نضالات نساء فلسطين خلال الانتداب والنكبة.. توثيق من صحف المرحلة
على سبيل التقديم..
تُظهِرُ هذه المادّة، التي تعود من خلالها نوار ثابت إلى صحف مرحلةِ الانتداب البريطاني على فلسطين، لتؤرّخ لنضالات النساء الفلسطينيات في تلك المرحلة، إلى جانب دورهنّ الفعليّ على الأرض؛ تظهرُ كذلك وعيًا مبكرًا ومهمًّا للمرأة الفلسطينية بنفسها، ومعناها، ودورها المنوط بها.
ومع تمدّد مقولاتٍ نِسويةٍ معاصرةٍ تحاول فرض أجندةٍ ثقافيةٍ متجاوزةٍ للقضايا المحلية على الحراكات النسوية العربية، والفلسطينية منها بالضرورة، فإن الرجوع إلى خطاب نساء تلك المرحلة، ونضالاتهن، ووعيهنّ بدورهنّ المتعلّق بواقعهنّ الذي تشترك فيه المرأة الفلسطينية مع الرجل الفلسطيني؛ يعدُّ رجوعًا ملهمًا للمرأة الفلسطينية المعاصرة، ومنبّهًا لأيّ حراك نسائي فلسطينيٍّ معاصر، بضرورة كونه امتدادًا للدور النسائي القديم، المنخرط في النضال المحليّ بوصفه قضيةً نسائية، لأنه ببساطة، قضيةٌ وطنية.
وعليه، فإن المادّة، بالإضافة إلى جهدها التوثيقي المهم، يمكنُ أن تُعدّ وثيقةً تنطلق استنادًا إلى خطابها ومسارها، النضالاتُ النسائية الفلسطينية المعاصرة، انحيازًا إلى الوطنيّ، وابتعادًا عن الأجندة الثقافية المعولمة التي تَفرض، في كثير من الأحيان، أجندةً مناقضةً للرسالة الوطنية، ومستنزفةً للحالة والقدرة النسائية، وصانعةً معركةً بينيةً على حساب التناقض الرئيس مع الاحتلال.
التحرير
المقدمة
لا شك أن الوعي النضالي لدى الفلسطينيين ظهر في مراحل الثورة الأولى، وتجلى ذلك في ملامح الثورة الفلسطينية منذ الانطلاقة المسلحة. لقد انعكس هذا التحول على النساء ودورهن النضالي، وتحولات هذا الدور، في توازٍ مع تطور مراحل الثورة وأدواتها، وتطوّر الحركات والأحزاب. لم تقتصر أدوار المرأة على تضميد جراح الأسرى، وإعداد الطعام وإيصاله إلى مواقع المقاتلين، أو مؤازرة أهالي الشهداء والأسرى والجرحى، على أهمية هذه الأدوار، وإنما نهضت، بالإضافة إلى ذلك، إلى حمل السلاح وتنفيذ عمليات عسكرية، فنشطت معسكرات التدريب الخاصة بالنساء، ومن بينها تلك التي أنشأت في سورية فترة الستينيات، كما نشطت اتحادات المرأة والجمعيات التي ساندت الثورة ودعمتها.
نستطيع رصد تحولات مفصلية وأحداث كبيرة كان للمرأة الدور المهم في بنيتها، وهيكلتها، وأدواتها، إبان ثورة البراق ومقاومة الانتداب البريطاني على فلسطين وحتى حرب عام 1967. وفي هذه المقالة أعتمد على المصادر الأولية لرصد هذه الأدوار، مع التركيز على الصحف التي صدرت إبّان الانتداب البريطاني وحتى حرب عام 1948، مستهدفةً بالرصد والتحليل الموادّ المتعلّقة بموضوع المقال. كما يمكن اعتبار مقالتي هذه رصدًا لتبلور وعي الثورة الفلسطينية، كما يظهر في أدوار المرأة النضالية في الصحافة الفلسطينية.
المرأة في الصحافة الفلسطينية في عهد الانتداب
نستطيع القول، استنادًا إلى ما صدر أيام الانتداب من صحف فلسطينية تناولت النساء بالأخبار والمقالات والافتتاحيات، مثل: مرآة الشرق والصراط المستقيم والكرمل وفلسطين والطبل وغيرها، بأن دور المرأة النضالي برز منذ فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد ظهر هذا الدور في إسعاف المصابين، وجمع التبرعات، ومشاركة النساء في الحراكات والمطالبات والإضرابات العامة. ولكنه لم يبرز كثيرًا في الحركات الوطنية، والبنى والهياكل التنظيمية، إلا من خلال هيئات المجتمع المدني ومؤسساته، ولم يبرز كذلك في العمليات العسكرية. إذن، فوعي المرأة الثوري سابق على مرحلة حرب عام 1967، كما أن تحولات أدوارها الاجتماعية، ونشاطها على مستويات العائلة والتجارات الصغيرة، كان في الاتجاه نفسه مع التحوّل إلى العمل السياسي والمسلح كذلك. وقد برز ذلك جليًا في فترة مبكرة في النداء الذي وجهته صحيفة مرآة الشرق إلى النساء ودعوتهن إلى أن يتخذن أدوارهن ويساندن المقاومة بكل ما أوتين، من مواقعهن، "قام الرجال بواجباتهم ألا يجب أن نقوم بواجباتنا نحن النساء"[1].
مرآة الشرق، 14/11/1925.
وفي خبر تورده صحيفة الصراط المستقيم عن إرسال لجنة مؤتمر النساء في نابلس برقيةً احتجاجيةً على السلوك البريطاني بعد وعد بلفور إلى لجنة تحقيق بريطانية، يبرز دورٌ سياسيٌ تقوم به نساء المدينة في الأحداث الكبرى، بلغة سياسية تخاطب سلطات الانتداب في مرحلة حرجة لاحقة على وعد بلفور. في الوقت الذي شاركت النساء فيه بشتى وسائل النضال، كالاعتصام أو التظاهر أو المشاركة في الإضرابات.
الصراط المستقيم، 7/11/1929.
كانت ثورة عام 1929 نقطة التحول نحو بداية عهد جديد في حياة المرأة الفلسطينية التي وجدت نفسها أمام المسؤولية الملقاة على عاتقها، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال البريطاني المئات من الرجال، وهدمت مئات البيوت، وتركت مئات الأطفال بلا معيل بعد قتل آبائهم أو اعتقالهم، ممّا جعل مسؤوليات المرأة لا تقف عند المشاركة في النضال، وإنما لملمة شتات الأسرة في أوقات غاب فيها الرجل.
على إثر ذلك، نُظّم المؤتمر النسائي العربي الفلسطيني الأول بعد عقد اجتماعاته التحضيرية في بيوت كل من "متيل مغنم" و "طرب" وزوجها عوني عبد الهادي، و"سعيد الحسيني"، وهكذا عقدت النساء، ولأول مرة في تاريخ فلسطين - كما جاء في الخبر الذي أوردته صحيفة الجامعة العربية- مؤتمرًا نسائيًا في مدينة القدس في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1929. حضرته حوالي 300 امرأة فلسطينية، من القدس ويافا وحيفا وعكا وصفد ونابلس ورام الله وجنين وغيرها[2]. وكان هدف المؤتمر تنظيم الحركة النسائية في فلسطين للعمل على إنقاذ البلاد، ومساعدة العائلات المنكوبة، وقد عُدَّ المؤتمر النسائي العربي الفلسطيني الأول أساس الحركة النسائية في فلسطين. وجاء في قراراته أنه يتوجب على المرأة العربية في فلسطين أن تقوم بنهضة نسائية وطنية عربية أسوة بالأقطار الأخرى المجاورة، وأن تنهض بواجباتها الاجتماعية، والأدبية والاقتصادية.
الجامعة العربية، 28/10/1929.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 1929، بادرت اللجنة التنفيذية للسيدات العربيات إلى تأسيس جمعية عرفت بـ جمعية السيدات العربيات التي افتتحت فروعًا لها في مختلف المدن الفلسطينية، وبدأت بجمع التبرعات وكتابة العرائض والاحتجاج ضد ممارسات الحركة الصهيونية وانتهاكاتها. وفي مرحلة سابقة عليها أسست النساء "مشروع القرشين" لجمع التبرعات لدعم المقاومة، كما ذكرت صحيفة الطبل[3].
ألقت متيل مغنّم، عضو وفد المؤتمر النسائي العربي الفلسطيني، أمام المندوب السامي البريطاني، السير جون شانسلور، كلمةً باللغة الإنكليزية. وكذلك ألقت طرب عبد الهادي عقيلة عوني عبد الهادي كلمةً باللغة العربية. وقدّم الوفد مذكرةً للمندوب السامي لرفعها إلى الحكومة البريطانية، ورَدَ فيها: "نحن نساء فلسطين العربيات، حيث واجهنا صعوبات اقتصاديةً وسياسيةً، ورأينا أن قضيتنا لم تنل العطف والمساعدة التي تستحقها، قررنا أخيرًا أن نؤيد رجالنا في هذه القضية، تاركين كل الواجبات والأعمال الأخرى التي ألزمنا أنفسنا بها. هذا الوفد الذي يمثّل كل النساء العربيات في فلسطين يعرض أمام سعادتكم اعتراضاتهن وقراراتهن التي أقرها مؤتمرهن الأول، ونطلب كحق لنا أن تجاب مطالبنا"[4].
رفع الوفد إلى المندوب السامي مطالب وشكاوى أخرى، منها الاحتجاج على إساءة الشرطة البريطانية معاملة السجناء العرب، والاعتداء بالضرب على بعض الطلبة بالمدرسة الصلاحية في نابلس خلال الإضراب الذي نظّموه احتجاجًا على سياسة حكومة الانتداب. كما احتجّ الوفد على تبرّع حكومة الانتداب بعشرة آلاف جنيه للمستوطنين اليهود دون تخصيص أي مبلغ لمنكوبي العرب[5].
ولما عاد الوفد إلى النساء المجتمعات، انطلقت تظاهرة نسائية في مئة وعشرين سيارة جابت شوارع مدينة القدس، رغم اعتراض سلطات الانتداب على تنظيمها، وتوقفت أمام القنصليات الأجنبية المختلفة حيث قدمت إليها مذكرات بقرارات المؤتمر. وقد أثارت هذه التظاهرة حماسًا شعبيًا كبيرًا، وشكّلت نقطة انطلاق للتحرك الميداني للقطاع النسائي العربي في فلسطين.
ومن المساهمات النضالية النسائية كذلك ما أورده خبر في صحيفة فلسطين في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1932، بعنوان "المرأة العربية تستيقظ"، عن إلقاء الدكتورة لوريس ماهر، كلمةً نيابةً عن كلمة مندوبة فلسطين فاطمة مراد، في مؤتمرٍ عُقد بدمشق، تطلب فيه مؤازرة المرأة الفلسطينية.
فلسطين، 20/10/1932.
كما أوردت الصحيفة خبرًا عن المؤتمر النسائي الخامس، إذ أرسلت النساء الفلسطينيات برقيةً إلى المؤتمر يقلن فيها: "لا حياة للشرق إلا بنهضة نسائية شاملة، فَسِرْنَ جندياتٍ تحت راية القومية ومجاهدات في سبيل الحرية والاستقلال. فلسطين تحيي فيكن التضحية ..."[6].
صحيفة فلسطين، 27/5/1934.
وقد قامت النساء من خلال لجان السيدات العربيات بدور بارز في مرحلة الإضراب والثورة الكبرى (1936- 1939)، فكنّ يذهبن إلى المحاكم لحضور جلسات محاكمة الثوار المعتقلين، وذلك من أجل رفع معنوياتهم وإشعار السلطات بأن الشعب يقف إلى جانب هؤلاء الأبطال.
كما عقدت 600 طالبة اجتماعًا في الرابع من أيار/ مايو 1936 وقررن دعم الإضراب، واتخاذ الوسائل الضرورية للرد على مقاطعة البضائع العربية بمقاطعة البضائع اليهودية والأجنبية، والقيام بمظاهرات يوم 6 أيار/ مايو 1936[7].
وشاركت النساء، خلال فترة الانتداب، في نقل الأسلحة والذخيرة عبر نقاط المراقبة والتفتيش البريطانية من مكان إلى آخر، كما نشطت الجمعيات النسائية[8] في جمع التبرعات من المواطنين وتوزيعها على عوائل الشهداء والمعتقلين، وكانت النساء تحيك الملابس للثوار وتوصل المعونات إلى الجبال، وتشارك في نقل الطعام والماء والسلاح إلى المناطق التي يتمترس الفدائيون فيها في الجبال، إضافة إلى إسعاف الجرحى.
ولم يغب دور النساء خلال حرب النكبة، ففي عام 1947 شاركت النساء في المعارك، وساعدن العائلات الفلسطينية المنكوبة التي رُحِّلت من مدنها وقراها وفقدت مصدر رزقها، وأصبحت مهمة المرأة من خلال هيئاتها وجمعياتها، تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لأبناء اللاجئين الفلسطينيين، وافتتاح مراكز محو الأمية، وتعليم الخياطة والتفصيل وحياكة الصوف والاقتصاد المنزلي.
زهرة الأقحوان .. تجربة رائدة في القتال
وخلال فترة الانتداب أُسست فرقة "زهرة الأقحوان العربية"، وهي امتداد لـ "جمعية زهرة الأقحوان العربية"التي نشطت، والجمعيات النسوية اليافية الأخرى، في الاحتجاجات التي تلت قرار التقسيم. وفي إسناد المجهود الحربي في المدينة من خلال تأسيس فِرق إسعاف أولي، ومن خلال تجهيز الألبسة والأطعمة وتقديمها لمجاهدي الحامية في جبهات المدينة المختلفة[9].
وقد خرجت الفرقة في تظاهرة ضدّ قرار التقسيم وقالت فيها ناريمان خورشيد مخاطبةً المتظاهرات: "ساعدن رجالكن واشددنَ عزائمهم، فأنتنَّ بذلك إنمّا تعدن للأذهان نضال المرأة العربية في سالف أزمانها. فأين منّا هند المنتقمة، والخنساء المضحيّة، والسيدة عائشة رضي الله عنها المشجعة المواسية.. وبهذه المناسبة الآن أنتهز الفرصة لألفت نظر مواطناتي، راجيةً سرعة العمل وترتيب أعمالهن، لتكن كل سيدة على علم تام بما يجب عليها عمله.."[10].
الشعب، 5/12/1947. مهيبة خورشيد من اليمين وساذج نصار في الوسط وطرب عبد الهادي يسارًا
"وتُظهر تقارير الموقف اليومي للحامية والصحف اهتمام "زهرة الأقحوان" بالمشاركة الفعلية في القتال إلى جانب مجاهدي الحامية، خصوصًا في منطقة الجبالية، وهي المنطقة التي شاعت فيها خلال الأسابيع الأولى للمعركة مشاركة نسائها في بناء التحصينات. ووفقًا لشهادة مهيبة خورشيد، فإنّ تحوّل الجمعية إلى النشاط العسكري بدأ بمبادرة منها ومن شقيقتها ناريمان، إثر مشاهدتها لسقوط طفل برصاص قناص من بات يام"[11]. ويرد في وثائق حامية يافا، ما سُجّل في تقرير الموقف اليومي لمنطقة كرم صوّان ليوم 13 شباط/ فبراير 1948، أن سيدات "الأقحوان العربية"قُمن بأحسن واجب للمرأة العربية، فكُنّ يُجرين الإسعافات الطبية، وعلاوة عن هذا كُنّ يرافقن المجاهدين، ويحملن لهم الذخيرة، ويُحمّسنهم على الشجاعة، علاوةً على شجاعتهن الباسلة. كما سُجّل في التقرير خبر نشرته صحيفة فلسطين، في عددها ليوم 4 شباط/ فبراير، تحدّثت فيه عن آنستين تابعتين لفرقة "زهرة الأقحوان العربية"، تركتا منزليهما إلى ميدان النضال في جبهة الجبالية، حيث حملتا سلاحيهما وسارتا جنبًا إلى جنب مع المناضلين في الحركات الهجومية، بعد أن رفضتا العمل في خطوط الدفاع الخلفية[12].
صحيفة الشعب، 12/12/1947
واستمرارًا للأدوار النضالية السياسية للتجمعات النسوية الفلسطينية، فقد أرسلت السيدات الفلسطينيات برقيةً إلى رئيسة المؤتمر الخامس للسيدات العربيات الذي عقد في بيروت عام 1949 يقلن فيها: "لا حياة للشرق العربي إلا بنهضة نسائية شاملة، فسرن جنديات تحت الراية القومية العربية.."[13].
الدفاع، 4/9/1949
ونشرت صحيفة الدفاع في 4 أيلول/ سبتمبر 1949 بيانًا من رئيسة مكتب الاتحاد النسائي العربي الفلسطيني، تقول فيه: "إن المرأة العربية الفلسطينية لا يسعها أمام هذا الظلم المميت إلا أن تقف مع المناضلين صفًا لتدرأ عن فلسطين هذا الاعتداء وتعرف الظالمين..."[14].
وهنا إّنما تُعلِم المرأة الفلسطينية، مهما اختلف موقعها أن دورها حتى في لغة الخطاب السياسي واضحة، وليس فقط على أرض المعارك. وقد تطور هذا الدور النضالي، كما تبرزه الصحف الفلسطينية، التي تناولتها في هذا المقال، والذي لم يقتصر على لملمة الجراح وتوصيل الغذاء للمقاتلين، فقد برز دور المرأة منذ مرحلة الانتداب البريطاني، في مؤتمراتهن، وندواتهن، واعتصاماتهن، في مقاومة وعد بلفور وما تلاه من حوادث. ونلاحظ حين إنعام النظر في الدراسة أن الدور النضالي لم يكن بارزًا على صعيد المقاومة المسلحة، وهو ما تدل عليه تجربة جمعية زهرة الأقحوان، حيث تقول الروايات إن طلب تدريبهن على السلاح ومشاركتهن في المعارك قد رفضت. ولكننا في حوادث أخرى نرى أن مهمات أخرى كانت تقع على عاتقهن، فنجد وجيهة الحسيني، على سبيل المثال، تتحمل مسؤولية، إعانة المقاتلين؛ غذاءً ولباسًا وإيواءً. ونرى وديعة خرطبيل وساذج نصار وطرب عبد الهادي ومتيل مغنم، يتخذن أدورًا سياسيةً ونضاليةً بارزةً في مؤتمر السيدات العربيات، والمؤتمرات النسائية الفلسطينية.
وإنني لا زلت أعتقد أن الكتابة عن تجارب النساء الفلسطينيات وأدوارهن قليلة في بياناتها وموادها الأولية والثانوية، وإن مهمة تقصي حضورهنّ وأدوارهنّ وموقعيتها يحتاج جهدًا مكثفًا، إذ إنّ فعل الكتابة عن المرأة بالرغم من صعوبته لأسباب عديدة، يثبت حضورها وفاعليتها من كل المواقع.
[1] "جاء دور النساء: نداء إلى نساء فلسطين"، مرآة الشرق، 14/11/1925.
[2] الجامعة العربية، 28/10/1929.
[3] الطبل، 26/6/1922.
[4] "مؤتمر السيدات: وطنية السيدات الملتهبة"، الجامعة العربية، 28/10/1929.
[5] المرجع نفسه.
[6] "نساء فلسطين والمؤتمر النسائي الخامس"، فلسطين، 27/5/1934.
[7] الدفاع، 5/5/1936.
[8] من أبرز هذه الجمعيات "الرابطة النسائية"، و"جمعية النهضة للسيدات نجدة الفتاة"، و"السيدات العربيات في يافا"، و"جمعية رعاية الطفل"، و"جمعية السيدات الأرثوذكسية"، و"جمعية أخوية بنات مريم"، و"جمعية التضامن الاجتماعي النسائي"، و"جمعية السيدات الإنجيلية"، و"النادي العربي للسيدات"، و"جمعية الشابات المسيحية"، و"جمعية بنات مار يوسف"، و"جمعية سيدة البشارة"، و"جمعية مستشفى السل الأرمنية"، و"جمعية كوكب الإحسان"، و"جمعية أخت البوساء المسيحيات"، و"فرقة زهرة الأقحوان العربية"، ينظر بلال شلش، يافا.. دم على حجر ٌ حامية يافا وفعلها العسكريّ (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2019)، ص 205.
[9] الشعب، 2/12/1947.
[10] شلش، ص 206.
[11] المرجع نفسه، ص 209
[12] يتعارض هذا مع ما نُشر في تقرير الموقف اليومي الذي يقول إن مشاركة الفرقة اقتصر على عمليات الإسعاف والدعم اللوجستي. إذ أرسل قائد منطقة الجبالية، عبد الباري الهسي، تكذيبًا لكل ما نُشر. وهاجم أي توجه لإشراك النساء في العمل العسكري المباشر. ووفقًا لرسالة من مهيبة خورشيد إلى الحاج أمين الحسيني، فإنّ سبب توقف نشاطهنّ العسكري المباشر عائد إلى توجه قائد الحامية الجديد عادل نجم الدين، ورفض الهسي لنشاطهن. وهو ما أيّده عليه قائد المنطقة الوسطى الغربية حسن سلامة. وكان موقف نجم الدين هذا بخلاف توجه عبد الوهاب الشيخ علي، القائد السابق للحامية الذي أسند نشاطهن. لاحقًا لهذا التوجه الجديد من الهسي وقيادة الحامية، سعت مهيبة خورشيد لتجاوزه بالشكوى إلى الحاج أمين الحسيني في 16 آذار/ مارس 1948، لكن يظهر أنّ هذه الشكوى لم تؤتِ ثمارها. وإثر ذلك تحوّلت الأختان خورشيد من العمل العسكري المباشر إلى النشاط السياسي العام، وكان أبرز أوجهه تأليفهما وفدًا سافر إلى المملكة الأردنية لمقابلة ملكها، وإلى سورية لمقابلة الهيئة العربية العليا واللجنة العسكرية، للحديث عن يافا وبطولاتها وجهادها، وخصوصًا جهاد المرأة والفتاة في الإسعاف ونواحي النضال المختلفة، ينظر: المرجع نفسه، ص 109.
[13] "نساء فلسطين والمؤتمر الخامس"، صحيفة فلسطين، 27/5/1934.
[14] "عزم نساء فلسطين الصارم على التضحية والنضال"، الدفاع، 4/9/1949.