حوّارة وأخواتها.. الخروج من "التطبيع" والدخول في المواجهة

حوّارة وأخواتها.. الخروج من "التطبيع" والدخول في المواجهة
تحميل المادة

كان تصريح وزيرة المالية، والوزير في وزارة الحرب، المنتمي للتيار القومي الديني في "إسرائيل" بتسلئيل سموتريتش عن محو بلدة حوّارة من الوجود، كاشفًا، وبالغ الصّدق والتمثيل لموقف هذا التيار من الفلسطينيين عمومًا، والفلسطينيين الأكثر التصاقًا بمستوطنات الضّفة المملوءة بالمنتمين لهذا التيار على وجه الخصوص.

التصريح بدأ بـ "لايك" وضعه سموتريتش على منشور في فيس بوك يدعو لمحو حوّارة من الوجود، ولمّا سئل عن سبب وضعه لهذا الإعجاب، أجاب :"لأنّني أعتقد فعلًا أن حوارة يجب أن تُمحى من الوجود، وأنّ من يجب أن يقوم بذلك هي دولة إسرائيل".

لم تقم "دولة إسرائيل" التي دعاها سموتريتش إلى محو حوّارة من الوجود، على شيء آخر سوى المحو، محو الوجود الفلسطيني على مستوى الجغرافيا والديموغرافيا، ومحو التاريخ والرواية الفلسطينية. يتجلّى ذلك في عبارة الصهيونية الأثيرة عن فلسطين: "أرضٌ بلا شعب، لشعبٍ بلا أرض". ولمّا كانت الأرض في حقيقتها مشغولةً بالبشر الفلسطينيين الذين يملؤونها وينتمون لها، كان الفعل الصهيوني هو محو الوجود الفلسطينيّ لتحقيق العبارة المزعومة، فكان المحو الإسرائيلي للفلسطينيين إمكانية "إسرائيل" الوحيدة إلى الوجود.

لكن، مع مرور الزمن، وثبات أقدام "إسرائيل"، تعددت سياساتها نحو أعدائها، بين المحو والحرب والاحتواء والسلام والتطبيع واصطناع الأتباع وربط حيوات الناس بها، وغيرها من السياسات.

بدا خلال سنوات ما بعد انتفاضة الأقصى، ومع تراجع المدّ المقاوم، والاستنزاف الكبير للطليعة المقاتلة، ثمّ للحاضنة الاجتماعية التي صنعت حدث الانتفاضة، أنّ الاحتلال يتجه نحو بناء سياساتٍ جديدةٍ في مجال بعض البلدات والقرى التي تحوّط المستوطنات، وتحوّطها المستوطنات. بدا جليًا العمل على استغلال "التعب" الفلسطيني المنتشر بعد الانتفاضة، والرغبة في الخروج من بعض آثارها الاقتصادية المنهكة، فكانَ العملُ، تدريجيًا، وتواليًا، على ربط اقتصاد هذه البلدات باقتصاد المستوطنات، وتطبيع العلاقة اليومية بين سكّانها وسكّان المستوطنات.

 

حوّارة.. النموذج المكثّف

كانت حوّارة، الواقعةُ في جنوب نابلس، واحدةً من أهمّ البلدات المستهدفة بهذا النموذج، يمكن لك أن تمرّ خلال سنوات ما بعد الانتفاضة (ما بعد 2007 خصيصًا) لتجد مستوطنين يتسوقون من محلاتٍ في البلدة، أو يصلحون مركباتهم في ورشاتها، وتجدَ المحلات التجارية تكتُب أسماءَها بالعبرية رفقة العربية، أو بدونها، لتكتشفَ أنّ مخطط تطبيع البلدة –وسواها من البلدات- مع الاستيطان والمستوطنين يؤتي أُكلَه فعليًا.

كيفَ نجحَ مخطّطٌ كهذا؟ يمكن لنا أن نلاحظَ عددًا من العوامل التي تعاضدت لإنجاح هذا المخطط، فمن جهةٍ، وكما أسلفنا، كان استثمار سنواتِ ما بعد الانتفاضة والرّغبة في النهوض من الأثر الاقتصادي الصعب الذي أصاب الفلسطينيين عمومًا، والبلدات التي عانت من آثار الإغلاق الدائم خصوصًا، وحوّارة واحدةٌ منها، ومن جهةٍ أخرى جرى تطوير النشاط التّجاري في البلدة التي عادت لتكون طريقًا حيويةً واصلةً بين نابلس وجنوبها نحو رام الله وما يليها من المدن؛ ليكون مكافأةً على "هدوء" البلدة، وقيدًا اقتصاديًا مانعًا من خروجها عن السياق الإسرائيلي، يُضاف إلى ذلك الحالة العامّة التي شهدتها الضّفة في سنوات ما بعد الانتفاضة، وما بعد "الانقسام"، من سيادة سرديات "اللامقاومة"، وحالة التجريف الوطني، وسيادة ثقافة الاستهلاك والاقتراض، وتراجع الأحزاب، وخفوت الروح الوطنية، وتحطيم المجال العام تمامًا، ما جعلَ إمكانية استفراد الاحتلال بأيّ مساحةٍ جغرافيةٍ أمرًا لا يكاد يواجه أي عقبات.

لم يكن الهجوم الواسع والمروّع لهذه العصابات على حوّارة في 26 شباط/ فبراير الماضي الحدثَ الأوّل من نوعه، ولكنّه كان الأوّل بهذا الحجم والعنف والإرهاب، مخلفًا شهيدًا وعشرات الإصابات، ودمارًا في بيوت البلدة ومحلاتها ومركباتها قدّر بملايين الدولارات؛ ليتجلّى حدثًا كاشفًا بشكل كبيرٍ عن هذه المفارقة التي سعى الاحتلال إلى تكريسها خلال سنواتٍ طويلةٍ، لا سيّما مع صعود تيار الصهيونية الدينية في السياسية، وتوسّعه في مؤسسات الدولة، وخصيصًا الجيش: مستوطنات قويةٌ ومتحكمة تنتشر فيها عصاباتٌ محميةٌ من جيش الاحتلال، في مقابل بلدات عربيةٍ ضعيفةٍ وخانعةٍ ومفتقرةٍ إلى كل أدوات الدفاع عن النفس، ومستجيبةٍ بدون رفضٍ لمشروع التدجين الاحتلالي.

لم يكن يُنتَظَرُ من حوّارة في هذا الحدث أن توقِفَ تهجُّمَ المستوطنين، أو تُظهِرَ بطولةً استثنائيةً، وهي الّتي تُرِكَتْ ومثيلاتُها من القرى وحيدةً في ربطِ اقتصادها بالمستوطنِ، مع شعاراتيةٍ باهتةٍ لِمقاومةٍ شعبيّةٍ منزوعةِ الدسم وخاليةٍ من الفعل الحقيقي، بل وممنوعةٍ منه على الحقيقة! في ظلّ منظومتيْن أمنيّتين كرّستا لسنواتٍ طويلة في خطٍّ موازٍ إشغالَ الفلسطينيّ بثقافةٍ قائمة على الاستدانة والاستهلاكِ، بعد أن قُطعت الأواصرَ التنظيميّة الّتي يمكن أن ينبنيَ منها أيّ فعل مقاوم، إذ جعلتِ الفردَ وحيدًا، يفقدُ المعنى من كلّ شيء إلّا من الشهادة، في ظلّ إفقادٍ للأشياء معانيها، ليظهر الفردُ المقاوم الرافضُ معزولًا بلا سياقٍ مقاومٍ عامٍ يحمله ويحميه ويعزّز صموده ويعمل على تطوير عمله ومراكمته.

تمتلك حوّارة موقعًا مهمًّا على (طريق نابلس – القدس) المعروف اليومَ بالشارع الالتفافيّ رقم (60) الّذي يربِطُ شمالَ الضّفّة الغربيّة بوسطها فَجَنوبِها، ما يُمكّنها من أن تكونَ فاعلةً باكتسابها عنصرَي الوجود الإسرائيليّ فيها والمباغتة الممكنةَ، وفي الوقتِ ذاته يمكنُ أن تكونَ مفعولًا به إذ هي واقعة بين أكثر المستوطناتِ تطرُّفًا.

 

إرهاب في الذروة

إذن، على الجهةِ الأخرى لحوّارة، كان مستوطنو الضّفة -الذين ما زالوا يتضاعفون منذ أوسلو- يتحوّلون يومًا إثر آخر إلى ميليشيات منّظمةٍ مسلّحة، يزداد تعدادها وثقتها بنفسها، والمساحة التي تمنحها إياها "دولة إسرائيل" للتطوّر والتنظيم، ومن ثمّ تزداد عدائيةً ووحشيةً.

بالإضافة إلى بعض المستوطنات القائمة، يظهر المستوى العمرانيّ لمستوطناتِ أخرى ناشئةٍ بسيطًا، إذ يُقيمُ بعض المستوطنين في كرفاناتٍ وبؤرٍ متنقّلة أحيانًا، فلا بدّ وأن يعكسَ هذا شيئًا من عقيديّة وتضحية لدى الجيل الحاليّ والمُقبِل من المستوطنين في الضّفّة الغربيّة، تضحيةٌ ما زالتْ تقومُ على عنصرِ الأمان، فهي تضحيةٌ محدودة السقفِ، تنظرُهم وتتفكّرُ قوله تعالى: "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أحرصَ الناسِ على حياة".

المثال الأبرز للتطوّر المليشيوي الاستيطاني المسلّح هو "فتيان التلال"، الذين يتركّزون في عددٍ من المستوطنات، من بينها يتسهار المقامة على أراضي حوّارة والقرى المجاورة. التنظيم الاستيطاني المسلّح يركّز عمله في اتجاهين، أولهما تعزيز الاستيطان خارج المستوطنات القائمة (إقامة بؤر استيطانية جديدة)، وقد أقام 170 بؤرةً في الضفة منذ التسعينيات حتى نهاية 2020، وثانيهما الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم ودور عبادتهم ومحالّهم التجارية، كلّ ذلك يجري بغطاء رسمي من حكومة الاحتلال التي تشرعن البؤر المقامة على الأراضي الفلسطينية المسروقة، وتُقدّم الدعم لها من خلال المجالس الاستيطانية وبعض وزاراتها، وتحمي هجماتها على الفلسطينيين، وتغلق ملفات اعتداءاتهم على الفلسطينيين دون لوائح اتهام[1]، رغم مزاعم الاحتلال بمنع نشاطات هذه الجماعات.

تظهرُ مستوطناتُ "يتسهار (القائمة على أراضي حوّارة وعينبوس وعوريف وبورين ومادما وعصيرة القبليّة) و"وهار براخا" (القائمة على أراضي بورين وكفر قلّيل وعراق بورين) و"إيتمار" (القائمة على أراضي عورتا وبيت فوريك) و"ألون موريه" (القائمة على أراضي بيت فوريك) والكثير من البؤر الاستيطانيّة على سلّمِ التطرّف الصهيوني في منطقة جنوب، وجنوب شرق نابلس، فغالبُ الأحداثِ تُعزَى إليها وإلى "شبيبةِ التِّلال" الّذين يودّون "تدفيع الثمن" للفلسطينيّين. تُسَمَّى سلسلةُ المستوطناتِ هذه بِـ"غاف ههار" الّذي يعني "سنام الجبل"، وهي تفصلُ نابلس عن جنوبها الشرقيّ وعن الغور، وتنطلقُ منها الهجماتُ الّتي تستهدفُ حوّارة وبورين ومادما وغيرها، مستهدفةً الممتلكاتِ والمساجد، وينتمي سكّانُ تلك المستوطناتِ في غالبيّتهم إلى تيّار الصهيونيّة الدينيّة، ويتلقّى شباب تدفيع الثمن الدراسة الدينيّة في مدرسة "عود يوسف حاي" في يتسهار، وكذلك في مدرسة "ثمار إسرائيل" الدينيّة المتطرّفة في مستوطنة "رحيلم" (الواقعة غربَ قبلان ويِتْما وعلى أراضيهما). كلُّ هذا يجعل حوّارة، ومثيلاتها من القرى والبلدات، عرضةً للاعتداءات الاستيطانية المكثّفة والمتتالية.

وإلى جانب المستوطناتِ والبؤر الكثيرة، وتحديدًا على أراضي حوّارة وعورتا يقع معسكر الجيش الإسرائيليّ "معسكر حوّارة" المُقام مكانَ المعسكر الأردنيّ القديم، حيث يحتوي مقرًّا لجيش الاحتلال ومركزًا للتوقيف والتحقيق، ومقرّاتٍ للشرطة والمخابرات والارتباط العسكريّ والمدنيّ.

لا بدّ وأنّ النفوذ اليمينيّ في "إسرائيل" ينظرُ إلى مسألة المستوطناتِ والبؤر الاستيطانيّة بوصفها قضيةً عقيديّةً فيوسّعها ويدعمها ويهتمّ بأمنها، ويظهرُ ذلك جليًّا في جنوبِ نابلس إذ يسخّر طاقاته وإمكاناته لأجل ذلك كلّه، فتدعيم البنية التحتيّة لتهيئة الربطِ بين المستوطناتِ الرئيسة والأراضي المحتلّة يجري على قدمٍ وساق على شارع 60، حيثُ تُبنى محطّة مواصلات ضخمة قُبيلَ حاجز زعترة، عند مفترق مستوطنة "إريئيل"، كما أنّ العمل في الشارع الجديد جارٍ بوتيرة متسارعة، إذ غاية هذا الشارع: ربطُ المستوطنات بالأراضي المحتلّة، وتأمين خطّ سير المستوطنين، بإبعادهم عن حوّارة، الّتي تشهد أزماتٍ متواصلة واكتظاظًا وكثافة يجعلها أيّامَ الهبّاتِ والتوتّراتِ الأمنيّة مكانًا خطيرًا على حياة المستوطنين، وخيارًا ملائمًا للمقاومين، آخذًا بعين الاعتبارِ إنهاء حالة المواجهات عند مفترقات القرى، خاصّةً مفرق بلدة بيتا، إذ سيكون الشارع الجديد مرتفعًا عن مدخل البلدةِ من خلال عزلِ مدخل البلدةِ عبر نفقٍ تحتَ الشارعِ الجديد.

جاءتْ عمليّة حوّارة يوم الأحدِ 26 شباط/ فبراير 2023 التي نفّذها الشهيد –الذي نعته كتائب القسام- عبد الفتاح خروشة من مخيم عسكر بنابلس، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنيْنِ اثنينِ من مستوطنة "هار براخا"، والأحداث الإرهابية الانتقامية التي تلتها، كأنّها القشّة الّتي بيّنتْ لكثيرٍ من أهلِ حوّارة حقيقة المستوطنِ الّذي يعَمُرُ محالَّهم وتجارتَهم، تُخبِرُهم وهمَ السلامِ المُدَّعَى، حين كانت قمّة العقبة تُعقَدُ لمنعِ اندلاعِ انتفاضةٍ فلسطينيّة، ولاتّقائها في شهر رمضان المقبِل، تُخبِرُ أنّ الأرضَ ضيّقةٌ على اثنين.

 

إلى المواجهة

حوّارة الّتي يرى طفلُها اليومَ أنّ تركَ المواجهةِ مع المستوطنين فيها يعني انتظارَ الموتِ أو الفقدِ، لعلّ ممّا يُؤمَلُ لها مع مثلِ هذه المشاهدِ أن يبرمجَ الفلسطينيّ عقلَه على الرفضِ وما ينبني على هذا الرفض، رفضِ أن تكون ضحيةً صامتةً تطلب الحماية بقلّة حيلة، كما يتجلّى في خطاب السلطة.

يبدو المناخ العامّ في الضفة الغربية اليوم، نقيضًا لنموذج التطبيع مع الاستيطان الذي عمل الاحتلال على تكريسه سنواتٍ طويلةً: فمن الجهة الفلسطينية أخذت حالة المقاومة نفسًا تعزيزيًا زاد في تكريسها وتوسيع موجتها خلال السنتين الأخيرتين، بعد معركة سيف القدس، ومع الوعي المقاوم الذي نشرته التشكيلات المسلحة في جنين ونابلس، ثمّ نهضت نماذج محليةٌ هي نقيض منطق التطبيع مع الاستيطان، كنموذج بلدة بيتا القريبة الذي استطاع من خلال نفس مقاومٍ طويل ومستمرٍ ومُجمَع عليهِ داخليًا، وأثمانٍ من الشهداء والجرحى والأسرى، تحقيق إنجازات على الأرض منعت إقامة بؤرةٍ استيطانية على جبل العرمة، وفكّكت بؤرةً قامت على جبل صبيح، بالإضافة إلى نماذج أخرى في نابلس وسواها كنموذج بيت دجن، يُضاف إلى ذلك فقدان مشروع التسوية الذي تتبناه السلطة لأي إمكانيةِ تَحقُّقٍ واقعية، وتراجع شعبيته إلى مستوى غير مسبوق. أما من جهة الاحتلال، فقد انتفش الاستيطان وتعزّزت هجمات المستوطنين الإرهابية، فانكسرت سرديّات التعايش مع الاستيطان في المجال الفلسطيني، كما حقّقَ اليمين الديني القومي صعودًا إضافيًا في انتخابات الكنيست ثمّ في الحكومة الإسرائيلية، وهو التيار الذي يتبنّى سياسياتٍ استيطانيةً بالغة الحدّة، ويتركّز أنصاره في المستوطنات بما يعني أنّ استمرار الاستيطان وتوسّعه هو مساوٍ لبقاء التيار وتوسّعه، بالإضافة إلى تبني التيار أفكارًا توراتيةً مسيحانيةً ترى ضرورة تعجيل نزول المسيح بتهيئة الظروف له من خلال التصعيد والمواجهة.

ظهرَ أثرُ ذلك في حوّارة نفسها كذلك، فالبلدة التي بَدت خلال سنواتٍ سابقةٍ متماشية مع نموذج التعايش، أظهرَ أهلها، لا سيّما طليعةٌ من شبابها المتأثّر بحالة المقاومة السائدة في الضفة، رفضًا للنموذج، ومواجهةً للاستيطان المتغوّل، وقد تجلّى ذلك في مواجهة هجمات المستوطنين، واستهداف سياراتهم بالحجارة، وظهور حالةٍ من التضامن في مواجهة الاستيطان لدى سكان البلدة في مراتٍ مختلفة –وإن لم تكن الحالة قد تبلورت عملًا منظمًا وممتدًا وكافيًا- وفي بعض عمليات المقاومة المسلحة التي نُفّذت على أرض حوارة أو قريبًا منها، ونفّذ بعضها مقاومون من بلدات قريبة، كالعمليات التي نُفّذت في حوّارة وقريبًا منها على يد خلية من حماس خلال شهر آب/ أغسطس عام 2022.

يظلُّ سؤال تطوير حالة المقاومة في حوّارة، والعمل على الخروج التامّ من سياق التطبيع مع الاستيطان الذي بُني لسنواتٍ طويلةٍ حاضرًا ومهمًا، وتحضُر هنا دعواتُ بناء اللجان الشعبية لحماية البلدة وممتلكات الأهالي، ورغم التحديات الكثيرة التي تواجه هذه الدعوات من جهة كونها لجانًا لا تمتلك الأدوات التي يمتلكها المستوطنين من حيثُ التسليح والغطاء الرّسمي، فإنّها تظلُّ دعواتٍ مهمةً ويجدرُ الاستثمار فيها لتطويرها والبناء عليها، وتجاوز المحاولات الرسميّة لجعلها تشكيلاتٍ شكلانيةً بدون فاعليةٍ حقيقية.

سؤال تطوير هذه الساحة، ساحة البلدات التي يمكن أن يُستثمَر فيها لتخرج من عباءة مشاريع الاحتلال، وتنخرط في مشاريع مواجهته، يطرح نفسه كذلك، رفقة أسئلة أخرى، على فصائل المقاومة وقواها المنظّمة، فهذه الأحداث بقدر ما تشكّل تحديًا، فهي كذلك تشكّل فرصةً للاستثمار فيها، وتعميم نموذج المواجهة، على شاكلة نموذج بلدة بيتا على سبيل المثال.



[1]  http://bit.ly/3LyeV35