلاقات الوطنية فيها، وظروف التصعيد وتعزيز الصمود أثناءها، ومواكبتها فنيًّا وثقافيًّا، وغير ذلك من الموضوعات.

أمّا الكتاب الثاني وهو شعارات الانتفاضة... دراسة وتوثيق، والصادر عام 1994، عن منشورات فلسطين المسلمة، فتأتي أهميته، من انبثاقه موضوعًا وزمانًا من الانتفاضة نفسها، إذ أخذ مؤلفاه في جمع شعارات الانتفاضة التي كانت تكتب على الجدران وتصنيفها بعد شهور من انفجار الانتفاضة وحتى العام 1990، وهو يعد من هذه الحيثية، فضلاً عن كونه دراسةً؛ وثيقةً تاريخيةً مهمّةً، تؤرّخُ لواحد من أهمّ أدوات الانتفاضة الأولى، وأبرز ملامحها وسماتها، وأمّا الكتاب الثالث، وهو الانتفاضة في الصحافة العالمية، فتناول كذلك موضوعًا محدّدًا، وهو تغطية الانتفاضة في الصحافة العالمية، وصدر عن الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1989، ليكون كذلك، من هذه الجهة، مما يحمل شيئًا من سمات الوثيقة التاريخية.

وكان الكتاب الرابع ذا طبيعة أكاديمية، وهو الانتفاضة الشعبية الفلسطينية من النواحي السياسية والإعلامية، لـ تيسير جبارة، والصادر عام 1989 عن جامعة النجاح الوطنية، وأردفناه بكتاب آخر، ذي طبيعة أكاديمية كذلك، ليكون الكتاب الخامس في القائمة، وهو كتاب علي الجرباوي، الانتفاضة والقيادات السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحث في النخبة السياسية، والصادر عن دار الطليعة، عام 1989.

وأمّا الكتاب السادس، فارتأينا أن يكون مجموعة آراء مبثوثة في عدد من الأوراق، كُتبت أثناء الانتفاضة، ونشرت في كتاب الشعب الفلسطيني في الداخل: خلفيات الانتفاضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد صدر أولاً بالفرنسية عام 1989، ثم نشرته بالعربية مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1990.

وأخيرًا، ختمنا القائمة بوجهة نظر، كتبتها شخصية وطنية فلسطينية تعيش خارج الأرض المحتلة، وضمنتها عددًا من المقالات، جمعت في كتاب الانتفاضة الفلسطينية والتحرير، لـ أحمد صدقي الدجاني، والصادر عن دار المستقبل العربي عام 1989.

والذي يهمنا من هذه القائمة، هو التوثيق والعرض والتعريف، حفظًا لتلك الجهود، وخدمةً للباحثين، وإعادةَ قراءة للأحداث الفلسطينية من محطات تاريخية متعددة، وأمّا المراجعة النقدية فلها مواضعها الأخرى.

التحرير

 

 

 


عنوان الكتاب: انتفاضة 1987: تحول شعب

تحرير: روجر هيكوك وعلاء جرادات

اللغة: العربية

الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

مكان النشر: بيروت

سنة النشر:2020

عدد الصفحات: 397 صفحة

هذا الكتاب من أواخر ما صدر فلسطينيًّا عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقد حوى أوراقًا بحثية ومداخلات قُدمت في مؤتمر "انتفاضة 1987: الحدث والذاكرة" الذي نظمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وعُقد في بيرزيت وغزة وبيروت، ما بين 24 – 30 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017، وقد ساهم في إعداد الأوراق 27 شخصًا منهم 17 باحثًا واستاذًا جامعيًّا و6 من قيادات الانتفاضة و3 فنانين وحقوقي واحد.

جاء الفصل الأول بعنوان "السوابق والاندلاع"، حيث تناول ماهر الشريف خلفيات الانتفاضة على صعد الوعي والتعبئة والتنظيم وأشكال المقاومة، وأكد أن الانتفاضة نتاج فعل نضالي تراكمي، وتطور لوعي جمعي، وإرادة سياسية تُرجمت على شكل فعاليات نضالية يومية تقودها قوى سياسية ومؤسسات أهلية، أمَّا نظريًّا فتحدث روجر هيكوك عن مفهوم الحشود، وأكد على الدور المحوري للحشود/ الشعب بوصفها "كتلةً شعبيةً عابرةً للطبقات والأجيال" وأنَّها من أوجد الانتفاضة وليس أي فصيل أو جماعة محددة.

أمَّا الفصل الثاني فكان بعنوان "البنية"، تضمن ورقةً/ ملخصًا لندوة بعنوان القيادة الوطنية الموحدة والتنظيمات الإسلامية ومنظمة التحرير في انتفاضة 1987، شارك فيها مجموعة من قيادات الانتفاضة الأولى منهم جمال زقوت وبسام الصالحي وحسن يوسف وسمير شحادة وعمر عساف ورباح مهنا، وقد ناقشوا ثلاثة عناوين رئيسة، وهي: عفوية الانتفاضة، وغياب حركة حماس والفصائل الإسلامية عن القيادة الموحدة، ودور قيادات منظمة التحرير في الخارج في هذه الانتفاضة، كما تضمن هذا الفصل ورقة ثانية لغسان الخطيب حول علاقة الداخل بالخارج، والسمات التي صبغت العلاقة بينهما مثل التكاملية والقلق والنزوع للتحكم وتباين الأولويات، أمَّا الورقة الثالثة فكانت لعماد الصوص، وقد ركَّز فيها على قدرة حركة حماس على تبني مشروع مقاومة شعبية، لكون بنيتها الأساسية مدنية شعبية، وقدرتها على التماسك، والولاءات داخلها للتنظيم.

وعنون الكتاب فصله الثالث بـ "تصعيد"، وشمل ورقةً لمحمد فارس جرادات قدَّم فيها شهادة حية عن الدور الكفاحي لعائلة المرحوم فارس بشير جرادات، وأبرز أهمية العائلة في النضال الوطني؛ وورقةً لأمل زايد تحدثت فيها عن التعليم في الانتفاضة واجتراح آليات مجتمعية لمواجهة سياسات الاحتلال ضد التعليم، وورقةً لعمرو سعد الدين قارن فيها بين المقاطعة في انتفاضة 1987، وحملات المقاطعة التي تلت ذلك، خصوصًا حركة المقاطعة العالمية  BDS.

وكان الفصل الرابع بعنوان "ردَّات فعل"، وقد قدَّم فيه محمد ميعاري ورقةً كشف فيها عن دور الفلسطينيين في الداخل المحتل في تقديم الدعم السياسي واللوجستي والخدمي للانتفاضة، بينما استنتج وليد حباس في ورقته حول التحولات في السياسات الإسرائيلية تجاه الأرض والسكان أن الاحتلال فشل في السيطرة على الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى، لكنَّه أبقى على إدارة الأرض الفلسطينية، وتناولت سهاد ظاهر- ناشف السيطرة على الجسد الفلسطيني، بوصفه "موقعًا لوسم القوى الاستعمارية" مقابل كنه أداة تحرر بيد المجتمع الفلسطيني، وخَلصت إلى اختلال سياسات الاحتلال للسيطرة على الفلسطينيين، حيث تحول الفلسطيني إلى ند. وركَّزت ورقة ياسمين صالح ورجا الخالدي على محاولات الفلسطينيين الانفكاك عن الاقتصاد الصهيوني ومآلاتها.

ودرس الفصل الخامس المعنون بـ "عوامل ثقافية" كيف جرى التعبير عن الانتفاضة فنيًّا وثقافيًّا، وقدَّم أمثلة من الأغاني والأهازيج، واللوحات والأنشطة الثقافية التي عبرت عن الانتفاضة، حيث أكد خالد حوراني في ورقته أن الانتفاضة الأولى شكَّلت حدثًا ثقافيًّا، وأشار خالد عليان أن الإنتاج الفني والثقافي الانتفاضي ساهم في الحفاظ على الهوية الفلسطينية والتراث الشعبي، كما عرض عامر الشوملي مجموعةً من الرسوم الفنية والصور الفوتوغرافية التي عبرت سياسيًّا عن مسار الانتفاضة.

واستعرض الفصل السادس آثار الانتفاضة، من خلال ورقة نادية أبو زاهر التي خلُصت إلى أن اللجان الشعبية والعائلة ساهمتا في خلق رأسمال إيجابي، حيث تمكَّنت من "إشاعة الثقة العامة والتبادلية والتعاون"، بينما استنتجت ورقة علاء العزة التي عنونها بـ "ممارسات تخليد انتفاضة 1978: الخطاب والرؤية"، إلى أن ممارسة التخليد للانتفاضة الأولى تبدو "وليدة قراءة للحاضر وتصور مستقبلي"، وأنها مرتبطة بخطاب المقاومة الشعبية.  

أما الفصل السابع والأخير، فجاء في ورقتين، حيث عرضت ورقة ممدوح العكر العلاقة بين منظمة التحرير وانتفاضة 1987 والتي وصفها بالملتبسة، وارتكزت ورقة جورج جقمان على أسباب اندلاع الانتفاضة الأولى للخلوص إلى إشكالية تحديد الأسباب في التاريخ.

انتفاضة 1987: تحول شعب / تحرير: روجر هيكوك وعلاء جرادات

يعرض الكتاب مجموعةً من الدراسات لكتابٍ مختلفين، تتناول انتفاضة عام 1987 من حيث السياقات التاريخية والخلفية، والبنية، ودور القوى السياسية، وتشكّل قيادتها، وصعودها بوصفها حدثًا شعبيًا في الأساس، وأدوار الداخل المحتل والشتات الفلسطيني فيها، والحراكات الثقافية والفنية التي ولدت في أتونها، ثمّ تتناول آثارها وسؤال ديمومتها في المجال الفلسطيني.

 


عنوان الكتاب: شعارات الانتفاضة... دراسة وتوثيق

  

تأليف: إبراهيم محمد وطارق محمد  

اللغة: العربية

الناشر: منشورات فلسطين المسلمة

مكان النشر: لندن

سنة النشر: 1994

عدد الصفحات: 400 صفحة

هذا الكتاب من الكتب القليلة التي عالجت ظاهرة الشعارات على الجدران في الانتفاضة الأولى، وهو من تأليف إبراهيم محمد وطارق محمد وهما اسمان مستعاران للكاتبين الفلسطينيين إبراهيم حامد وطارق حميدة، وقد صدر عن فلسطين المسلمة وهي مؤسسة متخصصة بدراسة القضية الفلسطينية ومقاومة شعب فلسطين للاحتلال الصهيوني، وكانت تصدر مجلة بهذا الاسم لعقود طويلة.

جرى إعداد الكتاب على مرحلتين؛ ركَّزت الأولى منهما على تجميع الشعارات الجدارية وتصنيفها ووضع الملاحظات الأولية عليها، وتفرَّغت الثانية لكتابة النص ومراجعته ثمَّ إصداره، وقد انطلقَ العمل بالمرحلة الأولى بعد أشهر من اندلاع الانتفاضة واستمر حتى صيف عام 1990، وغطَّى الضفة الغربية وقطاع غزة، وكانت نتيجته تجميع أكثر من ألفي شعار. وقد عدّ مؤلفا الكتاب نصهما "محاولةً للإشارة إلى الظاهرة وأهميتها" و"مدخلاً لدراسات وأعمال أكثر علمية، تضع الظاهرة في إطارها الحقيقي وتحدد معالمها وقضاياها".

تكوَّن الكتاب من ثلاثة أقسام توزعت على أحد عشر فصلاً، وحوى ثمانٍ وعشرين صورةً فوتوغرافيةً لنماذج من شعارات مكتوبة على الجدران في المدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى ملاحق تضمنت قائمةً بأسماء المدن والقرى والمخيمات - ميدان الدراسة، وقائمةً طويلةً من شعارات قوى الانتفاضة منها 814 شعارًا لحركة حماس، و357 شعارًا لحركة فتح، و41 شعارًا للقيادة الوطنية الموحدة، و7 شعارات لـ (ق ش ض)، و245 شعارًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و92 شعارًا للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، و55 شعارًا للجهاد الإسلامي، و83 شعارًا لحزب الشعب، و13 شعارًا لـ (ك أ ج)، وشعارين لجبهة التحرير العربية، و3 شعارات لفتح الانتفاضة، و14 شعارًا لحركات أخرى، و28 شعارًا بالعبرية والإنجليزية، أما الملحق الأخير فكان لوثيقة تعليمات القائد العسكري الصهيوني في الضفة الغربية بشأن إزالة الشعارات والأعلام.

جاء القسم الأول في ثلاثة فصول، قدَّم الفصل الأول منها توصيفًا وتحليلاً للكتابة الجدارية، وركَّز الفصل الثاني على الكتابة الجدارية في بعدها التاريخي، وعرض نماذج لتجارب كتابة الشعارات في العالم مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، كما سلَّط الضوء على الكتابة الجدارية في التجربة العربية منذ عصر النبوة حتى الكتابة في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وتناول القسم الثاني في ثلاثة فصول ظاهرة الكتابة الجدارية فلسطينيًّا في ضوء التجربة العالمية، ورصد ازدهارها في ظل الانتفاضة حتى غدت فلسطين "غابة من الشعارات والرموز والرسوم". تتبع الفصل الأول الظاهرة منذ رَفَعَ الفلسطينيون شعار " فليسقط وعد بلفور" بداية الاحتلال البريطاني لفلسطين حتى بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وقدّم الفصل الثاني مراجعةً للمصادر والمراجع التي تناولت الظاهرة، وعرَّج على موقع الفصائل من العملية الكتابية، ودراسة علاقات التواصل بين كاتب الشعار والقارئ، وعلاقة "الشعار بالزمن الانتفاضي ومكانه وأدوات الكتابة"، ثمَّ الموقف الإسرائيلي من الظاهرة، وسلَّط الفصل الثالث الضوء على مصادر الشعارات التاريخية والتراثية والوطنية التي اعتمد عليها كُتَّاب الشعارات في نحت شعارتهم، كما أشار إلى اعتبار الشعار مصدرًا لدراسة الانتفاضة، وقدَّم تحليلاً لتوقيع الشعارات، ودرس جمالية الشعار، ثمَّ وضع بعض ما توصل إليه من خصائص للشعارات وملاحظات عامة.

أمَّا القسم الثالث فكُرِّس لتقديم قراءة للشعار من حيث المحتوى، وفحص "وتحليل الاتجاهات والمضامين والرؤى والمواقف التي تعرضت لها الكتابات الجدارية الفلسطينية"، حيث تناول الفصل الأول حديث الشعارات عن الانتفاضة وما يتعلق بها من قضايا مثل الانتفاضة والإضراب والتعليم والأعياد والمناسبات والتعبئة والتحريض، واختص الفصل الثاني بحديث الشعارات عن الفلسطينيين بما فيهم الشعب الفلسطيني والشهداء والجرحى والمعتقلون والمبعدون والنساء والأطفال والعمال، وبيَّن رؤية الشعارات للزعماء والتنظيمات الفلسطينية وطبيعة العلاقة بينها والعملاء، في حين اهتم الفصل الثالث بحديث الشعارات عن فلسطين، وما ارتبط بها من رؤىً واستراتيجيات تحرير، ومفاهيم مثل الوحدة الوطنية والإسلام والكفاح المسلح والعمل السياسي، ودرس الفصل الرابع الشعارات التي خُصِّصت لغير الفلسطينيين من عرب ومسلمين وأمريكان وسوفييت ويهود وما وجّه منها لـ "إسرائيل"، وكُرِّس الفصل الخامس للحديث عن الشعارات التي خطّها اليهود والعملاء باللغتين العبرية والعربية مستهدفين بها الفلسطينيين. 


شعارات الانتفاضة .. دراسة وتوثيق / إبراهيم محمد وطارق محمد  

اهتمّ الكتابُ بدراسةِ شعارات الانتفاضة التي خُطت على جدرانها حتى غدت فلسطين وفق تعبيره "غابة من الشعارات والرموز والرسوم"، حيث انصبّ الجهد على تجميع أكبر قدرٍ من هذه الشعارات، ثمّ تصنيفها، وفهم أثرها في الجماهير، وفاعليتها في الحالة النضالية، وتحليل مضامينها والمواقف التي كتبت فيها، وموقف الاحتلال من هذه الشعارات. بعد تقديم استعراضٍ للمسار التاريخي العام، والفلسطيني الخاص لموضوعة الشعارات.

 


عنوان الكتاب: الانتفاضة في الصحافة العالمية

تأليف: الإعلام الموحد- منظمة التحرير

اللغة: العربية

الناشر: الإعلام الموحد- منظمة التحرير

مكان النشر: -----------

سنة النشر: 1989

عدد الصفحات: 147 صفحة

يَلفت صدور هذا الكتاب النظر إلى اهتمام الفلسطينيين برصد تأثير الانتفاضة الفلسطينية الأولى على المواقف الغربية من القضية الفلسطينية ونضال الفلسطينيين ضد الاحتلال، وذلك بتتبع ما تكتبه الصحافة الأجنبية عن الموضوع. 

حوى الكتاب مقالاتٍ وتقارير صحفيةً مترجمةً نشرتها كبرى الصحف والمجلات الغربية مثل دير شبيغل الألمانية، ولوموند الفرنسية، وواشنطن بوست ونيوزويك والتايم الأمريكية بين عامي 1988-، 1989، وتحدثت عن الانتفاضة الأولى. ضم الكتاب تقديمًا للمترجم، وثلاثة عناوين رئيسة عولجت بواحدٍ وعشرين مقالاً وثلاث مقابلات مع مسؤولين صهاينة، وملف خاص حول الانتفاضة.

وُسِم العنوان الأول بـ "الانتفاضة فلسطينيًا"، وتكوّن من أربع ترجمات عرضت الموقف الفلسطيني، وبدأت بمقال لجمال نصار نُشر في ميدل إيست أنترناشيونال كشف فيه عن رسالة الانتفاضة التي تركَّزت في إنهاء الاحتلال وتحقيق حق تقرير المصير للفلسطينيين، ثم تبعه تقريران عن الانتفاضة في القرى والمدن الفلسطينية، خصوصًا في مدينة نابلس وقرية كفر عين، ثم مقالة عن الأبعاد الاقتصادية للانتفاضة، وتركيز الفلسطينيين على التحرر من التبعية للاقتصاد الصهيوني عبر مقاطعة البضائع الصهيونية والتوقف عن العمل في الداخل المحتل، ورفض دفع الضرائب، وتعزيز الاقتصاد المحلي.

أمَّا العنوان الثاني فكان "الانتفاضة إسرائيليًا"، وقد جاء في تسعة عشر مقالاً وتقريرًا ومقابلةً، أكدّت استحالة تحقيق العدالة في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال، وأعطت تفاصيل حول انتهاكات حرية الصحافة التي تقوم بها حكومة الاحتلال، خصوصًا مع تصاعد حملات اعتقال الصحفيين، وإيقاف تراخيص الإصدارات الفلسطينية، وإغلاق مكاتب الصحافة في خطوة تهدف إلى حجب المعلومات عن العالم، وتناولت أيضًا تفاصيل حول أساليب القمع التي انتهجتها حكومة الاحتلال بحق الفلسطينيين من فرض الضرائب واستخدام العنف المفرط ضد المواطنين، كما رصدت الآثار السلبية للانتفاضة على المجتمع الصهيوني ومؤسساته الرسمية والأهلية مثل تزايد الشعور داخل أوساط جنود الاحتلال بـ" أزمة ضمير" وبـ " معضلة معنوية"، وازدياد الدعوات داخل المجتمع الصهيوني لوقف العنف ضد الفلسطينيين، وظهور حركات مؤيدة للحوار مع الفلسطينيين، في المقابل تصاعد عنف المستوطنين، وارتكاب قوات الاحتلال للمجازر -كما حدث في نحالين-، وإغلاقها للمدارس، وتصاعد اعتقالاتها. أمَّا المقابلات فشملت وزير حرب الاحتلال إسحاق رابين، وقد أجرتها معه صحيفة لوموند الفرنسية، والوزير الإسرائيلي أرئيل شارون، وقد أجرتها معه صحيفة دير شبيغل الألمانية، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي دان شومرون، وقد أجرتها معه صحيفة لوفيغارو ماغزين الفرنسية، وقد دعا إسحاق رابين الفلسطينيين إلى وقف الانتفاضة والدخول في مفاوضات بشرط أن يكونوا من فلسطينيي الأرض المحتلة، وأن تجري المفاوضات بعيدًا عن منظمة التحرير، أمَّا شارون فتوعَّد المقاومة الفلسطينية بالمزيد من الضربات، وأعلن رفضه التفاوض مع منظمة التحرير، وأكد أن الدولة الفلسطينية هي الأردن، في حين أثنى دان شومرون على جيش الاحتلال وقدراته وأخلاقيته.

أما خاتمة الترجمات فجاءت تحت عنوان "رؤىً غربية"، وهو ملف خاص عن الانتفاضة من إعداد مجلة كومنتير الفصلية الفرنسية، حيث وجهت المجلة خمس أسئلة تتعلق بالانتفاضة ومآلاتها، لثمانٍ وثلاثين شخصية سياسية وثقافية أغلبها فرنسية، وأجاب عنها ثمانية وعشرون منهم، واعترفت الإجابات بأهمية الانتفاضة بوصفها "حدثًا حقيقيًا وضخمًا وتاريخيًا"، وبأهمية منظمة التحرير، وأكَّدت على استمرار وجود دولة الاحتلال، ومكانة موضوع الدولة الفلسطينية في نقاش مستقبل الصراع في فلسطين، وقد بدا الساسة الفرنسيون المشاركون في الإجابات أقرب إلى الاعتدال في تناول القضية الفلسطينية من الإعلاميين الفرنسيين الذين أظهروا تعاطفا مطلقاً أو "مقيداً نسبياً" تجاه دولة الاحتلال. 


الانتفاضة في الصحافة العالمية / الإعلام الموحد- منظمة التحرير

عرض الكتاب عددًا من المقالات والمقابلات المترجمة من أهم الصحف والمجلات العالمية مثل دير شبيغل الألمانية، ولوموند الفرنسية، وواشنطن بوست ونيوزويك والتايم الأمريكية بين عامي 1988-، 1989، والتي تحدثت عن الانتفاضة الفلسطينية، مقسَّمًا إلى ثلاثة فصول: شمل الأول ما عُرض في الصحافة العالمية شارحًا وجهة النظر الفلسطينية؛ وخُصّص الثاني لما كتب عن الانتفاضة من جهة تعاطي الاحتلال معها، أو ما نُشر متبنيًا وجهة نظر الاحتلال حولها؛ بينما كان فصله الثالث ترجمةً لورقةٍ عرضت وجهات نظر 28 شخصيةً سياسيةً وثقافيةً غربيةً حول الانتفاضة.

 


عنوان الكتاب: الانتفاضة الشعبية الفلسطينية من النواحي السياسية والإعلامية

تأليف: تيسير جبارة

اللغة: العربية

الناشر: جامعة النجاح الوطنية

مكان النشر: نابلس

سنة النشر: 1989

عدد الصفحات: 281 صفحة

هذا الكتاب من بواكير الكتب التي تناولت الانتفاضة الأولى بالتوثيق والرصد والتحليل، وهو من مؤلفات أستاذ جامعي متخصص بالتاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر، وكان يدرِّس حينها في جامعة النجاح بمدينة نابلس. حوى الكتاب ستة فصول، وملاحق تضمنت اثنتين وعشرين وثيقة، وفيه كذلك عدد من الجداول والإحصائيات. وقد استند الكتاب في مصادره على أخبار ومقالات وتصريحات صدرت في صحف ومجلات فلسطينية وعربية وعبرية ودولية، بالإضافة إلى عدد من الوثائق الصادرة عن الفصائل الفلسطينية الناشطة في الانتفاضة وعدد من الإصدارات من كتب ودراسات. امتاز الكتاب بتوسعه في تغطية الأحداث الميدانية، وتوثيق مواقف التيارات الفلسطينية المختلفة من الانتفاضة، ورصد مقدار تأثيرها في الشارع، وبكونه من الأدبيات الأكاديمية الفلسطينية المبكرة التي كشفت عن دور الحركة الإسلامية في الأرض المحتلة في إشعال الانتفاضة وتطوير أدائها في الميدان.     

عرض الفصل الأول أربعة عشر سببًا غير مباشر لاندلاع الانتفاضة تتعلق بسياسات الاحتلال الوحشية بحق الفلسطينيين، وبعض التطورات الميدانية، والمواقف الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى تنامي الصحوة الإسلامية بين الفلسطينيين، أمَّا الأسباب المباشرة فعدَّها ثلاثة وهي: استشهاد مقاومين من الجهاد الإسلامي، وطعن مستوطن في غزة، وحادثة الدهس الشهيرة قرب جباليا والتي أدت إلى استشهاد أربعة من الفلسطينيين.

وجاء الفصل الثاني بعنوان "الحوادث اليومية والممارسات الإسرائيلية التعسفية"، وقد بدأه بالحديث عن مظاهرات جباليا في التاسع من شهر كانون الأول/ ديسمبر، ثم اندلاع المظاهرات في مخيم بلاطة في اليوم التالي، ثم انتشارها في عموم مدينة نابلس، وقد استعرض بعضًا من ممارسات الاحتلال بحق عموم الفلسطينيين من قبيل منع التجوال في المدن والقرى والمخيمات، واستخدام سياسة تكسير العظام، والاعتقال، وإغلاق المدارس، في المقابل أشار إلى الأساليب النضالية التي استخدمها المنتفضون مثل البيانات، وتشكيل اللجان الشعبية، وملاحقة العملاء، وتحدث الفصل الثالث عن تفاعل الفلسطينيين القاطنين في أراضي عام 1948 مع الانتفاضة، وأكد على أنَّهم ساندوها سياسياً، وقدموا الدعم الإغاثي للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشنَّوا حملةً إعلاميةً لصالحهم، وضغطوا على حكومة الاحتلال من أجل التوقف عن ممارساتها التعسفية، أمَّا الفصل الرابع فركَّز على تبيان أثر الانتفاضة على المجتمع الإسرائيلي، وأشار إلى أن الانتفاضة فاجأت المجتمع الإسرائيلي، ودفعت قيادته السياسية للتفكير في مصير الأرض المحتلة، وكشف الفصل عن تباينات بين النخبة السياسية والفكرية حول طرق معالجة الانتفاضة، كما رصد تأثير الانتفاضة على جيش الاحتلال، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة الرافضين للخدمة العسكرية، وانعكاس الانتفاضة سلبًا على نفسية الجنود، والشرخ الذي بدأ يدب بين المستوطنين والجيش.

وعَنون الكاتب الفصل الخامس بـ" دور الصحافة والإعلام في الانتفاضة"، وبيَّن كيف أن الصحافة العالمية والكاميرات التلفزيونية لعبت دورًا محوريًّا في نقل حوادث الانتفاضة اليومية وأثر ذلك في تحريك الرأي العام العالمي لصالح الفلسطينيين، وكشف الفصل عن الدور الذي لعبته الصحافة الفلسطينية في تسهيل مهمة الصحافة العالمية في الأرض المحتلة، وسلَّط الضوء على ممارسات الاحتلال القمعية بحق الصحافة المحلية والأجنبية، أمَّا الفصل السادس فجاء بعنوان "صدى الانتفاضة في العالم"، حيث استعرض فيه مواقف عددٍ من الدول الأوروبية من الانتفاضة ومصير الأرض المحتلة، منها: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا ورومانيا واليونان وإسبانيا وهولندا والسويد والدنمارك والنرويج، وقد تراوحت هذه المواقف بين الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي والتفاوض مع منظمة التحرير، وإعطاء الفلسطينيين الحق في تقرير المصير، وعرض الوساطة بين الاحتلال والفلسطينيين، والانسحاب الإسرائيلي من الضفة وغزة، كما رصد مواقف كل من الاتحاد السوفياتي والصين واليابان والولايات المتحدة والتي تراوحت هي الأخرى بين المطالبة بعقد مؤتمر دولي، ودعوة الاحتلال لتخفيف إجراءاته التعسفية بحق الفلسطينيين، كما أظهر الفصل موقف مصر الذي اقتصر على الاحتجاج على ممارسات دولة الاحتلال، والأردن الذي أعلن فك الارتباط القانوني والإداري عن الضفة الغربية، وجامعة الدول العربية التي احتجت على الاحتلال وشرعت بتحرك في الأمم المتحدة.          

 

الانتفاضة الشعبية الفلسطينية من النواحي السياسية والإعلامية / تيسير جبارة

يمكن عَدُّ الكتابِ مواكبةً تاريخيةً لحدث الانتفاضة الأولى وهو الصادر في فترة اشتعالها عام 1989. وقد عالجَ الكتاب مواضيع متعددةً كأسباب اندلاع الانتفاضة المباشرة وغير المباشرة، وحوادثها اليومية، ونضالات الفلسطينيين خلالها، وممارسة الاحتلال القمعية ضد جماهيرها، وتفاعل فلسطينيي الداخل مع الانتفاضة. كما بحث في أثر الانتفاضة على مجتمع الاحتلال وجيشه وقواه السياسية، والمواقف العربية والدولية منها ومن مصير الأرض المحتلة


عنوان الكتاب: الانتفاضة والقيادات السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحث في النخبة السياسية 

 

تأليف: علي الجرباوي 

اللغة: العربية

الناشر: دار الطليعة

مكان النشر: بيروت

سنة النشر: 1989

عدد الصفحات: 170 صفحة

هذا الكتاب دراسة في النخبة السياسية في الأرض المحتلة، وهو من أوائل الدراسات التي تناولت القيادات السياسية الفلسطينية في ظل الانتفاضة. تكوَّن الكتاب من ثلاثة فصول تضمَّنت تصنيفًا للقيادات السياسية، وتوثيقًا لما عاشته من تحولات، وشرحًا لمساهماتها في الانتفاضة، ومدى تأثير الانتفاضة على مكانتها ودورها السياسي، وقد اعتمد المؤلف على مصادر متنوعة، منها كتب بالعربية والإنجليزية ودراسات ومقالاتٍ وتقارير نُشرت في مجلات وصحف عربية وعبرية وأجنبية. 

عالج الفصل الأول التشكيلة القيادية في الأرض المحتلة، مفترضًا وجود ثلاث فئات قيادية وهي القوى الوطنية، والشخصيات الموالية للأردن، والقوى الإسلامية، وتناول خلفيتها الاجتماعية والاقتصادية، وأُسس قوتها ونفوذها السياسي، والجذور التاريخية لفاعليتها الميدانية وأطروحاتها السياسية، وذهب إلى أن النخبة القيادية للقوى الوطنية تتكون من القيادات التنظيمية، والشخصيات العامة والمستقلين، وتتسم بالولاء لمنظمة التحرير، أمَّا الشخصيات الموالية للأردن فتتكون من زعامات تقليدية، اتصفت بتوافقها في خلفياتها الاجتماعية والاقتصادية (تتربع على رأس هرم البنية الاجتماعية- الاقتصادية في المجتمع) وتوجهاتها السياسية ( تبني الخيار الأردني بالكامل)، لكنَّ مكانتها تراجعت في ظل الانتفاضة والعلاقات المتوترة بين الأردن ومنظمة التحرير، وافتقادها لأي بنية تنظيمية قوية، ومواقفها السياسية التي لم تلقَ قبولاً بين الفلسطينيين في الأرض المحتلة، في حين تنقسم القوى السياسية الإسلامية إلى جماعة الاخوان المسلمين، وحركة الجهاد الإسلامي وحزب التحرير، وتتكون نخبتها السياسية من القيادات التنظيمية وعدد من "الشخصيات الدينية المتدينة ذات الطابع السياسي المستقل" وقد استمدت قوتها من بروز الصحوة الإسلامية في المنطقة العربية، وتجذر الثقافة الإسلامية في المجتمع الفلسطيني، والدعم الخارجي من أطراف إقليمية، وبنيتها التنظيمية المتماسكة.   

وتناول الفصل الثاني أثر الانتفاضة على النخبة السياسية في الأرض المحتلة، وتفاعلها مع الأحداث الميدانية والتطورات السياسية، وكشف عن كون الانتفاضة لم تغير في التشكيلة العامة للقوى السياسية الفاعلة في الأرض المحتلة، ولم "تؤدّ إلى حدوث تغير جذري في ميزان القوى النسبي لها"، وقدَّم شرحًا مفصَّلاً حول القيادة الوطنية الموحدة (قيادة ميدانية تابعة لمنظمة التحرير)، حمل مضامين إيجابية، وتطرق لميلادها وطبيعة تشكيلها وفاعليتها الميدانية وتأثيرها في تعزيز مكانة القيادات التنظيمية للقوى الوطنية، ورصد أثر الانتفاضة على الشخصيات العامة وتلك المستقلة الموالية لمنظمة التحرير، كما درس الفصل العلاقة بين القوى الوطنية وقيادة منظمة التحرير في تونس، وأثر التحولات في العلاقة بين منظمة التحرير والنظام الأردن على مكانة ودور الشخصيات الموالية للأردن خصوصًا في أعقاب قرار الأردن فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية، واستعرض دور حركة الجهاد الإسلامي في الانتفاضة ومواقفها السياسية الرئيسة، والتحديات التي واجهتها خصوصًا بعد تعرضها لضربة موجعة من الاحتلال، وتناول بروز حركة حماس، وما سبقها من تفاعلات داخل المستويات القيادية في جماعة الاخوان المسلمين إثر التحولات التي شهدتها الأرض المحتلة بما فيها اندلاع الانتفاضة، كما أنَّه قدم قراءة لميثاقها، وركَّز على موقفها من الصراع مع دولة الاحتلال، وعلاقتها مع منظمة التحرير، وكيف استطاعت كسب شرعيتها السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد بدا واضحًا في تناول المؤلف للحركات الإسلامية، خصوصاً حركة حماس، تأثره الشديد بخلفيته الفكرية ومواقفه السياسية.  

أمَّا الفصل الثالث، فقد عنونه بـ " مرحلة دقيقة"، واستعرض فيه بعض الاستنتاجات حول تأثير المرحلة السياسية التي تشهدها القضية الفلسطينية على توجهات القيادات المحلية في الأرض المحتلة، في ضوء محاولات دولة الاحتلال تصدير قيادة محلية قادرة على التفاوض معها على مستقبل الأرض المحتلة بمعزل عن قيادة منظمة التحرير في تونس.


الانتفاضة والقيادات السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بحث في النخبة السياسية  / علي جرباوي

سلط الكتاب الضوء على القيادة السياسية الفلسطينية في الضفة والقطاع خلال فترة الانتفاضة، مقسمًّا القيادة إلى ثلاث فئات وهي: القوى الوطنية (التابعة لمنظمة التحرير)، والشخصيات الموالية للأردن، والقوى الإسلامية. وقد تضمن الكتاب، توثيقًا لما عاشته القيادات السياسية من تحولات، وشرحًا لمساهماتها في الانتفاضة، ومدى تأثير الانتفاضة على مكانتها ودورها السياسي.

 


عنوان الكتاب: الشعب الفلسطيني في الداخل: خلفيات الانتفاضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية

إشراف: كميل منصور

اللغة: العربية

الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

مكان النشر: بيروت

سنة النشر: 1990

عدد الصفحات: 400 صفحة

صدر هذا الكتاب بالفرنسية عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1989، ثم أعادت المؤسسة نشره بالعربية في العام التالي، وهو من تأليف ثلاثة عشر باحثًا متخصّصًا. خُصِّصَ الكتاب لدراسة الفلسطينيين في فلسطين التاريخية بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وأراضي عام 1948، وتناول خلفيات الانتفاضة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. قدَّم للكتاب وكتب خاتمته كميل منصور.

درس جورج قصيفي في الفصل الأول الواقع الديموغرافي في فلسطين، بالرجوع إلى النكبة عام 1948 وما بعدها، ورصد التحولات التي طرأت على عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية، وافترض بأن العامل الديمغرافي يشكل عنصرًا أساسيًّا في الصراع في فلسطين، وأن عدد الفلسطينيين سيتجاوز اليهود عام 2010، وستسعى دولة الاحتلال إلى حل ما أسمته التهديد الديمغرافي عبر طرد الفلسطينيين والتضييق على من تبقى منهم وتشجيع الهجرة اليهودية، وتناول الفصل الثاني الذي أعده رجا شحادة التاريخ القانوني للاحتلال الصهيوني للضفة الغربية منذ عام 1967 حتى اندلاع الانتفاضة، وشرح انتهاكات "إسرائيل" للقوانين والأعراف الدولية، والتهديد الذي تشكله هذه السياسة على الشعب الفلسطيني، وعلى مستقبل المنطقة عامةً، وبحث خالد عايد في الفصل الثالث استراتيجية الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكيفية الاستيلاء على الأراضي وتغيير إطارها القانوني، وعرض تطور المستوطنات أثناء حكم حزبي العمل والليكود، وتحدث عن ثلاثة سيناريوهات متوقعة لمستقبل الضفة الغربية وقطاع غزة وهي الضم الكامل، والتهويد بالتدريج في ظل استمرار الاحتلال، وانسحاب الاحتلال من الأرض المحتلة، وتناول أنطوان منصور في الفصل الرابع الوضع الاقتصادي في الأرض المحتلة، وعرض سياسات الاحتلال الاقتصادية التي تستهدف السيطرة على الاقتصاد الفلسطيني، مقابل وسائل المقاومة الاقتصادية الفلسطينية، واستنتج أن من أهداف الفلسطينيين في الانتفاضة تحقيق الاستقلال الاقتصادي عن الاقتصاد الصهيوني، وتطرق محمد حلاج في الفصل الخامس إلى لتحديات التي يواجهها قطاع التربية والتعليم في فلسطين، خصوصًا الإجراءات والقوانين الإسرائيلية التي تعيق تطوره ونموه، وقدَّم جمال نصار في الفصل السادس توصيفًا للقوى السياسية الفلسطينية تحت الاحتلال وقوانين القمع الصهيونية، وانبثاق ما أسماه بـ "مناضلي القاعدة"" مثل الحركة الطلابية والجمعيات الأهلية بما فيها الجمعيات النسوية.

وخُصِّص الفصل السابع للحديث عن الأوضاع الاجتماعية في قطاع غزة والتي عرضها زياد أبو عمرو، حيث أوضح طبيعة التكوين الاجتماعي وتطوراته في قطاع غزة منذ عام 1967، والآثار الاجتماعية التي نجمت عن الاحتلال وسياساته، وعالجالفصل الثامن السياق ذاته، حيث ركَّز إبراهيم الدقاق على الأوضاع الاجتماعية في القدس في ظل الاحتلال، وعرض توصيفًا لوضع المدينة القانوني، وجملةَ التطورات التي طرأت على العائلة المقدسية، والحالة الديموغرافية في المدينة وما تعانيه من مشكلات اجتماعية وإسكانية، وطرح الفصل التاسع الديناميات الاجتماعية وأيديولوجيات المقاومة في الضفة الغربية، فقد رصد سليم تماري جدل الفلسطينيين حول استراتيجية البقاء بين الصمود أو التعبئة الشعبية؟ وأبعادها ومحاذيرها.

 وسلَّطت الفصول الباقية الضوء على واقع الفلسطينيين في أراضي عام 1948، فقد تناول إيليا زريق في الفصل العاشر الأبعاد الثقافية والقانونية المتحكمة في واقعهم، والعوامل التي تمنع الفلسطينيين في الداخل المحتل من الاندماج داخل المجتمع الصهيوني، وكيف تستغل دولة الاحتلال القانون لتعزيز الرقابة والتحكم بهم، أمَّا عزيز حيدر فحلَّل في الفصل الحادي عشر أشكال التعبير السياسي للفلسطينيين في الداخل المحتل، والمراحل التي مر بها والتحولات التي شهدها، وخلُص إلى أن الفلسطينيين انتقلوا من "مرحلة الدفاع عن النفس والصراع من أجل البقاء إلى مرحلة المبادرة ومواصلة الارتقاء بمكانتهم في الدولة"، ودرس رجا الخالدي في الفصل الثاني عشر الوضع الاقتصادي الفلسطيني في الداخل المحتل، وسياسات الاحتلال تجاهه، وآفاق تنميته.


الشعب الفلسطيني في الداخل: خلفيات الانتفاضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية / إشراف: كميل منصور

يدرس الكتاب الذي أعدّه ثلاثة عشر باحثًا أوضاع الفلسطينيين في الأرض المحتلة في فلسطين الانتدابية كاملةً إبان الانتفاضة وخلالها، من النواحي الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية، ويدرس، كذلك، قوى الشعب الفلسطيني السياسية، وسياسات الاستيطان والإحلال الإسرائيلية المناوئة للفلسطينيين وحقوقهم، وأيديولوجيات وديناميات المقاومة الفلسطينية لمواجهتها.

 


عنوان الكتاب: الانتفاضة الفلسطينية والتحرير

تأليف: أحمد صدقي الدجاني 

اللغة: العربية

الناشر: دار المستقبل العربي

مكان النشر: القاهرة

سنة النشر: 1989

عدد الصفحات: 234 صفحة

 هذا الكتاب هو الثاني للمؤلف حول الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وصدر بعد كتابه "الانتفاضة الفلسطينية والصحوة العربية"، وهو تجميع لتسعة وعشرين مقالاً أسبوعيًّا وحديثًّا صحفيًّا عن الانتفاضة نُشرت في بعض الصحف العربية منها "صوت الشعب"، و"القبس"، و"المدينة"، وقد عدَّه كاتبه جزءًا من سلسلة أدبياته حول القضية الفلسطينية.

ولعل ما يميز هذا الكتاب صدوره عن شخصية فلسطينية وطنية تعيش في الخارج، وتمتلك رؤيةً رصينةً للمشروع الوطني وكيفية مواجهته للتحديات على ضوء اندلاع الانتفاضة وما فتحته من إمكانيات وطنية، ولديها قدرة على رصد أثر الانتفاضة على الشتات الفلسطيني وعلى المحيطين العربي والدولي، ويمكنها تقديم تصور أو مقترحات تتعلق بإمكانيات دعم الانتفاضة فلسطينيًّا وعربيًّا حتى تحقق أهدافها.

أشار الكاتب في صفحاته الأولى أن هدف كتابه هو "دراسة الانتفاضة والدعوة إلى الوفاء بحقها"، والتعبير عن قناعته بضرورة الوقوف بجانبها وحشد الطاقات لصالحها، وتوظيف المزيد من الأوراق العربية لدعمها وضمان استمرارها، حتى تكون قادرةً على فرض حقائق جديدة على الأرض، ودفع الاحتلال إلى المبادرة بالإعلان عن الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي المحتلة.

ناقش الكتاب العديد من الموضوعات نذكر منها:

أولاً: الانتفاضة.. فعالياتها النضالية وانجازاتها وآمال المنتفضين

أكَّد الكتاب على أنَّ الانتفاضة واحدة من سلسلة طويلة من حلقات الثورة الفلسطينية لكنَّها، برأيه كانت، "الأكثر توهجًا وصلابةً منذ حرب عام 1967"، واستعرض في أكثر من مقالة الفعاليات النضالية التي برزت في الانتفاضة من إلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على دوريات الاحتلال وسيارات المستوطنين، بالإضافة إلى التظاهر وإعلان الإضراب وتنفيذ برنامج المقاطعة الاقتصادية والعصيان المدني، وعرَّج على إنجازات الانتفاضة، خصوصًا تلك المتعلقة بتحقيق الوحدة الوطنية، وتأكيد القدرة على مواجهة العدو الصهيوني، وبث روح التحدي والثقة العالية بالنفس لدى الفلسطينيين والعرب، كما سرد بعضًا من قصص بطولة الشبان المنتفضين، في المقابل طرح آمال الانتفاضة والتي تمثَّلت، وفق رؤيته، في التحرر من الاحتلال، وعدم تقديم أي تنازل يُشرعِن الوجود الصهيوني على أرض فلسطين. 

ثانيًا: دولة الاحتلال ومجتمعها في مواجهة الانتفاضة 

ركَّز الكاتب على إظهار حالة التخبط التي شهدها الاحتلال نتيجةً لاندلاع الانتفاضة، خصوصًا مع عدم قدرته على وقفها، رغم استخدامه لأساليب عنيفة بحق المنتفضين من قبيل إطلاق الرصاص عليهم، واعتقالهم، وإغلاق المؤسسات التعليمية، وإطلاقه يد المستوطنين للانتقام من الفلسطينيين العُزَّل. وأشار إلى الارتدادات السلبية للانتفاضة على المجتمع الصهيوني وعلى الحياة السياسية داخله، وأَوْلى بالاهتمام كشفَ محاولات الاحتلال استغلال الانتفاضة في دعم من يتجاوب من الفلسطينيين مع الساحة الدولية، والاشتراطات الأمريكية، وقد حذَّر منها ورآها "تُجردُ كل من يقبل بها من كل شيء"،  بحيث يأتي إلى المفاوضات "مستسلمًا لكل أشكال الهوان مسلِّمًا مصيره لعدوه يفعل به ما يشاء".

ثالثًا: الانتفاضة والموقف العربي

تطرق الكتاب إلى الموقف العربي في ظل الانتفاضة، وأبدى تفاؤلاً من حصول موقف عربي رسمي  داعم للانتفاضة سياسيًّا وماديًّا وإعلاميًّا، خصوصًا مع التحولات الإيجابية التي شهدها العالمان العربي والإسلامي بعد وقف الحرب العراقية الإيرانية والانسحاب السوفياتي من أفغانستان، كما استعرض في المقالة جانبًا من التفاعل الشعبي العربي مع الانتفاضة، إذ تحدث عن بعض الفعاليات التي شهدتها المنطقة العربية، مثل ندوة "الفكر والفن والأدب لدعم الثورة الشعبية في فلسطين" التي انعقدت في صنعاء في حزيران عام 1988، والتي تناول تفاصيلها في أكثر من مقال، وقد قُدِّمت فيها العديد من المقترحات دعمًا للانتفاضة وأهلها، كما تناول تطورات المواجهة بين الاحتلال والمقاومة في جنوب لبنان وربطها بالانتفاضة.  

رابعًا: الانتفاضة وتصحيح المفاهيم  

حذَّر الكاتب من تسلل بعض المفاهيم والمصطلحات الصهيونية للخطاب الفلسطيني السياسي، وشنَّ هجومًا على من يتبنى مصطلح "الشعب اليهودي"، إذ إنَّ اليهودية، برأي الكاتب، ديانة وليست قوميةً، وأكَّد على أن استخدام هذا المصطلح إقرار بحق الصهاينة في فلسطين، وقد أفرد مقالتيْن لإثبات بطلان هذا المصطلح.

 

 

 الانتفاضة الفلسطينية والتحرير – أحمد صدقي الدجاني

الكتاب هو تجميع لتسعة وعشرين مقالاً أسبوعيًّا وحديثًّا صحفيًّا عن الانتفاضة كتبتها شخصية وطنية تعيش في الخارج، وتمتلك رؤيةً رصينةً للمشروع الوطني. وقد ركّزت المقالات على فعاليات الانتفاضة وبطولات أبنائها ورؤيتها، وعلى أثرها على الاحتلال الذي عجز عن وقفها، وأطلق لمواجهتها سياسات القمع من جهة، وسياسات استمالةِ قطاعاتٍ من الفلسطينيين المتجاوبين مع التوجهات الدولية من أخرى. كما ألقت المقالات النظر على المواقف العربية من الانتفاضة، وسعت إلى تصحيح عدد من المفاهيم والمصطلحات المتسللة إلى الخطاب الفلسطيني.