في ظلال معرض فلسطين الدولي للكتاب .. سبعة عناوين عن فلسطين

في ظلال معرض فلسطين الدولي للكتاب .. سبعة عناوين عن فلسطين
تحميل المادة

نعقد في مكتبة فلسطين الوطنية، في بلدة سردا الواقعة بين مدينة رام الله وبلدة بيرزيت، من 14 إلى24 أيلول/ سبتمبر، معرض فلسطين الدولي للكتاب، بعدما كانت آخر دورات المعرض في العام2018، في المكان نفسه، وقد تنقّل في دوراته بين عدة أماكن داخل محافظة رام الله والبيرة.

عدم انتظام دورات المعرض، مؤشّر على العقبات التي يعاني منها المعرض، أهمّها عقبة الاحتلال،الذي يمنع الكتب المطبوعة في سوريا ولبنان، استنادًا إلى اتفاقية باريس الاقتصادية، وذلك في حينتمثّل لبنان مركزًا رئيسًا لطباعة الكتاب، للعديد من دور النشر العربية، وذلك فضلاً عن الرقابةالمحتملة على الكتب ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وهو مركز دراسات مختصّ بالقضية الفلسطينية، ومقرّه لبنان،رغب هذه المرّة أن يشارك في المعرض، لكنه لم يضمن إدخال كتبه، الأمر الذي حال دون مشاركته،ومع ذلك نشرنا في هذه القائمة عنوانين من العناوين التي أصدرها المركز أخيرًا.

من العقبات المباشرة التي يفرضها الاحتلال، رفضه السماح لبعض الناشرين العرب من الدخول إلىالضفّة الغربية. في الدورة الماضية، دخلت كتب بعض الناشرين دون تمكن أصحابها من الدخول، وهوالأمر الذي يمكن أن يؤدّي إلى خسارات مالية مضاعفة لهؤلاء الناشرين.

لكن، تبقى ملاحظة تراجع المعرض، سواء من حيث أعداد الناشرين وأصحاب المكتبات المشاركين، أممن حيث إقبال الجمهور الفلسطيني في الضفّة الغربية على المعرض، فالمعرض كلّ عام يعاني منتراجع مستمرّ في الجانبين، فبالإضافة لعقبات الاحتلال، يبقى ضعف الإقبال الجماهيري عاملاً في خبوّحماسة الناشرين للمشاركة.

هذا التراجع المستمرّ في حجم المعرض، وفي الإقبال الجماهيري عليه، مما يستدعي النظر والمناقشة،لكنّ نرجو أن نمكن من ذلك في مادة قادمة.

ما يلي، سبعة عناوين حول القضية الفلسطينية، اختارها، وكتب عنها، الأستاذ عوني فارس، على أمل،أن تفرد لاحقًا مساحات في منصة إطار، للإحاطة، قدر الإمكان، بما كتب ويكتب عن فلسطين.

·     التحرير


العنوان:المشروع الوطني الفلسطيني: تطوره ومأزقه ومصائره

المؤلف: ماهر الشريف

اللغة: العربية

الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

مكان النشر: بيروت

سنة النشر: 2021

عدد الصفحات: 370

يتتبع هذا الكتاب المراحل التاريخية التي مر بها المشروع الوطني، ويركِّز على تعريفه، ورصد تحولاته، وكيف تمحور حتى بداية سبعينيّات القرن العشرين حول تحقيق هدف التحرير والعودة، ثم أصبح يعني بعد حرب 1973 إنجاز هدف الاستقلال في إطار دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، ثم تحول بعد اتفاق أوسلو إلى العمل من أجل الانتقال من مرحلة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة، ويُظهر الكتاب ارتباط المشروع الوطني بالأهداف الاستراتيجية للفلسطينيين، ويكشف عن الوسائل التي استُخدمت لتحقيقها، ويشرح دور التيارات والقوى الفلسطينية المختلفة في بلورة المشروع الوطني وتطوره، بما فيها التيارات القومية والوطنية والشيوعية والإسلامية، ويُظهر رؤيتها لمعناه وتحولاته، ويولي اهتمامًا بارتباط المشروع الوطني بمسار التسوية، ويؤكد على الدور المركزي الذي لعبته نتائج نكسة حزيران وحرب عام 1973 في الدفع باتجاه تبني أطروحات التسوية من قبل آباء المشروع الوطني، مع الإشارة إلى أنَّ مسار التسوية كان عنصر تفجير أساسي للإجماع الوطني، ونقطة خلاف محورية داخل منظمة التحرير، وعزز حالة  الانقسام الأفقي والعمودي بين فصائل العمل الوطني وداخلها.

 

محتويات الكتاب

حوى الكتاب مقدمةً، وتسعة فصول، وخاتمةً، وقائمةً بالمصادر والمراجع، وفهرست أعلام. أظهر الفصل الأولعجز الحركة الوطنية عن بلورة مشروع وطني واضح المعالم في مرحلة الاحتلال البريطاني، رغم تبنيها مطلب الاستقلال ببعده العروبي، ورفضها المشاريع البريطانية والدولية المتعلقة بفلسطين، وشرح الفصل الثاني تحولات المشروع الوطني بعد نكبة عام 1948، وبيَّن تصور الهيئة العربية العليا (جسم فلسطيني تمثيلي أنشأ عام 1946 بقرار من جامعة الدول العربية) لمسألة بعث الكيانية الفلسطينية، وموقفها الرافض لقرار التقسيم، وتحفُّزها للقتال من أجل استعادة فلسطين، وكدحها السياسي عربيًا ودوليًا لصالح القضية الفلسطينية، وتناول بروز التيارات "فوق الوطنية"، خصوصًا التيارات القومية والإسلامية والشيوعية، وكيف أنَّها لم تتبنَ، في تلك المرحلة من تاريخ القضية الفلسطينية، مشروعًا وطنيًا فلسطينيًا مستقلاً.

واهتم الفصل الثالث بكشف تحولات المشروع الوطني مع انطلاق حركة فتح، حيث منحته بعدًا وطنيًا واضح المعالم، وكيف أصبحت منظمة التحرير المؤسسة المعبرة عن المشروع الوطني، وأشار الفصل الرابع إلى اعتبار الدولة الفلسطينية الديمقراطية هي هدف المشروع الوطني، خصوصًا بعد سيطرة فصائل المقاومة على منظمة التحرير، وتصاعد العمل المسلح، وتتبع الفصل الخامس انتقال المشروع لهدف الاستقلال في إطار دولة فلسطينية، وتبني منظمة التحرير لخيار السلام، وتوقف الفصل السادس عند رهان منظمة التحرير على "اتفاق عمان"، حيث اعتقدت، خطأً، بأن توقيعه سيساهم في انطلاق  الحوار مع الإدارة الأمريكية، ودرس الفصل السابع التحولات في المشروع الوطني بما فيه تبني منظمة التحرير لحل الدولتين، واستعرض جملة التطورات التي شهدتها القضية الفلسطينية بما فيها اندلاع الانتفاضة الأولى، ومبادرة السلام الفلسطينية، وصعود الإسلاميين الفلسطينيين، وقبول المنظمة للشروط الأمريكية للمشاركة في مؤتمر مدريد، وتوقيعها على اتفاق أوسلو، واستعرض الفصل الثامن ما حل بمسار التسوية السلمية، وكيف راهنت قيادة منظمة التحرير على أوسلو، واندلاع الانتفاضة الثانية، والصعود الثاني للإسلاميين الفلسطينيين، وحدوث الانقسام الفلسطيني، وتناول الفصل التاسع مأزق المشروع الوطني المتمثل في عدم القدرة على تحقيق أهدافه، وشرح الأسباب التي أدت إلى هذا المأزق، وقدَّم مقترحاتٍ للخروج منه.

 

ملاحظة ختامية

أحسن الكاتب في اختيار موضوعه، وكان موفقًا في عرض المراحل التاريخية التي مر بها المشروع الوطني وتحليلها، لكنَّ مرحلة ما بعد أوسلو كانت بحاجة إلى مزيد دراسة وتحليل ورصد، كما أن علاقة التيار الإسلامي بالمشروع الوطني بحاجة هي الأخرى إلى تركيز أكبر، خصوصًا بعد أن أصبح هذا التيار يلعب دورًا مركزيًا في القضية الفلسطينية وتطوراتها.

 


العنوان: رفقة عمر.. مذكرات انتصار الوزير (أم جهاد)

المؤلف: انتصار الوزير أم جهاد

اللغة: العربية

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

مكان النشر: الدوحة

سنة النشر: 2022

عدد الصفحات: 280 

 

قدَّمت انتصار الوزير أم جهاد في هذا الكتاب شهادةً مهمةً حول مسيرة النضال الوطني منذ أواخر خمسينيات القرن العشرين حتى تسعينياته، حيث كانت جزءًا من لحظة البدايات التي تعرف الكثير من تفاصيلها، وأدت خلال مشوارها النضالي الطويل العديد من المهمات التنظيمية وتوَّلت عددًا من المسؤوليات، منها بناء التنظيم النسائي داخل حركة فتح، ورئاسة مؤسسة أسر الشهداء والأسرى والجرحى، وعضوية المجلس الثوري واللجنة المركزية لفتح، بالإضافة إلى عضويتها في عدد من مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، كما أنَّها كانت شاهدة على تجربة زوجها خليل الوزير منذ عام 1959 حتى ارتقائه شهيدًا عام 1988.

يحوي الكتاب، مقدمة، وتمهيدًا، وسبعة فصول، وملاحق تضم رسالة من أبي جهاد إلى انتصار الوزير وأخرى من انتصار الوزير إلى أبي جهاد، واثنتين وثلاثين صورةً فوتوغرافيةً تحكي مراحل مختلفةً في حياة أم جهاد بين عامي (1962-1991).

وثَّق الفصل الأول اللقاء الأول الذي جمع أم جهاد بابن عمها أبي جهاد في مدينة الرملة عام 1946، وحياة أسرتيهما، وسرد التحولات التي أحدثتها النكبة على الفلسطينيين عمومًا وعلى عائلتها على وجه الخصوص، وقصة انتمائها لحركة فتح، وبعضًا من تفاصيل مساهمات زوجها ورفاق دربه في العمل الوطني في خمسينيات القرن العشرين، وذكريات أم جهاد مع العدوان الثلاثي عام 1956، وتلقيها تدريبًا عسكريًا على يد الضباط المصريين، وانتمائها لحركة فتح عام 1959، وانتقالها للعمل في السعودية، وزواجها عام 1962.

وركَّز الفصل الثاني على ذكريات أم جهاد في الكويت والجزائر، وسجَّل شهادة أبي جهاد عن ولادة فكرة حركة فتح في الكويت عام 1958، كما نقلتها أم جهاد، حيث شكَّل أبو جهاد وأبو عمار أول خلية تنظيمية للحركة التي انتمى لها لاحقًا عادل عبد الكريم فزادت الخلية واحدًا، وروى تفاصيل النشاط التنظيمي لحركة فتح في الكويت، وإدارة أبو جهاد لمكتب فلسطين في الجزائر، وعمل أم جهاد مدرِّسةً في الجزائر.

وتحدث الفصل الثالث عن تجربة أم جهاد في العمل التنظيمي في بيروت عام 1965، وانخراطها في تسليح خلايا فتح، وبداية نشاطها في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ووصولها إلى دمشق، حيث كانت فتح تمارس في سوريا نشاطها التنظيمي والمسلح علنًا، وقيادتَها لـ "مكتب المرأة الحركي"، وللجنة رعاية أسر الشهداء والأسرى والجرحى منذ عام 1996، وتناول الفصل قصة مقتل النقيب يوسف عرابي وتداعياتها، وتحمل أم جهاد مسؤولية الحركة بعد اعتقال السلطات السورية أبو جهاد ورفاقه.

وسرد الفصل الرابع ذكريات أم جهاد عن حرب عام 1967، والانطلاقة الثانية لحركة فتح، ونشاطات أبو جهاد الوطنية، وتعزيز قواعد المقاومة في الأردن، وتفاصيل معركة الكرامة عام 1968، وتداعياتها الإيجابية على العمل المقاوم، ودور أم جهاد في إسناد العمل المقاوم في تلك الفترة، وحيثيات عقد المؤتمر الثاني لحركة فتح عام 1968، وعرَّج على أحداث أيلول 1970 ومتابعات أم جهاد لها من مقر إقامتها في سوريا، وعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح عام 1971، وانتعاش العمل الوطني في الساحة اللبنانية.

وتحدَّث الفصل الخامس عن ذكريات أم جهاد في دمشق في سبعينيات القرن العشرين، وقصة اعتقالها من قبل المخابرات السورية، ونجاحها في الوصول إلى عضوية المجلس الثوري لفتح عام 1980، والتحديات التي واجهتها أثناء اجتياح بيروت عام 1982، والخروج من بيروت وتداعياته السلبية على الحركة، كما تضمن الفصل تفاصيل الحرب في طرابلس أو ما أسمته المذكرات بالحرب الأهلية الفلسطينية.  

واهتم الفصل السادس بالأيام الأخيرة من حياة أبو جهاد، حين وقعت عملية ديمونا، وعادت أم جهاد للعيش معه في تونس، ومشاعرهما وهواجسهما من اقتراب لحظة اغتياله، والتفاصيل الدقيقة لليلة الاغتيال الغادر، واختيار أم جهاد عضوةً في اللجنة المركزية لحركة فتح.

وتناول الفصل السابع، وهو الأخير، العودة إلى فلسطين بعد توقيع اتفاق أوسلو، واستلام أم جهاد لوزارة الشؤون الاجتماعية، وفوزها بالانتخابات التشريعية الأولى والثانية.


العنوان: تاريخ الفلسطينيين وحركتهم الوطنية

المؤلف: ماهر الشريف (مؤلف رئيسي)، وعصام نصار (مؤلف مشارك)

اللغة:العربية

الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

مكان النشر: بيروت                             

سنة النشر: 2018

عدد الصفحات: 379

قدَّم الكتاب مراجعةً لتاريخ فلسطين من بداية الحكم العثماني حتى الآن، شملت جوانب سياسيةً واجتماعيةً وإداريةً واقتصاديةً، وقد أمل مؤلفاه أن يكون كتابًا دراسيًا مخصصًا للطلبة في المرحلة الجامعية.

تكوّن الكتاب من قسمين. جاء القسم الأول في ثلاثين عنوانًا فرعيًا، تناول تاريخ فلسطين في الفترة ما بين (1516-1918)، ودرس السياسات العثمانية في فلسطين من النواحي الإدارية والعمرانية، والشبكات الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع الفلسطيني، وتحدث عن أحوال الريف، ودور العائلات المتنفذة في القرن السابع عشر، وصعود الحكام المحليين مثل ظاهر العمر الزيداني وأحمد باشا الجزار في القرن الثامن عشر، وبروز قرى الكراسي، وعرَّج على تحولات القرن التاسع عشر بما فيها دخول فلسطين في عهد التنظيمات العثمانية، وتراجع دور الريف والزعماء المحليين، وتعزيز النفوذ الأوروبي في فلسطين، كما استعرض أحوال المدن الفلسطينية اجتماعيًا واقتصاديًا، ولاحظ التغيرات الحداثية التي شهدتها فلسطين مثل إنشاء سكة الحديد، ودخول خدمات التلغراف، والتصوير الفوتوغرافي وشبكات المياه والكهرباء ومكاتب البرق والبريد، وتحدث عن تأثير التغيرات في النظام السياسي العثماني على الفلسطينيين، واندلاع الحرب العالمية الأولى. 

أما القسم الثاني فجاء في تسعة فصول، وغطى الفترة ما بين عام 1918 حتى الآن.

تناول الفصل الأول فكرة دولة اليهود في فلسطين، وأظهر موقف السلطان عبد الحميد الرافض للاستيطان اليهودي، ومحاولات الدولة العثمانية إعاقة حركة الاستيطان، وسلَّط الضوء على نشوء الحركة الصهيونية العالمية، ونشاطاتها، وبداية نشوء الوعي الوطني لدى الفلسطينيين.   

 وركَّز الفصل الثاني على فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، ودور الإنجليز في دعم  مشروع الوطن القومي اليهودي في فلسطين، ونشوء الحركة الوطنية الفلسطينية، وتجارب الفلسطينيين النضالية من هبة القدس عام 1921، مرورًا بثورة البراق عام 1929، واحتجاجات عام 1933، وإضراب عام 1936، والثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)، وتتبع الفصل الثالث مراحل تنفيذ خطة التطهير العرقي الصهيونية عام 1948، وأشار إلى أماكن توزع اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة في فلسطين وخارجها، وذكر أعدادهم، وأشكال تفاعل الفلسطينيين مع الحياة السياسية والثقافية بعد النكبة في أماكن تواجدهم، وتأسيس حركة فتح، وإنشاء منظمة التحرير، وتحدث الفصل الرابععن بروز العمل الفدائي، ونكسة حزيران وتداعياتها، ومعركة الكرامة وأثرها، وسياسات الاحتلال داخل الأرض المحتلة، وأشكال النضال الوطني التي مارسها الفلسطينيون تحت الاحتلال، وخطاب الحركة الوطنية في تلك المرحلة، وأطروحات حل القضية الفلسطينية.

 واهتم الفصل الخامس بالنتائج السياسية لحرب رمضان عام 1973، وتحولات برنامج منظمة التحرير السياسي، وقبولها بطرح الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، والتغيرات في البنية المسلحة للفلسطينيين من حركة فدائيين إلى منظمة تمتلك جيشًا نظاميًا، وصولاً إلى حصار بيروت عام 1982، وخسارة منظمة التحرير الساحة اللبنانية، وتناول الفصل السادس الوعي السياسي لدى فلسطينيي الأرض المحتلة، وظهور أجسام سياسية تمثيلية مثل الجبهة الوطنية الفلسطينية عام 1973، ولجنة التوجيه الوطني عام 1978، وبروز مكانة رؤساء البلديات ودورهم منذ انتخابات عام 1976، ومساعي قيادة منظمة التحرير للتواصل مع مسؤولين في دولة الاحتلال منذ عام 1974، وانتباهها للمرة الأولى لأهمية الزعامات السياسية الفلسطينية داخل أراضي عام 1948.

 وناقش الفصل السابع نتائج خروج منظمة التحرير من لبنان، وتَتَبَّعَ صعود المقاومة الشعبية داخل الأرض المحتلة عشية اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، وكيف أنَّها كانت بمثابة "خشبة خلاص" لمنظمة التحرير، وبدايةً لانخراط واسع للتيار الإسلامي في الحالة الوطنية، وتناول الفصل انعكاس الواقع الإقليمي على خيارات منظمة التحرير الإقليمية.

واستعرض الفصل الثامن مبادرات السلام، وتفصيلاتها ونتائجها، تحديدًا مؤتمر مدريد، ومفاوضات واشنطن، واتفاق أوسلو، وجولات المفاوضات بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، وصولا إلى قمة كامب ديفيد واندلاع الانتفاضة الثانية، وركَّز الفصل التاسع على العوامل التي أدت إلى فشل عملية السلام، وتحول الموقف الأمريكي من إدارة الأزمة إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتغيرات التي أصابت النظام السياسي الفلسطيني، وتراجع الحركة الوطنية، وختم بالحديث عن الاستراتيجية الكفاحية المستقبلية للحركة الوطنية.


 

العنوان: الإخوان المسلمون الفلسطينيون.. التنظيم الفلسطيني- قطاع غزة 1949-1967

المؤلف: محسن محمد صالح

 اللغة: العربية

الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات

مكان النشر: بيروت

سنة النشر: 2020

عدد الصفحات: 398 

 

هذا الكتاب دراسة توثيقية تحليلية لتجربة الإخوان المسلمين الفلسطينيين في قطاع غزة بين عامي (1949-1967) يكشف فيها المؤلف محطات مجهولة من تاريخ الإسلاميين الفلسطينيين ومقاومتهم ضد المشروع الصهيوني بعد النكبة عام 1948. روى الكتاب قصة الإخوان المسلمين الفلسطينيين وتنظيمهم الفلسطيني، بالاعتماد على مجموعة من المصادر والمراجع منها مقابلاتٍ مع 31 شخصية إخوانية وازنة لعبت دورًا مركزيًا في تلك المرحلة.

تضمن الكتاب 136 صورة فوتوغرافية أغلبها لشخصيات إخوانية فلسطينية من تلك الفترة، وبالإضافة إلى ترجمة لـ37 شخصية إخوانية فلسطينية بعضها يُذكر لأول مرة، وحوى ملحقًا بأسماء 50 شخصية فتحاوية من جيل المؤسسين كانت خلفيتها إخوانية.

قدَّم الفصل الأول ملخصًا عن تاريخ القضية الفلسطينية وأحداثها، وتحدث عن نشأة جماعة الإخوان في فلسطين وانتشارها، وكشف عن موقفها النظري والعملي من القضية الفلسطينية، ودورها في حرب 1948، واستعرض تداعيات النكبة المحلية والإقليمية وتأثيرها السلبي على الجماعة وحضورها.

واهتم الفصل الثاني بجماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة بين عامي (1949-1956)، وأظهر  العوامل التي ساهمت في اتساع شعبيتها، وخلُص إلى أنَّها كانت الحركة السياسية الأولى في قطاع غزة، وعرض الفصل بعضًا من بناها التنظيمية، وأهم قيادتها وكوادرها مثل عمر صوان، وهاشم الخازندار، وهاني بسيسو، وعبد البديع صابر، وعبد الله أبو عزة وغيرهم، وقدَّم تفاصيل عن ارتباطاتها التنظيمية مع جماعة الإخوان في القاهرة، ونشاطاتها الدعوية والخيرية والطلابية والنقابية والوطنية، وعرَّج على علاقات الاخوان الفلسطينيين بنظرائهم في الحركة الوطنية.

 وركَّز الفصل الثالث على إنشاء الإخوان لـ "تنظيم الإخوان الفلسطينيين" واشتماله على إخوان قطاع غزة والفلسطينيين في الأقطار العربية عدا الأردن، ونشاطه بين عامي (1957-1967)، واهتم بالكشف عن بنائه التنظيمي ونشاطاته في فلسطين ومصر والكويت وسوريا، وأهم ما ميَّزه، وقدَّم ترجمةً لأهم قياداته وكوادره مثل هاني بسيسو وعبد البديع صابر وعبد الله أبو عزة وإسماعيل الخالدي ومحمد أبو دية وعبد الفتاح دخان وحماد الحسنات وأحمد ياسين وخيري الأغا وعبد الرحمن بارود وحسن عبد الحميد وغيرهم، وأبان عن طبيعة العلاقة التي ربطته بالمكتب التنفيذي للإخوان في البلاد العربية.

وتناول الفصل الرابع العمل العسكري للإخوان المسلمين ضد الاحتلال الصهيوني بين عامي (1949-1956)، وذكر أن القيادي المصري كامل الشريف هو من قاد هذا العمل، وقد كان له قناة اتصال مع محمد الفرغلي أحد مسؤولي مكتب الإرشاد في القاهرة، وقد استند الشريف في علمه إلى رؤية استراتيجية ترى أن الأنسب للقضية الفلسطينية شن حرب عصابات على دولة الاحتلال لحين جاهزية الجيوش العربية، وكل تأخير في شنها سيعني كسب الاحتلال مزيدًا من الوقت لبناء قدراته، على أن تكون الفئة المركزية من المقاتلين فلسطينيين، ومن عناصر تنظيمه المسلح خيري الأغا، محمد الخضري، محمد صيام، خليل الوزير أبو جهاد، محمد يوسف النجار، رياض الزعنون، حمد العايدي، ومن عملياته عملية مستعمرة سيدي بوكر( 1954)، وعملية خزان زوهر (1955)، وعملية الباص أو ممر العقرب أو معاليه عقرابيم (1954).

 وتحدث الفصل الخامس عن علاقة الإخوان المسلمين الفلسطينيين بنشأة حركة فتح، واستقطابها لإخوان فلسطين مستغلةً حالة الضبابية التنظيمية التي عاشها الاخوان في الكويت، ودخول قيادات وازنة منهم في فتح مثل يوسف عميرة وسليمان الحمد، وتناول بدء حالة من التمايز بين الجانبين منذ عام 1960، وخَلُص إلى أنَّه "لا ينبغي للإخوان أن يبالغوا في نسبة فتح اليهم، كما لا ينبغي لحركة فتح أن تتنكر لجذورها وبداياتها الأولى، فإذا كان الإخوان هم المحضن الذي خرجت منه الفكرة وبداياتها الأولى، فإن فتح لم تنشأ بقرار من قيادة الإخوان ولا وفق خططهم، كما أن مشروعها لم يحمل أيديولوجيا الإخوان ولا الضوابط التي تضمن سيره كمشروع يخدم أهدافهم"( ص 278).


العنوان:أوهام في العمل الفلسطيني

المؤلف: محسن محمد صالح

اللغة: العربية

الناشر: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات

مكان النشر: بيروت

تاريخ النشر: 2022

عدد الصفحات: 63

قدَّم المؤلف في هذا الكتاب بعضًا من خلاصاته حول القضية الفلسطينية، وهي ردود على أطروحات تتعلق بقضايا مركزية تهم الفلسطينيين وحركتهم الوطنية مثل: المشروع الوطني، والمقاومة المسلحة، والتسوية السلمية، ودور الإسلاميين الفلسطينيين، والكتاب في أساسه ثماني مقالات نُشرت عام 2021 في موقع عربي 21، وشملت خمسة عشر عنوانًا / وهماً، أضاف إليها المؤلف وهمًا جديدًا فأصبح عددها ستة عشر، وقد قسمها المؤلف إلى ثلاث مجموعات، حيث حوت الأولى أوهام مسار التسوية السلمية، والثانية أوهام مشروع المقاومة والتحرير، والثالثة أوهام المشروع الوطني.

 

مجموعة الأوهام الأولى  

فنَّد الكاتب في هذه المجموعة ثلاثة من أوهام مسار التسوية السلمية، وهي "الاعتماد على الشرعية الدولية في التخلص من الاحتلال"، و"إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال مسار التسوية السلمية (حل الدولتين)"، و"حل الدولة الواحدة".

بيَّن الكاتب أن تبني منظمة التحرير للشرعية الدولية أدخل المشروع الوطني في مأزق، خصوصًا مع عدم وجود قدرة ولا إرادة ولا رغبة دولية في تطبيقها، وطالب بالعدول عنها وتبني العمل الدولي لنصرة القضية الفلسطينية بدلاً منها، وأشار إلى النتائج الكارثية لمسار التسوية القائم على حل الدولتين الذي قوَّى الاحتلال، وحوَّل السلطة الفلسطينية إلى خادمة له، وشجَّع العالميْن العربي والإسلامي على التطبيع، وأشار الكاتب إلى أن جاذبية حل الدولة الواحدة افتراضية، خصوصًا مع استحالة فك العلاقة بين اليهودية والصهيونية داخل دولة الاحتلال، إضافة إلى أنَّ حل الدولة الواحدة لا يلقى قبولاً دوليًا معتبرًا، كما أنَّه لا يجيب على السؤال المتعلق بما هي هوية الأرض والإنسان بعد تحقيق حل الدولة الواحدة.

 

مجموعة الأوهام الثانية  

تضمنت هذه المجموعة سبعة عناوين / أوهام مرتبطة بمشروع المقاومة والتحرير، وهي  "الجمع بين السلطة ببنيتها الحالية وبين المقاومة المسلحة تحت الاحتلال"، وقد اعتبره الكاتب وهمًا استنادًا إلى تجربة حركة حماس في الحكم منذ عام 2006، ووهم استحالة تحرير فلسطين دون مقاومة مسلحة، خصوصًا وأن الصراع في فلسطين صراع وجود لا حدود، ووهم الاعتقاد بتأخر الإسلاميين عن المشاركة في المقاومة المسلحة، حيث إنَّهم، وفق الكاتب، شاركوا فيها منذ اندلاع الثورات الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني حتى الوقت الحالي، ووهم الادعاء بأن حركة فتح هي صاحبة الرصاصة الأولى، لأن  العمل المسلح ضد المشروع الصهيوني لم يتوقف بعد النكبة، وقد شاركت العديد من التنظيمات الفلسطينية في العمل المسلح في فترة انطلاقة حركة فتح نفسها، كما أنَّ الاعتقاد بتحرير فلسطين من داخلها وهم، ولا يمكن إلغاء "المسار الحيوي للبيئة الاستراتيجية المحيطة عندما يتعلق الأمر بالتحرير الكامل لفلسطين" (ص، 48)، خصوصًا وأنَّه  مبني على معادلة أوسع تحقق التكافؤ أو التفوق الاستراتيجي مع دولة الاحتلال، وتصورُ تحرير فلسطين دون مشروع نهضوي وحدوي وهم، لأنَّ المشروع الصهيوني يستهدف المحيط العربي أيضًا، والاقتناع بتحرير فلسطين بعيدًا عن الإسلام وهم، وما دامت أرض فلسطين أرضًا إسلامية، وشعبها مسلم، وانتماؤها الحضاري إسلاميًا، وحاضنتها الشعبية مسلمة، وبيئتها الاستراتيجية مسلمة، فمن المنطقي أن تكون هوية مشروع التحرير إسلامية.

 

مجموعة الأوهام الثالثة

تضم هذه المجموعة ستة أوهام مرتبطة بالأساس بالمشروع السياسي لمنظمة التحرير وإفرازاته، إذ يرى الكاتب بأن صناعة قرار فلسطيني مستقل تحت الاحتلال وهم، وتجربة السنوات التي تلت أوسلو أكبر دليل، ويعتقد بوهم صوابيةقيادة المشروع الوطني من خلال قيادة متنازلة عن الوطن ولا تحترم العمل المؤسسي، ووهم إصلاح البيت الفلسطيني دون قيادة انتقالية، خصوصًا وأن القيادة المتنفذة في منظمة التحرير لا تريد إصلاحها، وإنما البقاء مهيمنةً عليها، ووهم مصطلح "طرفي الانقسام"، لأن الانقسام بمعناه الظاهر محصور في الضفة وغزة، و"طرفا الانقسام" لا يتقاسمان المسؤولية في البيئة الفلسطينية العامة ولا في المؤسسة الرسمية، والحديث اليوم ليس عن طرفين متعادلين، وإنما عن " اتجاهين مختلفين في الرؤية والمنهج ومسارات العمل وأولوياته، ومختلفين في العقلية التي تدار بها الأمور" (ص، 37).


العنوان: حركة مقاطعة إسرائيل BDS بحث في الطرق والقيم والتأثير 

المؤلف: عمرو سعد الدين

اللغة: العربية

الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية

مكان النشر: بيروت

سنة النشر: 2020

عدد الصفحات: 383

موضوع هذا الكتاب حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، المعروفة بحركة "بي دي أس" BDS، وقد تناول في فصوله قصة نشوء الحركة في فلسطين والوطن العربي وحول العالم، وكيف سبق الإعلان عنها انطلاق مبادرات جديدة لمقاطعة دولة الاحتلال في أعقاب اندلاع الانتفاضة الثانية، حيث صدر بيان منتدى المجتمع المدني في ديربان في جنوب أفريقيا عام 2001، ووقّع عليه أكثر من 3000 منظمة مدنية وحركة حول العالم، وقد دعا صراحةً إلى تشكل حركة المقاطعة على غرار حركة مقاطعة نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، وازداد زخم المقاطعة أوروبيًا وفي الولايات المتحدة، وانضمت عناصر جديدة لفكرة المقاطعة في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية والهند، ثمَّ أصدرت حركة المقاطعة بيانها الأول عام 2005، دعت فيه إلى الضغط على دولة الاحتلال من أجل دفعها للاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء الاحتلال، وتفكيك الجدار وتحقيق المساواة الكاملة للفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وحماية ودعم حق اللاجئين في العودة، وعقدت مؤتمرها الأول عام 2007.

 ناقش الكتاب القيم التي تحكم برامج حركة المقاطعة، والطرق التي تتبعها، وأثرها حول العالم، خصوصًا في بريطانيا وإيرلندا وبلجيكا وبعض الدول العربية والولايات المتحدة ودولة الاحتلال، كما لاحظ بأن انتعاش حركة المقاطعة مرتبط بشكل كبير بحركة النضال الفلسطيني، فكلما تصاعدت المواجهة الميدانية بين الفلسطينيين والاحتلال، وارتفعت وتيرة وحشيته، تعززت حركة المقاطعة، وكلما تراجعت مظاهر المقاومة أصاب حركة المقاطعة الضمور، وهذا ما بدا واضحا خلال توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، ومع اندلاع هبتي 1996 و1998، والانتفاضة الثانية والحروب الأخيرة على غزة.

وأظهر أن حركة المقاطعة حققت عددًا من الإنجازات منها، سعيها لتأطير صدى نضالات الفلسطينيين وتعزيزها، والمشاركة في تثبيت مقولة "دولة الاحتلال هي دولة فصل عنصري (أبارتهايد)" عالميًا.  

تحدث الفصل الأول عن نشأة حركة المقاطعة، وسياقها الفلسطيني (الانتفاضة الثانية)، وحلَّل طبيعة الأطراف الفلسطينية التي دفعت باتجاه تشكل الحركة، ودرس تأثير الحركة في المقاطعة الفلسطينية للمنتوجات والمؤسسات الصهيونية، والتفت إلى مدى تعبير الحركة عن مكونات الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وفي الشتات، وكيف اختارت الحركة مساراتها حول العالم.

واهتم الفصل الثاني بالعوامل التي ساهمت في اجتذاب العالم لحركة المقاطعة، وسلَّط الضوء على شكل مساراتها أوروبيًا، تحديدًا في بريطانيا وإيرلندا وبلجيكا، وأظهر كيف أن بريطانيا كانت في صُلب اهتمام الحركة في فترة مبكرة، وناقش مبادرات المقاطعة في إيرلندا، التي تُعرف بعلاقاتها التاريخية مع فلسطين، وكذا في بلجيكا التي امتازت بكونها مركزًا للمنظمات الأوروبية المتضامنة مع فلسطين.

ودرس الفصل الثالث المقاطعة داخل دولة الاحتلال، والحضور "الإسرائيلي" المعادي للصهيونية سواءً على مستوى تأسيس الحركة أو المشاركة في قراراتها حول العالم، وكيف تعاملت الحركة معهم كونهم "إسرائيليين"، وما مدى مراعاتها لمعايير المقاطعة في التعامل معهم.

وبيَّن الفصل الرابع كيف أن غالبية المواطنين العرب في الوطن العربي مع مقاطعة دولة الاحتلال، معتمدًا على إحصائيات دورية، ورصْد لمواقف المؤسسات الأهلية العربية من نقابات وحركات طلابية وأحزاب وجمعيات، وناقش بعض التجارب العربية في المقاطعة مثل حملة إسقاط اتفاقية الغاز في الأردن، ومحاولات تونس إقرار قانون يجرم التطبيع، والمقاطعة في الساحة اللبنانية، ومقدار مساهمة العرب في تشكيل حركة المقاطعة، وإمكانية تنشيط الحركة عربيًا.

وتناول الفصل الخامس تجربة حركة المقاطعة في الولايات المتحدة، وركَّز على قصة الشابة الأمريكية راشيل كوري التي قتلتها جرافة صهيونية في رفح، ومبادرات المقاطعة مثل مقاطعة شركة كاتربيلر، والتغيرات التي طرأت على قناعات الأوساط الشبابية في الولايات المتحدة حول المشروع الصهيوني وحقيقة دولة الاحتلال.


العنوان: بلاد على أُهْبَةِ الفجر: العصيان المدني والحياة اليومية في بيت ساحور

المؤلف: أحمد عز الدين أسعد

اللغة: العربية

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

مكان النشر: الدوحة

سنة النشر: 2021

عدد الصفحات: 528 

موضوع هذا الكتاب العصيان المدني في مدينة بيت ساحور خلال الانتفاضة الأولى.

ركَّز الكتاب على ماهية العصيان المدني، وجذوره، وشروطه، وأدواته، ومظاهره، وعوامل نجاحه، وكشف عن الدور المركزي لأهالي بيت ساحور، وتنظيماتها، ومؤسساتها الأهلية، وتركيبتها الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، في توليد وإنضاج تجربتهم في العصيان المدني.

تضمن الكتاب مقدمة وستة فصول، وستة وثلاثين ملحقًا وثائقيًا، وستة وعشرين صورة فوتوغرافية. تناول الفصل الأول مفهوم العصيان المدني في فلسطين، وخصوصيته الوطنية، واستعرض بعضًا من تجاربه عبر التاريخ، منذ تمرد أهل فلسطين على حكم إبراهيم باشا عام 1834، مرورًا بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، ثم العصيان المدني في بيت ساحور أثناء الانتفاضة الأولى، وتتبع تنظيرات الحركة الوطنية حوله، واستنتج أن تجربة العصيان المدني الوطني كانت فعلاً تراكميًا، وصل ذروته أثناء الانتفاضة الأولى.

وراجع الفصل الثاني الحالة الوطنية داخل الأرض المحتلة قبل الانتفاضة الأولى، وبدايات تَكَوُّن البنى الوطنية في مواجهة سياسات المحتل، وخَلُص إلى أن الانتفاضة الأولى جاءت انعكاسًا لـ"بيئة جماهيرية وشعبية" معادية للاحتلال، ومتوثِّبة للدخول في مرحلة جديدة من النضال الوطني من أجل طرد الاحتلال ونيل الحرية والاستقلال، وأشار إلى الأجسام التنظيمية التي قادت الفعل النضالي أثناء الانتفاضة الأولى مثل القيادة الوطنية الموحدة، ثمَّ تناول العصيان المدني باعتباره أحد مظاهر الانتفاضة، وعرَّج على تاريخ مدينة بيت ساحور، وتطور الحياة فيها من النواحي المختلفة، وركَّز على إظهار بعض ميزات المدينة التي سهَّلت قيامها بدور متقدم في الانتفاضة الأولى، من قبيل ارتفاع مستوى التعليم، وانتشار الإنتاج الحِرَفي، والإرث النضالي لأهالي بيت ساحور، ومساهمتهم في رفع وتيرة الفعاليات الرافضة للاحتلال، والدور البارز لبلدية بيت ساحور في تشكيل لجنة التوجيه الوطني في النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين.

ووثَّق الفصل الثالث لـ"العنف البنيوي" للاحتلال أثناء الانتفاضة الأولى، وترجمته في الميدان، كما في فرضه للضرائب، ووقفه للتحويلات المالية، واستخدامه سياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين، وعَرَضَ الفصل نماذج من السياسات الضرائبية للاحتلال، ومقاومة أهالي بيت ساحور لها عبر إصرارهم على عدم دفع الضرائب، ومقاطعتهم للإدارة المدنية، وإلقائهم للهويات، وناقش الفصل الرابع أسباب العصيان المدني الوطني في بيت ساحور، واستعرض البنى التنظيمية والاجتماعية والمؤسساتية التي أسَّست له، والعوامل التي ساعدت في تثبيته، وذكر بعضًا من مظاهره وتفاصيله اليومية، وتحدَّث الفصل الخامس عن دور الأطر النسوية والبلدية والكنيسة والمسجد في العصيان، وتناول الحياة اليومية لأطفال بيت ساحور أثناء العصيان، وتطرق لبعض أشكال المقاومة الشعبية في تلك الفترة، مثل التعليم الشعبي، واللجوء إلى النضال القانوني، وأفرد الكاتب الفصل السادس للإجابة عن سؤال لماذا نجحت بيت ساحور في عصيانها وأخفق غيرها؟ حيث أشار إلى طبيعة العصيان العلنية والجماعية، واعتماده على سلسلة من البُنى المؤسساتية القوية، وقدَّم الفصل تصور المؤلف لما أطلق عليه "رهانات العصيان المدني الوطني الفلسطيني وآماله"، حيث اشترط أن يكون جماعيًا، وأن يتم في ظل وجود مشروع وطني جامع، تتبناه المؤسسات الرسمية والأهلية والقوى السياسية، ويشارك فيه فلسطينيو الأراضي المحتلة عام 1948، وافترض أن يحتوي العصيان على برنامج لمقاطعة المؤسسات "الإسرائيلية"، وعدم دفع الضرائب، ومقاطعة الإدارة المدنية، وتعطيل شبكات الطرق التي يستعملها المستوطنون في كل فلسطين، ومقاطعة المنشآت الاقتصادية والخدماتية الإسرائيلية، وتقديم الاستقالات من الأجهزة الإدارية والسياسية والتربوية والثقافية الإسرائيلية، وتغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية، وإعادة إحياء منظمة التحرير، ورفض قطاع غزة للهدنة مع الاحتلال، وتجديد مسيرات العودة، والعودة إلى تبني حق تقرير المصير والعودة والتحرير.