سيرة البنادق الفلسطينية.. قراءة في كتاب (التجربة العسكرية الفلسطينية – ملاحظات في النظرية والأداء)

سيرة البنادق الفلسطينية.. قراءة في كتاب (التجربة العسكرية الفلسطينية – ملاحظات في النظرية والأداء)
تحميل المادة

صدر مؤخرًا عن مركز دراسات الوحدة العربية، وبالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لوفاة الباحث والإعلامي الفلسطيني نافذ أبو حسنة، كتابٌ من إعداده تحت عنوان (التجربة العسكرية الفلسطينية – ملاحظات في النظرية والأداء)، والذي يتناول تجربة المقاومة الفلسطينية المسلحة منذ العام 1877 ولغاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى). ويقع الكتاب في 304 صفحات من القطع المتوسط.

 

أبو حسنة في سطور

صاحب هذا الكتاب ومؤلفه نافذ أبو حسنة، هو صحافي وكاتب فلسطيني ولد في العام 1961، بمدينة رفح، ونزح من قطاع غزة بعد نكسة عام 1967، ليقيم في سورية. درس المرحلة الجامعية الأولى بتخصص الأدب العربي في جامعة دمشق وتخرج منها في العام 1983، وحصل بعد ذلك على درجة (الماجستير) في الصحافة والإعلام من جامعة الجنان في لبنان. أنجز أبو حسنة العديد من الأبحاث والدراسات وكان محرّر مذكرات المفكر الفلسطيني منير شفيق المنشورة عبر مركز دراسات الوحدة، وعمل بين عامي 1999 و2010 في قناة المنار اللبنانية، ضمن القسم المختص بالشأن الفلسطيني فيها، ومن ثم مديرًا تنفيذيًا لقناة فلسطين اليوم، وتوفي في العام 2021.

 

الإرث الجهادي الفلسطيني

يتضمن الكتاب 4 فصول، أولها فصل تحت عنوان "الإرث الجهادي الفلسطيني" ويتناول بدايات المقاومة المسلحة للمشروع الصهيوني، منذ العام 1877 حتى ما قبل الثورة المعاصرة التي انطلقت بواكيرها مطلع الستينيات، مع التركيز على تجربتي الشيخ عز الدين القسام وجيش الجهاد المقدس. ويجعل الكتاب هذه المرحلة حالةً معياريةً ضمن التجربة العسكرية الفلسطينية المقاومة.

استخدم الباحث مصطلح (الماجريات) للتعبير عن وصف تلخيصي شامل للمقاومة الفلسطينية المسلحة وأدائها العسكري بين عامي 1936 حتى نهاية الخمسينيات، معرّجًا على أبرز المحطات والحقائق في تلك الفترة، وجاء هذا تحت عنوان فرعي هو "ماجريات الثورة الفلسطينية الكبرى"، باعتبار أنّ ثورة الـ 1936، هي الحدث المركزي المؤسس لتلك الحقبة، وهنا يبرز تأثر الكاتب بتجربة الشيخ عز الدين القسام.

صورة لمقاتلي جيش الجهاد المقدس

 

نحو مرحلة أخرى

أمّا الفصل الثاني من الكتاب والذي جاء تحت عنوان "نحو مرحلة أخرى" فيتحدث عن التجربة التي مرت بها المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها المعاصرة في العام 1965، وحتى العام 1970، مقسمًا تلك المرحلة إلى عدة محطات. ويرى الكاتب أنّ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة قد مرت بمخاضين: الأول مع انطلاقة حركة (فتح) في العام 1965، فيتعمّقُ في النقاشات الداخلية في أوساط الحركة، وخارجها. والثاني بعد نكسة حزيران 1967وانطلاق العمل الفدائي المسلح على يد فتح والجبهة الشعبية والعديد من فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. وقد نهضت الانطلاقة الثانية للثورة الفلسطينية -كما يشير الكتاب-  ما بين 3 مراحل هي النكسة، ومعركة الكرامة، ثم أحداث أيلول الأسود بين عامي 1970 و1971.

وخلال هذا الفصل يفرد أبو حسنة بابًا خاصًا للحديث عن تجربة المقاومة المسلحة في قطاع غزة، وذلك لسبب موضوعيّ مهم بنظر الكاتب وهو وجود نوع من الانفصال بفعل الواقع الجيوستراتيجي بين مسرح العمل الفدائي في الضفة الغربية والأغوار الأردنية، ومسرحها في قطاع غزة، وهنا يؤكد أبو حسنة أنّ لأحداث أيلول الأسود دورًا في تفرغ الاحتلال لتقويض العمل المقاوم المسلح في غزة، ليعود للانطلاق مجددًا من الجبهة الشمالية، وعبر مجموعات سرّية في الضفة الغربية.

محمد الأسود (جيفارا غزة) أحد مقاتلي الجبهة الشعبية، استشهد عام 1973

 

بين أيلولين

من أهم فصول الكتاب، الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان "بين أيلولين" وتناول فيه نافذ أبو حسنة، تجربة المقاومة الفلسطينية في الفترة بين عامي 1970 و1982، والتي تركّزت خلالها منظمة التحرير الفلسطينية، وفصائل المقاومة في الساحة اللبنانية، مشيرًا إلى أنّ حرب تشرين في العام 1973، قد أسهمت في حماية المقاومة الفلسطينية من الدخول في مواجهة مفتوحة مع الجيش اللبناني، على غرار أحداث أيلول الأسود، ولكن ذلك لم يدم طويلًا بعد أن تفجرت الحرب الأهلية اللبنانية في العام نفسه، وانشغلت المقاومة الفلسطينية بـ (حماية ظهرها)، كما يرى أبو حسنة.

وينقسم هذا الفصل إلى مرحلتين، تناولت الأولى منهما العمل الفلسطيني المقاوم المسلح بين عامي 1970 و1973، أمّا الثانية فتناولت هذا العمل المقاوم بين عامي 1973 و1982.

وفي المرحلة الأولى، يتحدث أبو حسنة عن محاولات المقاومة الفلسطينية استعادة عافيتها بعد أيلول الأسود، وكانت باكورة ذلك عبر عملية ضرب ناقلة النفط الصهيونية (كورال سي) بالقرب من مضيق باب المندب، في 10/6/1971، وجاءت العملية ضمن توجه لتطوير استراتيجية المقاومة الفلسطينية، عبر استهداف الاحتلال الصهيوني من حيث لا يتوقع، مع اشتداد الحصار على المقاومة، ولكن هذا التوجه لم يكتب له الاستمرار بعد الخسارة التي منيت بها المقاومة الفلسطينية إثر الهجوم الشامل الذي شنته القوات الأردنية على قواعدها في جرش وعجلون والأغوار لتخسر الساحة الأردنية بشكل شبه كلي، وتتجه المقاومة الفلسطينية نحو استراتيجية جديدة من 3 محاور، وهي: تنشيط جبهتي الجولان وغزة، وإعادة بناء قواعد تنظيمية سرّية في فلسطين المحتلة، ونقل المعركة إلى الميدان الدولي.

كما تتناول هذه المرحلة، تجربة العمل العسكري ضد المصالح والأهداف الصهيونية خارج فلسطين المحتلة تحت عنوان (وراء العدو في كل مكان) والتي عرفت أيضًا بـ (العمل الخارجي) والتي كانت ترتكز على استراتيجيتي: إسماع العالم صوت الشعب الفلسطيني، وضرب مصالح دول الغرب الاستعماري الداعمة للاحتلال وتهديد أمنها كي تكفّ عن دعمها له، ونشط هذا العمل بين عامي 1970 و1973، مترافقًا مع جدل فلسطيني داخلي بشأنه.

وفي المرحلة الثانية من فصل "بين أيلوليْن" يشير أبو حسنة إلى أهمية التأريخ لحرب تشرين في العام 1973، بوصفها بدايةً لانطلاق العمل المقاوم الفلسطيني من جديد بعد الضربة الكبيرة التي تلقاها في الأردن بين عامي 1970و1971.

وبحسب ما ورد في الكتاب، فقد شاركت وحدات جيش التحرير الفلسطيني في حرب تشرين خلال العام 1973، إذ شاركت تلك القوات في القتال على الجبهتين المصرية والسورية، وفي الوقت ذاته صعّدت الخلايا السرّية للمقاومة الفلسطينية في فلسطين المحتلة من عملياتها النوعية خلال الحرب حيث بلغت حوالي 78 عمليةً في أقل من شهر، أبرزها ضرب مقر الإذاعة الصهيونية، في تاريخ 6/10/1973، وفي اليوم ذاته نفّذت قوات المقاومة الفلسطينية عمليةً ضدّ قاعدة عتليت بالقرب من حيفا، وهي القاعدة العسكرية الدائمة لوحدة (شايطيت) البحرية الخاصة، وفي يوم 9/10/1973 نسفت المقاومة الفلسطينية خط البترول الواصل بين (تل أبيب) وعسقلان.

ويرى حسنة أنّه وبتقييم التجربة العسكرية الفلسطينية خلال حرب تشرين، فقد كان من الأكثر جدوى لو كان التركيز بشكل أكبر على حرب العصابات والعمليات النوعية الفدائية، بدلًا من المشاركة التقليدية عبر وحدات جيش التحرير الفلسطيني، ولكن، وعلى الرغم من ذلك فقد خلقت مشاركة المنظمات الفلسطينية المقاومة، وجيش التحرير في الحرب رافعةً لها، وسارع الآلاف من الشباب الفلسطينيين والعرب للالتحاق بها، على غرار ما حصل إثر معركة الكرامة. وعلى الرغم من ذلك كانت قيادة منظمة التحرير منخرطةً بشكل كبير في التوظيف السياسي للحدث، والعمل على تصدير "البرنامج المرحلي" أو "برنامج النقاط العشر"، والذي انعكس على الحالة السياسية الفلسطينية خالقًا نوعًا من الانقسام السياسي فيها، ما أعاق من تصاعد العمل العسكري المقاوم.

على الصعيد الصهيوني نتج عن حرب 1973 مجموعة من الظواهر المقلقة للاحتلال، وهي ارتفاع معنويات أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتصاعد استعدادهم لمقاومة المحتل، واستمرار عمليات اختراق الحدود من الجبهتين اللبنانية بشكل موسع، والأردنية بشكل محدود، أضف إلى ذلك سلسلة العمليات الفدائية الانتحارية التي نفذتها فتح، والجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية - القيادة العامة، وأحدثت هزةً في المجتمع الصهيوني ومنظومة الأمن لدى الاحتلال، ومن أبرز تلك العمليات: عملية (الخالصة) التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، في 11/4/1974، وعملية (ترشيحا) في 15/5/1974، وسلسلة عمليات أخرى في بيسان ونهاريا وأم العقارب، وقعت كلها في العام 1974، وكذلك الحال مع عملية فندق (سافوي) في (تل أبيب) في 3/1975.

وخلال استعراض هذه المرحلة يعرّج الكاتب على معركة (كفر شوبا) في جنوب لبنان، والتي خاضتها قوات المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الصهيوني مطلع عام 1975، قبيل الحرب الأهلية اللبنانية، والتي ولّدت قناعةً لدى الأوساط الأمنية والعسكرية الصهيونية بأهمية احتلال أجزاء من لبنان لوقف العمل الفدائي الفلسطيني، والعمليات عبر الحدود بين فلسطين ولبنان. ومن المعلومات اللافتة التي يشير لها الباحث، تشكيل الاحتلال الصهيوني لمليشيات عميلة له في جنوب لبنان، قبل عملية (الليطاني) في العام 1978، وقد حاولت هذه المليشيات احتلال مرجعيون ومناطق أخرى في العام 1976.

وفي العموم، فإنّ تجربة المقاومة الفلسطينية في الأردن ومن ثم لبنان، وتورط تلك المقاومة في الصراع الداخلي مع الأنظمة والقوى المعادية لوجودها، قد دفع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل لتشكيل بنية عسكرية فلسطينية شبه نظامية، تمتلك منظومات تسليح متوسطةً وثقيلةً، وتقسّم عديدها البشري ضمن كتائب وألوية، وقد أثّر ذلك، كما يرى نافذ أبو حسنة، في القدرة على التصدي للعدوان الصهيوني على جنوب لبنان في العام 1978 بعد عملية مجموعة الشهيدة دلال المغربي، ففي الجبهات التي اعتمدت فيها المقاومة الفلسطينية نمط ضرب العدو عبر مجموعات مسلحة صغيرة، بأسلوب حرب العصابات، حققت المقاومة نجاحاتٍ كبيرةً، بخلاف الجبهات التي اعتمدت خلالها نمط القتال العسكري الجبهي، الذي تعتمده الجيوش النظامية. وربما هذا الدرس الذي لم تستفد منه المقاومة الفلسطينية في حرب عام 1982.

ويرجع نافذ أبو حسنة عدم استفادة منظمة التحرير الفلسطينية من دروس حرب عام 1978، فيما يخص التنظيم العسكري وإعادة انتشار القوات وتوزيعها لعدة عوامل، منها: تأسيس الاحتلال الصهيوني للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين المحتلة وجنوب لبنان، وتقلص مساحة الاشتباك مع الاحتلال، وتركّزه في عمليات عدد من الخلايا الفدائية في الأرض المحتلة، والمفاعيل السياسية لزيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس. ما دفع دوائر صنع القرار في منظمة التحرير الفلسطينية للتفكير في سبل تعزيز مكانتها السياسية ووجودها على الأرض، بدلًا من التفكير بضرب العدو الصهيوني.

وعليه، فقد شهدت الفترة بين عامي 1978 و1982 توجهًا من منظمة التحرير ومختلف الفصائل نحو تحويل قوات المقاومة الفلسطينية إلى قوات شبه نظامية، فتكدست الأسلحة، وأُرسلَ آلاف الكوادر للكليات العسكرية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي، وغيرهما من الدول، وأصبح عبء المحافظة على المؤسسات، السؤال الوجودي الأكبر لدى منظمة التحرير.

ولكن، وفي الوقت ذاته شهدت تلك الفترة تصاعدًا في توجه قطاعات وتيارات من المقاومة الفلسطينية، ومن ضمنها تيار (الكتيبة الطلابية) لتنفيذ عمليات عسكرية سرية في الأرض المحتلة، وفق نظام الخلايا السرية، فارتفع عدد تلك العمليات، كما وثق أبو حسنة، من 148 عمليةً في العام 1977، ليصل إلى 284 عمليةً في العام 1979، ولمواجهة هذا التحدي، شنت قوات الاحتلال الصهيوني سلسلةً من العمليات العسكرية التي استهدفت الفلسطينيين ولبنان ومقاومي الثورة الفلسطينية، والتي سعى الاحتلال من خلالها لاستطلاع مواضع الإنزال البحري والجوي في لبنان، والكشف عن مدى كفاءة الدفاعات الفلسطينية بمختلف أنواعها، تمهيدًا لعدوان العام 1982. ومن أبرز محطات المواجهة العسكرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، قبل اجتياح 1982 معركة قلعة شقيف الأولى بتاريخ 19/8/1980، والتي دفع خلالها الاحتلال بـ4 كتائب مسلحة لمواجهة 142 فدائيًا من مقاتلي الكتيبة الطلابية تحصنوا في القلعة.

ياسر عرفات (ألو عمار) إلى جانب مقاتلي كتيبة الجرمق

وبحسب ما يورد أبو حسنة في كتابه، فقد سجلت الفترة بين عامي 1980 و1982 تصاعدًا في القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، حيث امتلكت المقاومة راجمات صواريخ، ومدافع من عيارات 135 و155، ومضادات طائرات، وتُوجت هذه المرحلة بما يعرف باسم "حرب المدفعية" في العام 1981، وهذا الذي عزز من الرغبة الصهيونية المعلنة بتنفيذ عملية عسكرية موسعة تستهدف ضرب البنية العسكرية الفلسطينية في جنوب لبنان، ومنعها من إعادة التشكل، وتدمير مواقع المدفعية وراجمات الصواريخ هناك، ولكن، وفي الوقت ذاته رأى ياسر عرفات، ومنظمة التحرير الفلسطينية في تداعيات "حرب المدفعية" نصرًا سياسيًا، عبر طلب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط "فيليب حبيب" من منظمة التحرير المبادرة بوقف إطلاق النار، ما عدّته المنظمة اعترافًا دوليًا بها.

ومع تشكّل حكومة "بيغن" اليمينية في نهاية العام 1981، بدا واضحًا أنّ منظمة التحرير والساحة اللبنانية على موعدٍ مع عدوان صهيوني جديد، وبدأت الحشود العسكرية الصهيونية بالتكتل في شماليّ فلسطين المحتلة، منذ شباط من العام 1982، وبدأت التسريبات تتوالى عن الأهداف السياسية والعسكرية الصهيونية من هذا العدوان، والتي تلخصت بـ: إبعاد المقاومة الفلسطينية لمدىً يصل لـ 40 كم عن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتوجيه ضربة عسكرية ومعنوية لها، وتقليص حجم السيطرة العسكرية السورية في لبنان، وإقامة نظام مطبع مع الاحتلال في لبنان، تشترك واشنطن بترتيباته الأمنية.

على الصعيد الفلسطيني، ينقل نافذ أبو حسنة معلومات أوردها يزيد الصايغ في دراسة له حول الاستعدادات لمواجهة هذا العدوان الصهيوني، إذ أنشئت غرف عمليات بديلة لمختلف مستويات القيادة والاتصال، وخُزّنت كميات كبيرة من السلاح والمؤن في مخازن سرية في مختلف المدن اللبنانية، وعُززت الوحدات المقاتلة المتقدمة بمختلف صنوف المدافع والهاونات والراجمات، ولكن، وعلى الرغم من ذلك، فقد افتقدت القوات المسلحة الفلسطينية –حسب أبي حسنة- عنصرًا مهمًا، وهو التخطيط، بالإضافة للقناعة بأنّ العملية العسكرية الصهيونية لن تصل إلى بيروت، وستستهدف الجنوب فقط، فيما انجرّت طائفة من القيادات العسكرية الميدانية الفلسطينية لما يعرف باسم حرب المواقع، والتي لا يمكن استخدامها استراتيجيةَ قتال بين جيش نظامي متفوق وقوات مقاومة مسلحة، يفترض بها أن تتبع نمط حرب العصابات.

وفي هذا الفصل، يذهب نافذ أبو حسنة إلى تجنب الخوض في تفاصيل حرب لبنان وحيثياتها، ولكنه يعرّج على عددٍ من الدروس المستخلصة منها، والنقاط التي لا بد من الوقوف عليها، ومن أهمها السبب الرئيس للانهيار الذي أصيبت به قوات المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان، وهو فرار قائد القوات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة إسماعيل جبر (الحج إسماعيل) من الجبهة وبقاء عدد من العُقد الدفاعية في المخيمات، وفي قلعة شقيف، والتي قاومت ببسالة ولكن الاحتلال نجح بتطويقها، ومن ثم القضاء عليها ليندفع باتجاه بيروت، من طريق صيدا، ومحاور أخرى، وفي بيروت كانت المعركة الرئيسة.

يورد الباحث نقطةً مهمة في التحليل العسكري لمعركة لبنان 1982، وهي عدم استفادة القيادة العسكرية الفلسطينية، من تجربة الجيش المصري في تدمير دبابات "ميركافاه 1" خلال حرب أكتوبر 1973، باستخدام حشوات معززة لقواذف "أر بي جي"، والصواريخ المحمولة بالكتف، والتي كان من الأولى بالقيادة العسكرية الفلسطينية، الحرص على اقتنائها وتطويرها، بدلًا من اقتناء المدافع والدبابات.

 

الجهاد الفلسطيني مستأنفًا

تحت هذا العنوان، جاء الفصل الأخير من الكتاب، والذي تركز الحديث خلاله عن التجربة العسكرية الفلسطينية خلال الانتفاضتين الأولى والثانية، مستندًا إلى فكرة مفادها بأنّ تجربة المقاومة خلال الانتفاضتين، بشكل عام، لم تولد من عدم، وإنما جاءت نتيجةً متوقعةً لفعل تراكمي وظروف ذاتية وموضوعية. وعرّف الباحث هذه الحقبة بالجهاد لعدة اعتبارات، منها: ارتباط هذه التجربة بالعمل المقاوم المنطلق من فلسطين المحتلة، وتصدر فصائل مقاومة إسلامية (حماس والجهاد الإسلامي) للمشهد القتالي، وظهورهما لاعبًا رئيسًا منذ العام 1987، وبلغة أبو حسنة: "جاءت هذه المرحلة، مؤسَّسَةً على إرث كفاحي وجهادي طويل، وما يميزها أيضًا بروز التيار الإسلامي محركًا وقائدًا وموجهًا لأغلبية فعالياتها".

والجدير بالذكر أنّ ما يميز هذا الفصل من الكتاب، تصنيف نافذ أبو حسنة للفترة الممتدة بين عامي 1986 ولغاية العام 2006، تقريبًا، حقبةً زمنيةً واحدةً برز فيها مفهوم "الجهاد الفلسطيني"، مع ما حمله من تجربة عسكرية لحماس والجهاد الإسلامي. وقليلًا ما يربط الباحثون الفلسطينيون بين الانتفاضتين والزمن الممتد ما بينهما، بوصف هذا المدى الزمني فترةً ذات وحدة موضوعية واحدة.

يتحدث هذا الفصل عن خلفيات بداية هذه الحقبة من تاريخ المقاومة الفلسطينية وظروف نشأتها، على الصعد الفلسطينية، والعربية، والدولية، من: ارتفاع القمع الصهيوني بمختلف أشكاله في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد العام 1982، وتصاعد المقاومة اللبنانية للاحتلال الصهيوني وتشكيلها لحالة نموذجية للشارع الفلسطيني، وصعود التيار الإسلامي الجهادي الفلسطيني.

وهنا يؤكد أبو حسنة أنّ إجابة الإسلام الواضحة عن سؤال مواجهة الغزو واستباحة الأرض، عبر مفهوم الجهاد، كانت حاضرةً في كافة مراحل المقاومة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني، فكان الخطاب الإسلامي الجهادي حاضرًا، على الرغم من محاولات استبعاد الإسلام، أو أي بعد ديني للصراع، في حقب تاريخية معينة. وينقل نافذ أبو حسنة قولًا للأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، رمضان عبد الله شلح، رحمه الله، مفاده بأنّ محاولات التغييب هذه ترافقت مع الظروف التي مرت بها الحركة الإسلامية في مصر، خلال صراعها مع النظام، مع ملاحظة الخصوصية التي تتمتع بها فلسطين وقضيتها عن أي قضية صراع داخلي في الدول العربية والإسلامية.

يؤرخ الكتاب لبداية هذه المرحلة، أو إرهاصات بدايتها، نهاية السبعينيات، وذلك عبر تنظيم أسرة الجهاد، والذي ظهر بين عامي 1979 و1982، وهو تابع للحركة الإسلامية، ثم بدايات حركة الجهاد الإسلامي، وتجربة سرايا الجهاد الإسلامي، وهي مجموعة إسلامية التوجه ومرتبطة بفتح، نفذت واحدة من أهم العمليات التي ارتبط فيها مصطلح الجهاد بالمقاومة العسكرية الفلسطينية، وهي عملية حائط البراق في العام 1986.

الشهاء مروان كيالي، وأبو حسن قاسم، وحمدي التميمي، قادة سرايا الجهاد

ويتناول فصل "الجهاد الفلسطيني مستأنفًا" الأدوات والأشكال النضالية خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فقد برز فيها السلاح الشعبي في مواجهة قوات الاحتلال ومستوطنيه، مثل: الحجر، والزجاجة الحارقة، والسكين، وأعواد الثقاب، والمسامير والزيت، مع ما تحمله تلك الأسلحة من خصائص المبادأة، والقدرة على المناورة. وترافقت مع تلك الأدوات أساليب تجنب الالتحام بالعدو، والحشد واستثمار كافة القوى الجماهيرية خلال المواجهة.

وتميزت ساحة المواجهة مع الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية بالشمولية، فتوحدت الجغرافيا الفلسطينية في وجه المحتل، وسادت ثقافة الاكتفاء الذاتي، وأُسّست اللجان الشعبية والبنى التنظيمية الضرورية لاستمرارية الفعل المقاوم. وفي مراحل متقدمة من الانتفاضة جرى تطوير السلاح المحلي لتلبية حاجات الميدان.

وخلال الانتفاضة لم تحدث حالة طلاق بين المقاومين والسلاح الناري، بل جرى استخدامه في حال وجوده، وظهرت المجموعات الضاربة المرتبطة بمختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي استخدمت السلاح الناري والعبوات الناسفة والقنابل اليدوية في مواجهة المحتل.

يتوسع هذا الفصل في ذكر أبرز أنواع الأسلحة المستخدمة خلال الانتفاضة الأولى، مثل: البوم، وقطع القماش المبللة بالنفط، والأصص المليئة بالتراب، وسكب الزيت على الطرق، والحفر الكمائنية، وقرص النينجا، وزجاجات الحوامض.

وعن الأثر الذي أحدثته الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الاحتلال الصهيوني يرى الكتاب أنّ اهتزاز هيبة المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية في نظر فلسطينيي الأرض المحتلة هو الإنجاز العسكري الأهم للانتفاضة، كما أنّ عمليات الاستنزاف المستمرة والمتنوعة التي سبّبتها المجموعات الفلسطينية المقاومة أرهقت الاحتلال وفتَّتْ في عضده، وأعجزت أذرعه العسكرية والأمنية.

وتحت عنوان "العمليات الاستشهادية: الوصل بين نقطتين" يتناول الكتاب هذه الظاهرة التي نشطت بالتزامن مع توقف العمل الشعبي المقاوم الذي اتّسع في الانتفاضة الأولى، حيث دار الجدل حول هذه الظاهرة في بداياتها، إذ تزامنت مع إجماع النظام العالمي الجديد ووكلائه، وكيانه الوظيفي (الكيان الصهيوني) على اعتبار الإسلام عدوًا طبيعيًا، وتهديدًا للغرب ومشروعه الاستعماري ورأس حربته في فلسطين المحتلة "إسرائيل". ورافق تلك العمليات العديد من الفتاوى من علماء المسلمين بين مؤيد ومعارض، كما وقف في صف رافضي العمليات الاستشهادية الطرف الفلسطيني المنخرط في مسار التسوية السلمية، ويورد أبو حسنة فتوى للشيخ الراحل الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله، بتأييد العمليات الاستشهادية، وقد كانت أهمّ الفتاوى الشرعية التي استندت إليها العمليات، كما يوضّح الظروف التاريخية التي رافقت صعودها مثل عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وتشكيل أجهزة أمن السلطة، ومجزرة المسجد الإبراهيمي، والحاجة الطبيعية للرد عليها، وبلغة نافذ فإنّ العمليات الاستشهادية جاءت بمثابة الإعلان عن "عدم موت الفلسطيني بعد أوسلو".

وعن أهم إنجازات العمليات الاستشهادية السياسية والميدانية، يشير الباحث إلى أنّ تلك العمليات حققت حلقة وصلٍ بين الانتفاضتين، وأدمجت الجماهير الفلسطينية، بما فيها عناصر أجهزة أمن السلطة في حالة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني، كما حدث في هبة النفق عام 1996.

الشهيد مصباح صوري أحد الكوادر العسكرية الأولى لحركة الجهاد الإسلامي

يلي هذه المرحلة "انتفاضة الأقصى" التي يوليها اهتمامًا كبيرًا، إذ عدّها الباحث نقطة دوران وانطلاق، إذ بدا وكأن الزمان عاد للعام 1929، حينما فجّر الأقصى الصراع في ثورة شعبية شاملة، وهو ما حدث كذلك خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبطبيعة الحال لا يغفل أبو حسنة دور تمكن المقاومة الإسلامية في لبنان من تحرير الجنوب في العام 2000، بوصفه عاملًا مهمًا حفّز الفلسطينيين وفصائل مقاومتهم على المواجهة مع الاحتلال.

لا يذهب الباحث إلى ما ذهب له جمعٌ من الباحثين الفلسطينيين، بأنّ ياسر عرفات قد فجّر الانتفاضة بعد انسداد أفق مسار التسوية السلمي ليعود لطاولة المفاوضات، مع إقراره بأنّ عرفات قد يكون استفاد من هذه الموجة الهادرة ودعَمها في مراحل معينة.

الشهيد ياسر النمروطي، أحد المؤسسين الأوائل لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس

يؤرخ نافذ أبو حسنة لنهاية انتفاضة الأقصى بالعام 2007 بخلاف ما ذهب له عددٌ من الباحثين الذين عدّوا العام 2005 نقطة نهايتها، كما يرى أنا مفاعيلها وأدواتها لا تزال حاضرةً في الميدان لغاية اليوم، مما يصعب عملية إيجاز التجربة العسكرية لها.

يذهب الكتاب إلى أنّ الطيف الفلسطيني، بمجمله، لم يخطط للانتفاضة لتكون انتفاضةً جماهيريةً أو "معسكرةً"، بل إنّ فعل الاحتلال الصهيوني الإجرامي انتقل بالانتفاضة لمراحل وأنماط متصاعدة من الفعل المقاوم. فقد ظهرت مواجهات الأيام الأولى للانتفاضة مزيجًا بين التظاهرات الشعبية الحاشدة والمواجهات المسلحة، في نقاط التماس مع الاحتلال، ومع تصاعد حدة الإجرام الصهيوني واستخدام الرصاص الحي وصواريخ الطائرات، بدأت المجاميع المسلحة بالتشكل، فظهرت كتائب شهداء الأقصى، وكتائب القسام، وسرايا القدس، وغيرها، وشُكلت مجموعات للتصدي لهجمات الاحتلال، فيما كان الرد الأبرز على جرائم الاحتلال هو العمليات الاستشهادية في قلب المستوطنات والمدن الفلسطينية المحتلة، وهنا يبرز الفارق الرئيس بين الانتفاضة الأولى التي طغى فيها الفعل الجماهيري، بخلاف الثانية التي كانت أقرب إلى المواجهة العسكرية الشاملة.

ويورد أبو حسنة أنماط الأداء العسكري خلال انتفاضة الأقصى، والتي تراوحت بين: العمليات الاستشهادية، -والتي بلغ عددها بحسب توثيق الكتاب 188 عمليةً استشهاديةً، وأوقعت حوالي 5436 صهيونيًا بين قتيل وجريح-، والاشتباكات المسلحة، والقصف بالهاون والصواريخ.

ويشير الباحث في تقييمه لتجربة الانتفاضة الفلسطينية الثانية إلى ضرورة ربط كافة أشكال المقاومة، من الحجر إلى الصاروخ، بحسابات ميدانية وسياسية، وقيادة موحدة، وعمل استخباري وحسن اختيار الأهداف، وتدريب وتسليح؛ كي تدخل المقاومة الفلسطينية في طور جديد من المواجهة، مع مراعاة أنّ للاحتلال عدة نقاط ضعف متعلقةً بالخسائر البشرية، والأمن الصهيوني، والمستوطنات.

 

خلاصة الكتاب

وفي ختام الكتاب يقدم الباحث ملاحظات إجماليةً على التجربة والأداء العسكري الفلسطيني، منها فشل المقاومة الفلسطينية على امتداد تاريخها باستغلال التضاريس الوعرة كالجبال والغابات والوديان، بخلاف قتال المدن الذي حقق خلاله المقاومون الفلسطينيون نجاحات ميدانيةً عدةً، ومع ذلك فحينما يتوفر التخطيط والإعداد الجيد فإنّ ذلك كفيلٌ بتحقيق النتائج الأفضل من خلال استغلال التضاريس الوعرة في القتال. ومن الملاحظات الأساسية أيضًا الارتباط الوثيق بين فهم واقع الجغرافيا وطبيعة الصراع، لأن غياب إدراك طبيعة الصراع، أدى لتورط أطراف فلسطينية في مسارات تسوية وحلول وسط مع الاحتلال في مختلف مراحل المواجهة. كما أنّ الفعل المقاوم الفلسطيني في مجمله جاء في سياق رد الفعل، وهو ما يجب أن يتطور إلى مبادرة تمتلك عنصر المبادأة ضمن خطة تصاعدية تضمن الاستمرار، وإن بدا متذبذبًا. كما أنّ حضور النفس الاستعراضي في الأداء القتالي الفلسطيني، من أهم الملاحظات التي تحدث عنها الكتاب.

وفي الحديث عن الخلاصات التي خلُص إليها الباحث في دراسته فإنها تتمحور حول تحقيق العمل العسكري الفلسطيني لعددٍ من المكاسب السياسية والمعنوية، من أبرزها إبقاء القضية الفلسطينية حيةً، وتعزيز حضور الفلسطينيين على الصعيد الدولي سياسيًا. ولكن هذا العمل في الوقت ذاته افتقر للخطة العسكرية الموحدة، كما لم يطبق استراتيجيةَ حرب التحرير الشعبية بشكل تام خلال مسيرة المقاومة الفلسطينية، ولو تمكنت المقاومة الفلسطينية من تطبيقها بشكل تام، فلربما ستكون النتائج مختلفةً ميدانيًا.

 

المصادر والمحتوى المعلوماتي في الكتاب

لا تتوقف أهمية الكتاب عند الجانب التحليلي والتفسيري، فقد حوى الكتاب العديد من المعلومات المهمة في سياق توثيق التجربة العسكرية الفلسطينية، من ذكرٍ لعددٍ من العمليات والمعارك النوعية، التي لم يسبق ذكرها في العديد من الكتب والدراسات السابقة، وبخاصةٍ العمليات الفدائية بين عامي 1948 و1967، وعدد نقاط الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني على جبهات الحدود بين فلسطين المحتلة والضفة وغزة وسورية ولبنان خلال حرب عام 1956، وتعداد القوات العربية والفلسطينية المشاركة في حرب عام 1967، والعمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية خلال حرب تشرين 1973. كما ضم الكتاب العديد من الجداول المعلوماتية التي وثّقت خسائر الاحتلال الصهيوني خلال موجة العمليات الاستشهادية في الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى)، وعددَ تلك العمليات وطبيعة أهدافها.

واعتمد نافذ أبو حسنة على ما يقرب الـ 20 كتابًا، وعلى دراسات تاريخية منشورة في دوريات فلسطينية، كمجلتي شؤون فلسطينية، الصادرة عن مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، ودراسات فلسطينية، الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كما اعتمد على عدد من الدراسات الصادرة عن مركز (باحث) للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية.

 

ملاحظات عامة على الكتاب

على الرغم من صدور الكتاب عن مركز دراسات الوحدة العربية في العام 2022، إلا أنّ الباحث أتمّ تحريره في العام 2009، وبدأ في كتابته في العام 2006، خلال حرب تموز، وذلك بعد مشاهدته تصريح محلل عسكري مصري، يقارن بين تجربتي المقاومة اللبنانية والفلسطينية، مقللًا من فعل المقاومة الفلسطينية المسلحة وأثرها.

من اللافت في الكتاب أنّ إهدائه موجه من نافذ أبو حسنة إلى العقيد الفقيد كمال عبد العزيز ناجي رحمه الله، أحد قيادات فتح في الساحة اللبنانية، والمسؤول عن عدة ملفات فيها، مثل: ملف إعادة إعمار مخيم نهر البارد، وملف الحوار مع القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة، كما تمتع الفقيد بعلاقات جيدة مع حركة (حماس)، وقد اغتيل في العام 2009 في ظروف غامضة.

ومن الملاحظات المهمة على الكتاب عدم توسعه في الحديث عن التجربة العسكرية الفلسطينية في قطاع غزة خلال الانتفاضة، والتي انتهت بانسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من القطاع، والبدء بتشكيل بنية عسكرية فلسطينية امتلكت لاحقًا عنصر المبادأة بعدة جولات من القتال مع الاحتلال.