كتيبة جنين .. سيرة استعادة ميدان القتال
"وجود موازين القوى على هذا الحال الظالم سبب جوهري أمام الإنسان للنضال من أجل تغييرها"[1]
في كل مراحل الصراع بين المجتمع الفلسطيني وقوة الاحتلال الإسرائيلي، انطلقت شرارة بداية أي انتفاضة أو هبة غالبًا من مبادرات فردية نزلت إلى ميدان المواجهة لفتح مسارات جديدة أمام العمل النضالي، بعد أن يعتقد المجموع أن الواقع شديد الإحكام، بفعل سطوة السياسات الأمنية الاستعمارية.
كُتب الكثير عن تعقيدات الواقع في الضفة المحتلة، في سنوات ما بعد انتفاضة الأقصى، لكن لم تحظَ بالانتباه الكافي؛ تلك الشخصيات القيادية التي راهنت على كسر منظومة الأمن الاستعمارية، والخروج إلى مواجهة جديدة مع الواقع الاستيطاني في الضفة، الذي تضاعف تهديده الاستراتيجي للوجود الفلسطيني في المنطقة الوسطى من فلسطين.
هذه المحاولات لإعادة إنعاش العمل الثوري، في الضفة المحتلة، لم تنقطع في سنوات ما بعد الانتفاضة، لكن المرحلة الحالية نالت خصوصيّتها لأسباب متعددة: للدفعة المعنوية التي منحتها معركة "سيف القدس" للجماهير على طول فلسطين المحتلة، ثم عملية "نفق الحرية" التي حرر فيها ستة أسرى أنفسهم من داخل سجن "جلبوع"، ومنحوا المجتمع الفلسطيني تأكيدًا جديدًا على نقاط الضعف في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وقدرة الإبداع الفلسطيني حين تتوفر له الإرادة على تحقيق انتصاراته عليها.
محاولات إعادة إنعاش العمل الثوري، في الضفة المحتلة، لم تنقطع في سنوات ما بعد الانتفاضة، لكن المرحلة الحالية نالت خصوصيّتها لأسباب متعددة: للدفعة المعنوية التي منحتها معركة "سيف القدس" للجماهير على طول فلسطين المحتلة، ثم عملية "نفق الحرية" التي حرر فيها ستة أسرى أنفسهم من داخل سجن "جلبوع"
بعيدًا عن الأضواء والإعلام وضوضاء مواقع التواصل الاجتماعي، ثابرت مجموعة من المقاومين لا تتجاوز أعمارهم بدايات العشرين عامًا، على فتح مسار جديد يجدد المواجهة مع المشروع الاستعماري الصهيوني، ويهرب من عيونه الأمنية المسلطة في كل زاوية من البلاد.
المبادرات التنظيمية والفردية لاستثمار الإزاحة التي خلقتها معركة "سيف القدس" و"نفق الحرية"، في مشاعر المجموع الفلسطيني نحو الثقة بالذات والقدرة على تفتيت القبضة الأمنية الصهيونية، أثمرت عن مجموعات متعددة للمقاومة في شمال الضفة المحتلة، على رأسها "كتيبة جنين".
من بنادق الشهداء… يولد الأمل
لا يُعرف على وجه التحديد التاريخ الدقيق لانطلاق "كتيبة جنين"، على الشكل الذي نعرفه حاليًا، لكن عودةً إلى الوقائع الميدانية خلال معركة "سيف القدس" وما بعدها، تشير بوضوح إلى تصاعد في منحنى عمليات إطلاق النار خلال الاقتحامات شبه اليومية التي تشنّها قوات الاحتلال على مدينة جنين وريفها.
هذا التصاعد في العمليات المواجهة لجيش الاحتلال كان يشير إلى أن بناءً تنظيميًا يتطور يوميًا يقف خلفها. وبعد استشهاده في اشتباك مع جيش الاحتلال في حزيران/ يونيو 2021، خرج اسم الشهيد جميل العموري إلى الضوء، وبرز معه دوره الريادي في تجديد الاشتباك.
الشهيد العموري الذي ما زال جسده الطاهر رهين ثلاجات الاحتلال الباردة، بعد اختطافه إثر الاشتباك، كادر نشيط في الجهاد الإسلامي، بدأ مسارَه في تجديد الاشتباك مع جيش الاحتلال خلال هدم الاحتلال منزل الأسير أحمد قنبع (الذي نفذ عملية "حفات جلعاد" رفقة الشهيد أحمد جرار في 2018) ، في كانون الثاني/ يناير 2020، كما يؤكد موقع "سرايا القدس".
التصاعد في عمليات مواجهة جيش الاحتلال خلال اقتحامها جنين، كان يشير إلى أن بناءً تنظيميًا يتطور يوميًا يقف خلفها. وبعد استشهاده في اشتباك مع جيش الاحتلال في حزيران/ يونيو 2021، خرج اسم الشهيد جميل العموري، الكادر في سرايا القدس، إلى الضوء، وبرز معه دوره الريادي في تجديد الاشتباك.
يعلمنا تاريخ المقاومة الفلسطينية أن حدثًا واحدًا قد يدفع عشرات الشبان للالتحاق بالبنى التنظيمية، وقد كانت شهادة جميل دافعًا معنويًا لمنح مجموعات المقاومة مزيدًا من الكوادر التي تتابعت لاحقًا إلى الاشتباك والشهادة والاعتقال، منذ ضياء الدين الصباريني، وأمجد حسينية، ونور الدين جرار، وصالح عمار، ورائد أبو سيف، وأسامة صبح، ويوسف صبح، وعلاء زيود، وعبد الله الحصري، ويزيد السعدي، وخليل طوالبة، وصائب عباهرة، وأحمد السعدي، وعشرات الأسماء الأخرى حتى محمد السعدي قائد الكتيبة، الذي استشهد قبل أيام، مع نعيم الزبيدي "رجل الظل" كما وصفته الكتيبة، في بيانها[2].
رفاق الدم والسلاح
"كتيبة جنين" التي صاغت اسمها من المسمى ذاته الذي أطلقه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، على الأسرى الذين حرروا أنفسهم من سجن "جلبوع"، وضعت الحالة النضالية في جنين أمام اندفاعة جديدة، عمودها الفقري "الوحدة الميدانية" بين المقاتلين من مختلف الفصائل.
الحياة الاجتماعية في المخيم بما لها من مميزات تجعلها مختلفةً عن تجمعات حضرية أخرى، تمنح المقاتلين قضايا وروابط تقرّبهم من التّجمع وتبعد عنهم احتمالات التفرق، هذه الروابط التي تتجاوز الاختلافات الفكرية إلى الاتفاق على مواجهة الاحتلال، تظهر جليةً في قصص شهداء ارتقوا خلال هذه المسيرة.
منذ سنوات انتفاضة الأقصى جمعت كوادر سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، في جنين ومخيمها وريفها، روابط وثيقة في العمل العسكري والميداني، بقيت إلى هذه اللحظة صمام أمان اجتماعيًا حمى مجموعات المقاومة، من سياسات القوى المناوئة لها.
في الصور التي نشرت عبر الفضاء الإلكتروني بعد استشهاد، يظهر الشهيد داود الزبيدي أحد قادة كتائب شهداء الأقصى -وهو شقيق لشهيد وأسير وابن لشهيدة وقريب الشهيد نعيم الزبيدي-، رفقة معظم قادة "كتيبة جنين"، وتؤكد مصادر من المخيم أن الشهيد الزبيدي كان مقربًا من هؤلاء الشهداء، لا سيّما عبد الله الحصري، وقد تعدت العلاقة بينهم فضاء الصداقة ورفقة السجون، إلى النضال معًا في الميدان.
الواقع الميداني الذي حرّر إلى حد بعيد جغرافية مخيم جنين من الدخول الآمن لقوات الاحتلال، وتدخلات الأجهزة الأمنية، بعد اشتداد عود مجموعات المقاومة وعلى رأسها "كتيبة جنين"، جعل الظرف متاحًا أمام قوى أخرى بينها كتائب القسام، التي شكلت مجموعة شاركت في مختلف الاشتباكات، كتفًا إلى كتف بجانب بقية الفصائل، وكان لها جهودها السابقة (مجموعة الشهيد حمزة أبو الهيجا، والشهيد أحمد جرار وغيرها).
استنساخ تجربة انتفاضة الأقصى؟
ما زالت انتفاضة الأقصى، الحدث الأكثر حضورًا في وعي المجتمع الفلسطيني، خاصةً الأجيال التي تفتّح وعيها على هذه المواجهة الأضخم في داخل فلسطين. لكن، يمكن القول في الوقت ذاته، إن ذاكرة الجيل الحالي من المقاومين متحررة من عمليات "كي الوعي" التي مارستها قوات العدو على الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضة، من خلال الاغتيالات والحصار والاعتقالات ومختلف سياسات تكبيد المجتمع أثمانًا باهظة، بعد العمليات الفدائية النوعية التي ضربت قلب دولة الاحتلال.
لكن هذا التحرر من الذاكرة "الأليمة" لممارسات الاحتلال الإجرامية خلال الانتفاضة، لم يكن نزوعًا أيضًا للانفكاك عن ذاكرة المخيم والمدينة، المتخمة بالبطولة والذكريات التي تحكي عن مجموعات المقاومة التي خاضت واحدةً من أكبر المعارك في تاريخ المواجهة في الداخل الفلسطيني، وهي معركة مخيم جنين.
بقيَ لمخيم جنين خلال الانتفاضة وما بعدها، تقاليده الراسخة: أولاً في شكل المجموعات الكبيرة مقارنةً بالحال في مناطق أخرى مثل رام الله والخليل، وثانيًا: في الوحدة التي تربط هذه التشكيلات العسكرية، وكان المثال الواضح على ذلك غرفة العمليات التي قادت معركة مخيم جنين بقيادة الشهيد يوسف ريحان "أبو جندل".
لا يمكن الادعاء أن التجربة الحالية للمقاومة، في جنين ومخيمها، هي استنساخ كامل لتجربة انتفاضة الأقصى لكن روح هذه التجربة ما زالت حاضرةً في تفاصيل كبيرة وصغيرة، من حيث حجم المجموعات والعلاقات بينها وشكل العمليات العسكرية التي تركز عليها، وهي الاشتباكات مع القوات المقتحمة، وإن كانت مجموعات المقاومة في الانتفاضة امتلكت قدرات أعلى -بفعل الواقع الميداني والعسكري حينها- مكنتها من تنفيذ عمليات في عمق تجمعات المجتمع الصهيوني، في الساحل والشمال، وهو ما دفع جيش الاحتلال حينها لشن عمليات عسكرية واسعة لاستئصال البنية التحتية البشرية والمادية للمقاومة في جنين.
عن العلاقات مع العرين
بعد شهور من انطلاقة "كتيبة جنين"، انطلقت إلى المشهد النضالي الفلسطيني مجموعات "عرين الأسود" التي ولدت من جهود مشابهة لتلك التي حصلت في جنين. شبان في مقتبل العمر اجتمعوا على واجب مقاومة الوجود الاستعماري الصهيوني، ثم، بعد استشهاد عدد منهم، اشتد عود المجموعات بانضمام مزيد من الكوادر إليها من مختلف التوجهات الفكرية.
لم تكن مسيرة "عرين الأسود" آمنةً أو ميسرةً، فبعد سلسلة عمليات إطلاق نار نفذتها في محيط نابلس وريفها، شنت قوات الاحتلال عمليات اغتيال واعتقالات مركزةً استهدفت قيادات المجموعات وكوادرها، بعد المد الجماهيري الواسع الذي حققته، تزامنًا مع مساع من السلطة لإقناع من تبقى من كوادرها بتسليم نفسه والقبول بصفقات "الإعفاء".
هذه المخاطر الوجودية التي هددت مجموعة "عرين الأسود"، دفعت قادة "كتيبة جنين" إلى ضخ ما توفر لهم من إمكانيات لمنع انهيار رفاقهم في الدم والسلاح. تروي مصادر مطلعة أن الشهيد فاروق سلامة، القيادي في الكتيبة، الذي اغتالته قوات الاحتلال الخاصة قبل أيام من حفل زفافه، فتح خطوطًا مباشرة مع قادة العرين لإمدادهم بالدعم اللوجستي والبشري.
بعد استشهاد أي كادر من الكتيبة أو العرين، تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صور للشهداء من الطرفين في نابلس أو جنين، وهو مؤشر على مبادرة مجموعات المقاومة لخلق تنسيق بما يتوفر من إمكانيات.
تروي مصادر مطلعة أن الشهيد فاروق سلامة، القيادي في الكتيبة، والذي اغتالته قوات الاحتلال، فتح خطوطًا مباشرة مع قادة العرين لإمدادهم بالدعم اللوجستي والبشري .. وبعد استشهاد أي كادر من الكتيبة أو العرين، تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي صور للشهداء من الطرفين في نابلس أو جنين، وهو مؤشر على مبادرة مجموعات المقاومة لخلق تنسيق بما يتوفر من إمكانيات.
هذا الانفتاح والانتعاش الذي حققه صعود المقاومة امتدت آثاره في نابلس ومناطق أخرى، إلى مستويات أوسع من العلاقات مع العرين، من خلال ظهور مجموعات مقاومة أخرى مثل "كتيبة نابلس" و"كتيبة بلاطة".
ريف جنين… كتلة اللهب تتسع
لا يمر أي اقتحام تنفذه قوات الاحتلال في معظم مناطق ريف جنين، دون أن يشهد إطلاقًا للنيرانِ يستهدف الجنود. في الأيام الماضية، أصدرت "كتيبة جنين" عدة بلاغات عسكرية، عن عمليات إطلاق نار نفذتها مجموعات تابعة لها في الريف.
أبرز هذه المجموعات كانت في بلدتي جبع وقباطية، إلى الجنوب من مدينة جنين. ففي جبع تبنت المجموعات استهداف قوات الاحتلال في البلدة والقرى المحيطة بها لأكثر من مرة في الأسابيع الماضية، وكانت أبرز عملياتها إطلاق النار الذي نفذته ردًا على إعدام جندي من جيش الاحتلال للشهيد عمار مفلح، في بلدة حوارة جنوب نابلس قبل أيام[3]. وفي قباطية شاركت المجموعات في التصدي لأكثر من اقتحام للبلدة.
توسّعت رقعة الاشتباك في جنين فانتقلت من المخيم لتشمل بعض مناطق الريف، ففي الأيام الماضية، أصدرت "كتيبة جنين" عدة بلاغات عسكرية، عن عمليات إطلاق نار نفذتها مجموعات تابعة لها في الريف، أبرز هذه المجموعات كانت في بلدتي جبع وقباطية
المساحة الجغرافية لعمليات إطلاق نار تمتد إلى واد برقين، والسيلة الحارثية، ورمانة، ويعبد، وكفر دان، وغيرها من بلدات المحافظة التي يعلم العارفون بها مدى التعلق المجتمعي فيها بالسلاح، وهو أحد تمظهرات "الشخصية الجنينية" التي لم تعرف انقطاعًا في المقاومة، منذ بدايات الاستعمار البريطاني.
ماذا تقول لنا التجربة؟
في الفلسفة العملية لحركة الجهاد الإسلامي، فإن إدامة العمل والمشاغلة لقوات الاحتلال هي الهدف الأساسي من حركتها الدائمة، في مسارِ سعيِ الفلسطيني لكسر معادلات القوة التي تتيح للاحتلال فرض شروطه على الواقع الفلسطيني، وتأتي "كتيبة جنين" تمظهرًا بارزًا في هذه المساعي التي تكمّل جهودًا جماعيةً فلسطينيةً في جنين وغيرها، لمنع الاحتلال من الاستفراد بالضفة والقدس وبقية الأرض الفلسطينية.
في تاريخها القصير والحافل لم تكتف "كتيبة جنين"، بحالة الاشتباك والمدافعة في الحيز الجغرافي الذي تنتشر فيه، بل كان لها مبادرات نوعية كعملية الشهيد رعد خازم في قلب "تل أبيب"، والتي تبين لاحقًا أن شقيقه عبد الرحمن خازم أحد قادة الكتيبة كان له دور في توفير السلاح والدعم اللوجستي للشهيد فيها، بالإضافة إلى عمليات إطلاق النار التي استهدفت المستوطنات في محيط جنين. ومؤخرًا أعلنت عن تشكيل مجموعات "الشهيد بهاء أبو عطا" وكانت بداية نشاطها في استهداف مستوطنة "حرميش"، قرب طولكرم.
تبدو "كتيبة جنين" وشركاؤها في مجموعات المقاومة الأخرى متماسكةً أمام محاولات "تطويع" عناصرها، عبر الإغراء[4]، متسلحةً بعوامل كثيرة أهمها البنية الاجتماعية في المخيم التي تجعل العلاقات تتجاوز الفصائلية في معظم تفاصيلها إلى "الأخوية" على "الدم والسلاح".
قد تنجح قوة الاحتلال في إضعاف أية حالة مقاومة بما تملكه من قوة نيران واستخبارات وسيادة أمنية، لكنها لم تنجح طوال تاريخ المواجهة في وضع نقطة النهاية للصراع، ورغم العمليات العسكرية الضخمة التي أطلقتها في البلدات والمدن الفلسطينية، في الانتفاضة وبعدها، إلا أن أرض الضفة بقيت تجدد انطلاقتها الثورية، وهذه المرة مع جيل جديد أيقن كما يؤكد -حتى قادة المستويات الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال- أن مشروع الاستيطان يكاد يبتلع حياته، والذي يرى أن السياسة الفلسطينية الرسمية وصلت إلى منتهاها الذي يجب أن تتوقف عنده، لإفساح المجال أمام حركة نضالية تعيد رسم حدود العلاقات الطبيعية مع المحتل.
ويظلّ سؤال المقاومة دائمًا هو محاولة التغلبَ على الظرف الموضوعي القاسي، وجسر الهوّة بينها وبين قوة الاحتلال المتفوقة، عبرَ إدامة المواجهة، والانتقال من المدافعة التي يهدف الاحتلال من خلالها لاستنزاف الحالة، إلى المبادأة والعمل النوعيّ الذي يؤلم الاحتلال، ويكرّس الوعي المقاوم لدى جماهير الجيل الجديد؛ ثمّ من خلال الانتباه إلى تداعيات الانكشاف الذي-وإن كان سببًا في صناعة الرموز المقاومة- إلا أنّ المبالغة فيه وعدم الانتباه إلى مفاعيله السلبية قد يكون سببًا في تسهيل مهمّة الاحتلال.
الوعي .. إنجاز الخطوة التالية
لعلّ أعظم ما في تجربة الكتيبة وما يشبهها من تجارب في ساحة الضفة حاليًا، هو الأبعاد المعنوية التي حققتها في الوعي الجماعي الفلسطيني، بعد أن أعادت ترتيب يوميات المجتمع الفلسطيني، الذي بات يصحو على أخبار الاشتباكات والمواجهات وارتقاء الشهداء، بشكل أكبر من السابق، وهو ما يخشى معه الاحتلال أن تتوسع إرادة المواجهة بصورة أعمق في الأجيال الشابة.
هذا الحضور الرمزي والمعنوي المتزايد للمقاومة في وعي المجتمع الفلسطيني، يظهر، من بين ما يظهر فيه، من خلال الأناشيد التي تتغنى ببطولات شهداء هذه المرحلة، وصور أيقونات المقاومة الجديدة في كل مكان، على قمصان الفتية وفي الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. ومع هذا الحضور الكثيف والعميق، فإن نافذةً مهمةً تنفتح لكل قوة لديها الإرادة لاستثمار انحياز المجتمع المستمر للمقاومة.
لعلّ أعظم ما في تجربة الكتيبة وما يشبهها من تجارب في ساحة الضفة حاليًا، هو الأبعاد المعنوية التي حققتها في الوعي الجماعي الفلسطيني، ومع هذا الحضور الكثيف والعميق، فإن نافذةً مهمةً تنفتح لكل قوة لديها الإرادة لاستثمار انحياز المجتمع المستمر للمقاومة.
[1] مقولة لمؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد فتحي الشقاقي
[2] استشهدا في يوم الخميس مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2022
[3] استشهد حينما قاوم اعتقاله بيده العزلاء في حوارة في الثاني من كانون الأول/ ديسمير 2022
[4] كشفت تقارير صحفية مؤخرًا عن عروض "إعفاء ووظائف" تقدمت بها جهات في السلطة لمجموعات المقاومة .