منصور والجعبري ورفاق الرحيل .. دم على طريق واحد

منصور والجعبري ورفاق الرحيل .. دم على طريق واحد
تحميل المادة

"بعد مشوار جهادي طويل"، اعتادت فصائل المقاومة الفلسطينية أن تفتتح بيانات نعي قادتها عند استشهادهم بهذه العبارة، وهي عبارة "جامعة مانعة" تختصر سيرة مئات القادة والكوادر الذين ارتقوا على طريق الصراع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

في السادس من أغسطس/ آب، افتتح جيش العدو عمليته العدوانية على قطاع غزة التي أطلق عليها اسم " بزوغ الفجر"، باغتيال تيسر الجعبري، قائد اللواء الشمالي في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تزامنًا مع غارات استهدفت مقاومين آخرين يعملون في أجهزتها العسكرية.

قبل ساعات من إعلان التهدئة وانتهاء عدوان آخر على قطاع غزة الذي شهد حروبًا تدميرية متواصلة تضاعفت وحشيتها منذ عام 2006، اغتال جيش العدو قائد اللواء الجنوبي في السرايا خالد منصور، بعد استهداف مبنى في حي الشعوث بمدينة رفح جنوبي القطاع.

بعد المعركة التي أطلقت عليها سرايا القدس اسم "وحدة الساحات"، زفت السرايا 12 من قادتها وعناصرها بينهم منصور والجعبري، وهم: رأفت صالح الزاملي، وسلامة محارب عابد، وزياد أحمد المدلل، ومحمد حسن البيوك، وفضل مصطفى زعرب، وتميم غسان حجازي، وأسامة عبد الرحمن الصوري، وأحمد مازن عزام، ويوسف سلمان قدوم، ومحمد أحمد نصر الله "المدهون".

 

 

رجال البدايات

في سير القادة الشهداء يمكن قراءة جانب مركزي من تاريخ المقاومة الفلسطينية، في سعيها نحو تحقيق هزيمة العدو الإسرائيلي. بدأ الشهيد خالد منصور مشواره المقاوم مع حركة الجهاد الإسلامي، خلال دراسته في المرحلة الإعدادية، ومع الجناح العسكري الأول للحركة الذي أُطلق عليه اسم "كتائب سيف الإسلام" كانت بداياته في العمل العسكري، وأكمل مشواره مع "قسم" التشكيل العسكري الذي أشرف على عمليات الحركة نهاية الثمانينات وخلال تسعينات القرن الماضي، وصولاً إلى انتفاضة الأقصى التي شهدت تشكيل "سرايا القدس"، التي كان للشهيد دور في إقامة بنيانها العسكري حتى وصلت إلى الشكل الذي نعرفه اليوم.

اندحر جيش العدو عن قطاع غزة عام 2005، والشهيد خالد منصور يشغل مسؤولية قطاع عسكري للسرايا داخل منطقة رفح، حتى وصل إلى اليوم الذي استشهد فيه وهو مسؤول عن لواء الجنوب وعضو في المجلس العسكري الذي يشرف على وضع الاستراتيجية العامة للسرايا وتطوير بنيانها التنظيمي والعمليات القتالية التي تخوضها في مواجهة جيش العدو.

قبل سنوات من اغتياله، وجه قادة العدو اتهامات للشهيد منصور بالوقوف خلف عمليات إطلاق صواريخ استهدفت المستوطنات والمدن المحتلة، في محيط غزة، وكان الاتهام الأبرز من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالمسؤولية عن استهداف مدينة عسقلان المحتلة، بالصواريخ في عام 2019.

بدأ الشهيد خالد منصور مشواره المقاوم مع حركة الجهاد الإسلامي، خلال دراسته في المرحلة الإعدادية، ومع أجنحتها العسكرية المتعاقبة: "كتائب سيف الإسلام" و"قسم" نهاية الثمانينات وخلال تسعينات القرن الماضي، وصولاً إلى انتفاضة الأقصى التي شهدت تشكيل "سرايا القدس"، التي كان للشهيد دور في إقامة بنيانها العسكري، واستشهد قائدًا للوائها الجنوبي

تشارك القائد تيسير الجعبري مع منصور، في مسيرة الانتقال من البدايات الفقيرة بالإمكانيات، المشحوذة بالالتقاء على الفكرة التي ضخها الشقاقي في جيل من الإسلاميين، والتي تطورت ونضجت لاحقًا، لتصبح "حركة الجهاد الإسلامي". انطلق الجعبري مع الحركة من العمل الطلابي، في الجامعة الإسلامية حيث درس تخصص الشريعة الإسلامية، إلى أن أصبح ضمن كوادرها العسكرية التي خاضت انتفاضة الأقصى. وبعد تحرير غزة خاض مع إخوانه "معركة" تطوير السرايا وأدواتها العسكرية، كحال رفاقه في بقية فصائل المقاومة بالقطاع.

اضطلع الجعبري بدور مركزي في تطوير سلاح الصواريخ وبناء وحدات السرايا، ويتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عدة عمليات، أبرزها ضربة "الكورنيت" التي بدأت فيها السرايا مشاركتها مع فصائل المقاومة في معركة "سيف القدس، في أيار/ مايو 2021.

 

"إيمان، وعي، وثورة"

في بدايات الحركة التي انطلقت من فكرةٍ زرعها الشهيد المفكر فتحي الشقاقي، رفع أبناؤها شعار "إيمان، وعي، ثورة" دالّةً على استراتيجيتهم في مواجهة العدو المركزي للأمة "إسرائيل"، كما تؤكد أدبيات الجهاد. في المقاطع المصورة القليلة للشهيدين التي انتشرت بعد استشهادهما، يحضر البُعد الإيماني واضحًا في خطابهما.

في لقاء مع عناصر المقاومة، يتكلم الجعبري بلغة بسيطة تقول الكثير عن المخزون الإيماني الذي يحمله: "إنما نقاتلهم بتقوى الله"، ويضيف وهو يؤكد على مركزية "الرسالة" في حياة المقاومة: "مقاتلة هذا العدو دائمًا تحتاج إلى رسالة إلى دين إلى تقوى، نحن أصحاب رسالة، أصحاب رسالة، قلة الذين يحملون هم هذا الدين، مجاهدة الأعداء… مش أي واحد بستطيع، لكن أصحاب الرسالات دائمًا هم من يتقدم".

وفي رسالة لشباب المقاومة، يظهر من السياق أنها كانت بعد اتفاقيات التطبيع التي وقعتها أنظمة في المنطقة، لمحاصرة قوى الرفض للاحتلال: "إحنا دائمًا ضد محور التطبيع، إحنا بدنا نكون راس حربة المقاومة في فلسطين، هذا يأتي بصبركم وجهادكم"، وفي سياق تأكيده على مركزية الإسلام في تفكيره وعمله المقاوم: "ما في أسهل من الدنيا، إنك تروح وتصير صاحب دنيا ومش صاحب رسالة ولا دين، اليوم يا إخواننا إذا هُزمت المقاومة في غزة انتهت المقاومة في العالم الإسلامي، صدقوني ما بفك الحصار إلا الشباب المجاهد وصاحب النيات الصالحة الصابر على الأزمات الصعبة، نحن نعذر الشباب على صعوبة الحياة، لكن إن شاء الله تكون صعوبة الحياة تشوفها ولا حاجة عند الله بعد غمسة في الجنة".

اضطلع الشهيد تيسير الجعبري، قائد لواء الشمال في سرايا القدس، بدور مركزي في تطوير سلاح الصواريخ، ويتهمه الاحتلال بالمسؤولية عن عدة عمليات، أبرزها ضربة "الكورنيت" التي بدأت فيها السرايا مشاركتها مع فصائل المقاومة في معركة "سيف القدس، في أيار/ مايو 2021.

سمات الشخصية المتمسكة بالإسلام في تكوينها الجهادي والفكري، تظهر بوضوح في حرص الجعبري على حفظ كتاب الله عزّ وجل، والحضور الدائم بالتلاوة في مختلف فعاليات الجهاد الإسلامي، بالإضافة للإمامة في الصلوات المختلفة بينها التراويح في كل شهر رمضان.

بعد تحرير غزة، بثت قناة الجزيرة سلسلة أفلام وثائقية مع فصائل المقاومة في قطاع غزة، كان الشهيد خالد منصور حاضرًا في إحدى الحلقات. يؤكد منصور على مركزية الرسالة التي تحرك الفعل المقاوم: "حملت السلاح من أجل آهات الثكلى والمظلومين والمكلومين وأبناء الشهداء والظلم على الحواجز وأن يأتوا بأذناب الأرض إلى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم".

"إنما نقاتلهم بتقوى الله" .. " نريد أن نكزن رأس حربة المقاومة في فلسطين .. اليوم يا إخواننا إذا هُزمت المقاومة في غزة انتهت المقاومة في العالم الإسلامي" من كلمات الشهيد تيسير الجعبري

وعن مبدأ "الجندية" الذي يحمله المقاوم في مشواره، يقول: "لم أشعر في يوم من الأيام أنني كنت قائدًا، طوال الوقت كنت جنديًّا على الأرض، لكن المهام تختلف (...) على رأس مهمة، خلية، ضابط عملية .. يصبح الإنسان مسؤولاً".

ويختم بالتأكيد على المبدأ الثابت في حياة كل مقاوم: "إما النصر أو الشهادة… نحن شعارنا: يا حبذا الجنة واقترابها، طيبة وبارد شرابها".

في الصور المنشورة بعد استشهاد القائدين، تعود أسماء جيل شارك في دفع مسيرة سرايا القدس إلى المرحلة التي وصلت إليها (دانيال منصور، حسن أبو حسنين، صلاح أبو حسنين، عرفات مرشد، ومحمد الشيخ خليل، وماجد الحرازين، وخالد الدحدوح، وآخرين)، وفي ذلك تأكيدٌ آخر على المسيرة التي تتوارث بالدم جيلاً بعد آخر.

"لم أشعر في يوم من الأيام أنني كنت قائدًا، طوال الوقت كنت جنديًّا على الأرض" .. " حملت السلاح من أجل آهات المظلومين، وأن يأتوا بأذناب الأرض إلى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم" من كلمات الشهيد خالد منصور

 

 

عائلات تتوارث المقاومة

في الغارة التي استشهد فيها القائد خالد منصور، ارتقى زياد المدلل نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل. يقول والده في نعيه إنه بدأ مشواره مع السرايا وهو فتى مع قادة مثل صلاح أبو حسنين، الذي خطط لأن يكون زياد على رأس عملية استشهادية، لكنه تراجع عن الفكرة بعد اعتقال شقيقه طارق، الذي قضى 14 عامًا متواصلة في سجون الاحتلال كي لا يثقل كاهل والده بمصاب جديد.

"وراثة المقاومة"، تحضر في قصة الشهيد يوسف قدوم، في 2002 استشهد والده خلال تنفيذه عملية فدائية داخل مستوطنة "نتساريم" التي قال عنها رئيس حكومة الاحتلال السابق أرئيل شارون سابقًا إنها في "قداسة" تل أبيب دلالة على رفض فكرة إخلائها، وبعد ضربات المقاومة المتلاحقة أجبر على الخروج منها.

كبر يوسف، لاعب الكاراتيه في نادي الزيتون أيضًا، على سيرة والده الشهيد وانضم إلى سرايا القدس ووصل حتى تاريخ استشهاده إلى موقع هام في الوحدات المسؤولة عن الأسلحة المضادة للدروع.

 

"رفاق السلاح"

تحضر مجهودات قادة السرايا وكوادرها الذين استشهدوا في معركة "وحدة الساحات"، ضمن "معركة" يومية تخوضها المقاومة الفلسطينية بفصائلها كافة في قطاع غزة، لبناء منظومة قوة تستند إلى فكرة المواجهة مع دولة الاحتلال ورفض الاعتراف بشرعيتها، وصولًا إلى تحقيق مستوى من القوة مع بقية ساحات المواجهة، لإنهاء "إسرائيل" من الوجود، كما تؤكد الفصائل في أدبياتها.

يؤكد العارفون أنّ علاقاتٍ استراتيجيةً ومركزيةً جمعت القائدين منصور والجعبري، مع فصائل المقاومة وعلى رأسهم كتائب القسام، التي تتشارك مع السرايا في قضايا مركزية في الصراع أهمها عدم الاعتراف بالاحتلال والسعي الدائم لتطوير القدرات العسكرية للمقاومة، في مواجهة الاحتلال.

عودة أخرى إلى الصور التي انتشرت للشهداء، تظهر الجعبري ومنصور رفقة قادة استشهدوا وآخرين ما زالوا على رأس عملهم في المقاومة، وهو ما تؤكده زوجة الشهيد الجعبري حين تتحدث في مقابلة معها أنه أخبرها في أحد الاتصالات معها، أنه يتكلم من خط اتصال أرضي مشترك مع حماس.

رغم أن ما نعرفه عن تفاصيل العمل العسكري المشترك بين القسام والسرايا قليل ولا يتجاوز ما يكشف عنه في كل مرحلة، إلا أن الثابت أن الاتفاق على القضايا الكبرى في مشروع المقاومة، قادر على تجاوز مرحلة التباينات على تفاصيل بعض مراحل المواجهة وطريقة إدارتها، وهو ما يتجاوز العلاقة بين السرايا والكتائب إلى بقية الفصائل "كتائب أبو علي مصطفى، كتائب المقاومة الوطنية، كتائب شهداء الأقصى، كتائب المجاهدين، وألوية الناصر صلاح الدين، وغيرها"، التي كان لها دور في عملية "وحدة الساحات".

يؤكد العارفون أنّ علاقاتٍ استراتيجيةً ومركزيةً جمعت القائدين منصور والجعبري، مع فصائل المقاومة وعلى رأسهم كتائب القسام، التي تتشارك مع السرايا في قضايا مركزية في الصراع أهمها عدم الاعتراف بالاحتلال والسعي الدائم لتطوير القدرات العسكرية للمقاومة

 

"سلاح الجو لا يحسم المعركة"

مجدّدًا استخدم جيش الاحتلال سلاح الجو في معركته مع المقاومة الفلسطينية مع قطاع غزة، ورغم محاولاته لتضخيم إنجازاته في المعركة الأخيرة، إلا أن "النجاحات التكتيكية" التي حققها لا تخفي بقاء الأزمة المتصاعدة داخل الذراع البري في جيش العدو، منذ حرب 1973، كما يقدّر مؤرخون عسكريون صهاينة.

واجه جيش الاحتلال "معضلات استراتيجية" خلال حروبه على غزة ولبنان، وهي ضعف الذراع البري، في مواجهة "تكتيكات" المقاومة التي تطورت خلال العقود الماضية، وفي مختلف المواجهات التي خاضها في الميدان، تلقى ضربات قاسية لقواته.

 

تأتي معركة "وحدة الساحات"، التي اختار جيش الاحتلال أن يكون لسلاح الجو النصيب الرئيس فيها، في ظل انتقادات لا تتوقف من ضباط سابقين ومؤرخين عسكريين، لشخصية الجيش الذي لا يعرف "كيف يحسم الحرب على البرّ"، في ظل التحذيرات من "الإهمال" وعدم معالجة الإشكاليات في القوات البرية، خاصة في وحدات الاحتياط، في ظل اعتراف محللين ومختصين صهاينة أن اجتياح غزة "معضلة" أخرى أمام "إسرائيل"، في حال أقدمت على هذه الخطوة، في ظل فاتورة الدماء المرتفعة التي ستدفعها من جنودها وضباطها، بالإضافة إلى "هاجس" العودة لحكم غزة التي تمنى قادة الاحتلال أن "يبتلعها البحر" يومًا.

في معنى "وحدة الساحات"

حضرت معركة "وحدة الساحات" بعد أكثر من عام، على معركة "سيف القدس"، التي حققت فيها فصائل المقاومة نقلة نوعية على طريق فتح ساحات المواجهة مع الاحتلال في مختلف مناطق فلسطين المحتلة، وكان حضور الداخل المحتل عام 1948 "صدمةً" لدى الأجهزة السياسية والأمنية الإسرائيلية، وكان العنوان الأبرز في سياساتها عبر الشهور الماضية هو "تكسير" الترابط الذي تحقق، بين قضايا المقاومة في الضفة وغزة.

تعلم دولة الاحتلال أن التنظيمات مثل الجهاد الإسلامي وغيرها من قوى المقاومة، لا تهزم عن طريق الضربات العسكرية أو عمليات الاغتيال، رغم ما للاغتيالات من دور في حرمان المجتمع الفلسطيني من كوادر صاحبة خبرة وكاريزما قيادية، إلا أن هذا النوع من القوى الذي يستند في تكوينه ومساره القتالي على عقيدة دينية أو سياسية وبنى اجتماعية عميقة، تصعب هزيمته نهائيًّا، إلا أنها حاولت في العدوان "تصفية الحساب" وفقًا للمصطلح الإسرائيلي مع قادة كان لهم دور في توجيه ضربات قاسية لها، بالإضافة إلى محاولة قطع مسار ربط قضايا المقاومتين في الضفة وغزة، خاصة بعد صعود المقاومة المسلحة في مناطق مختلفة من الضفة المحتلة وتحديدًا في شماليها (جنين ونابلس وغيرها).

انتهت المعركة واشتعلت أسئلة من أطراف مختلفة، بينها محب للمقاومة، حول استراتيجية إدارة المعركة، والعلاقة بين الفصائل خاصة السرايا والقسام، وهو ما يحتاج إلى أجوبة واضحة وعميقة عن متطلبات مرحلة جديدة، في ظل مساعي العدو لقتل امتداد المقاومة إلى ساحات أخرى، وكيفية اشتراك الكل الفلسطيني في معركة "كسر الحصار" عن المجتمع في قطاع غزة، الذي كان منذ البداية أداة عقاب وتدمير وابتزاز للفلسطينيين الذين انحازوا للمقاومة ومشروعها، ودفعوا فيه أثمانًا باهظة.

استشهد منصور والجعبري ورفاقهم، بعد أن أمضى بعضهم أكثر من ثلاثة عقود في مواجهة الاحتلال، وقد نجوا من محاولات اغتيال عديدة، هذا يقول الكثير عن قدرة أفراد معدودين على هزيمة أعتى منظومات التجسس والتحكم والسيطرة التي تملكها دولة الاحتلال، وعن المجهودات الأمنية الهائلة في المعركة "غير المتكافئة" التي تخوضها استخبارات المقاومة، لإبطال العمليات الأمنية الإسرائيلية، لملاحقة قادتها ومقاوميها، رغم ما يتردد عن بعض "الأخطاء" إن جاز وصفها، لكن النظر إليها في سياق الصراع الطويل، يؤكد على ألمعية القادة الذين استمروا في المقاومة بعد سنوات طويلة من البدايات الأولى.

بدأت معركة "وحدة الساحات" بعد عام، على "سيف القدس"، التي حققت نقلة نوعية على طريق فتح ساحات المواجهة مع الاحتلال في مختلف مناطق فلسطين المحتلة .. وانتهت المعركة على أسئلة من أطراف مختلفة، بينها محب للمقاومة، حول استراتيجية إدارة المعركة، والعلاقة بين الفصائل خاصة السرايا والقسام، وهو ما يحتاج إلى أجوبة واضحة وعميقة عن متطلبات مرحلة جديدة، في ظل مساعي العدو لقتل امتداد المقاومة إلى ساحات أخرى