وعد بلفور... تدشين الدور المركزي للدول الكبرى في مأساة فلسطين
قال الشاعر إبراهيم طوقان في ذم وعد بلفور والدعوة إلى الثورة عليه:
اخسأ بوعدك لن يضير َ الوعـد شعبًا هبَّ ناهض
لا تنقضِ الوعد الذي أبرَمْتهُ فله نواقض
ويلٌ لوعد الشيخِ من عزمات آسادٍ روابض
اتضيع يا وطني وها عرق العروبة فيَّ نابض
فلأذهبنَّ فداءَ قومي في غمار الموت فائض
تأتي الذكرى السنوية المئة والسبعة لصدور وعد بلفور في ظل تجاهل دولي فاضح للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أكثر من عام، وبتوجيه ودعم الولايات المتحدة غير المحدود لدولة الاحتلال لترتكب ما تشاء من الفظائع دون الخشية من عقاب ولا عتاب، الأمر الذي يشير بوضوح إلى استمرارية فعلية لدور الدول الكبرى المركزي في مأساة فلسطين والذي مثَّلته بريطانيا قبل عقود مضت، ثمَّ ورثته عنها الولايات المتحدة حتى يومنا هذا.
صدر تصريح بلفور في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، وهو رسالة رسمية موجهة من آرثر بلفور Arthur James Balfour وزير خارجية بريطانيا، إلى اللورد ليونيل والتر دي روتشيلد Lionel Walter Rothschild (من زعماء اليهود في بريطانيا، ومصرفي، وعالم حيوان، وعضو برلمان عن المحافظين)، يتعهد فيها بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد طلب بلفور من روتشيلد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في بريطانيا وإيرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة الصهيونية.
وعد بلفور.. محطة في مسار استعماري طويل هدفه فلسطين
جاء وعد بلفور تتويجًا لجهد تيار في السياسة والثقافة البريطانيتين، ركَّز على استيعاب اليهود في المشروع الاستعماري البريطاني، وهو جهد امتد لعقود سابقة على تأسيس الحركة الصهيونية، وكان جزءًا من مشهد دولي عام اتسم بحدوث تغيرات وتفاعلات كبرى تضمنت اتفاقيات سرية وحروب طاحنة، أعادت بها الدول الكبرى تشكيل منطقتنا، وأسست لمرحلة ستستمر حتى يومنا هذا، كما أنَّه أتى بعد سلسلة طويلة من الجهود السياسية والعسكرية الهادفة لبسط النفوذ البريطاني على فلسطين.
بدأت بريطانيا بمد نفوذها في فلسطين منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث افتتحت القنصلية البريطانية في القدس عام 1838، وشرع بعض الساسة البريطانيون بالإعلان عن رؤيتهم الجديدة لمستقبل فلسطين، فكتب اللورد بالمرستون Lord Palmerston رئيس وزراء بريطانيا للسفير البريطاني في الآستانة عام 1840، رسالة يوضح له فيها بأن "عودة اليهود إلى فلسطين باتت قريبة، وإن بريطانيا أصبحت مسؤولة عن مشروع إسكان اليهود في فلسطين". وبعد خمس سنوات بدأت بريطانيا بالضغط على الدولة العثمانية من أجل طرد الفلسطينيين من فلسطين وإسكان اليهود مكانهم، ثمَّ قامت عام 1888 بمنح الحماية البريطانية لعائلات يهودية للتغلب على القوانين العثمانية التي حدَّت من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، عقد الساسة البريطانيون سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي الحركة الصهيونية لبحث مستقبل الوجود الصهيوني في فلسطين، وقد عقد اجتماع بهذا الشأن عام 1914 بين حاييم وايزمان Chaim Azriel Weizmann (يهودي بيلاروسي، عالم كيميائي، رئيس الوكالة اليهودي، أول رئيس لدولة الاحتلال)، ووزيرين بريطانيين هما: لويد جورج David Lloyd George وهربرت صامويل Herbert Louis Samuel (أول وزير يهودي في الحكومة البريطانية) لبحث توطين اليهود في فلسطين، وفي العام ذاته قدَّم هربرت صامويل مذكرتين لرئيس الوزراء البريطاني يطالب فيها بريطانيا باحتلال فلسطين وفتح باب الهجرة لليهود، والتمهيد لتأسيس دولة يهودية فيها تحت إشراف بريطانيا، وعقد اجتماع آخر بين حاييم وايزمان وناحوم سوكولوف Nahum ben Joseph Samuel Sokolow (يهودي بولندي، رئيس المنظمة الصهيونية بين عامي 1931-1935) مع السير مارك سايكس Sir Tatton Benvenuto Mark Sykes عضو مجلس الحرب البريطاني الذي أبلغهما بأن بريطانيا تنظر بعين العطف للمساعي الصهيونية لإعلان فلسطين وطنًا لليهود، ثمَّ توالت الاجتماعات التي جذَّرت الرؤى المشتركة لمستقبل فلسطين بين الحركة الصهيونية وبريطانيا.
صياغة النص
تكون نص الوعد من 67 كلمة، وقد شارك عدد من الساسة البريطانيين والصهاينة في صياغته. تولى ناحوم سوكولوف كتابة مسودة للوعد في حزيران عام 1917، وقدَّم الصهاينة في تموز مسودتهم، إذ تضمنت "إعادة تكوين فلسطين لتصبح الوطن القومي لليهود"، وفي آب/أغسطس وضع السياسي البريطاني اللورد ألفرد ميلنر Alfred Milner تعديله، وأضاف" إقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين"، ثمَّ إنَّه كتبَ مسودة ثالثة بالتعاون مع ليوبولد إيمري Leo Amery (سياسي بريطاني، وزير المستعمرات) أدخلا فيها الإشارة إلى حقوق غير اليهود، وأزيل من التصريح التزام بريطانيا بالتباحث مع المنظمة الصهيونية، ولعب مارك سايكس دورًا هو الآخر في صك النص، بالإضافة إلى السياسي البريطاني أورمسبي – غور William Ormsby-Gore، إلى أن أُقرت الصيغة النهائية للوعد في 30 تشرين أول/ أكتوبر عام 1917، وقام السير مارك سايكس بمغادرة اجتماع حكومة الحرب الإنجليزية في 31 من تشرين أول/ أكتوبر لإخبار حاييم وايزمن بمصادقة الحكومة على التصريح، وصدر الوعد بعد ذلك بيومين، ونُشر متنه في الصحافة البريطانية في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، أي بعد يومين من احتلال البريطانيين مدينة غزة.
لماذا أصدرت بريطانيا وعد بلفور؟
لم يأتِ وعد بلفور من فراغ، ولا كان نزوةً ارتكبها ساسة بريطانيون في لحظة طيش سياسي، بل كانت له أسبابه العميقة ودوافعه الدقيقة، نشير إلى بعضها في هذه السطور.
عبَّر الوعد حين صدوره عن رؤية جزء رئيس من النخبة السياسية البريطانية لمصالح بريطانيا ولسبل الحفاظ عليها، من هنا يأتي الربط بين الوعد ومصالح بريطانيا في قناة السويس، إذ افترضت تلك النخبة أن للصهاينة في فلسطين دور مستقبلي مهم في المحافظة عليها، فالمستوطنون الصهاينة سيعتبرون ضمن هذه الرؤية "جماعة وظيفية" تخدم السياسة الاستعمارية البريطانية، وفي نفس السياق يذهب البعض إلى ربط صدور الوعد بمجريات الحرب العالمية الأولى والاستراتيجية البريطانية لتحقيق الانتصار، فيقال عن رغبة بريطانيا في الحصول على دعم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة لدفع الأخيرة للاشتراك في الحرب الى جانب بريطانيا، ومكافأة حاييم وايزمن لمشاركته في الصناعة الحربية أثناء الحرب، والسعي لتعديل اتفاقية سايكس بيكو التي تجعل الجزء الأكبر من فلسطين بإدارة دولية.
وهنالك أسباب دينية - فكرية، مرتبطة بإيمان بعض الساسة البريطانيين من البروتستانت والإنجليكانيين بأن كتاب العهد القديم يضمن حق اليهود في فلسطين، واعتقدوا بفكرة تجميع اليهود في فلسطين تمهيدًا لنزول المسيح وتمسيحهم، ورأوا في السياسة البريطانية الخاصة بفلسطين تطبيقًا عمليًا لهذا الإيمان، كما أن الحديث يدور عن أسباب داخلية لها علاقة ببنية المجتمعات الأوروبية وبفكرة التخلص من يهود أوروبا وروسيا التي راودت الكثير من الساسة والمفكرين الأوروبيين والروس في تلك الفترة، ويقال عن سبب آخر له علاقة بجهود رواد الحركة الصهيونية في إقناع الساسة البريطانيين بتبني الوعد، وعادة ما يشار هنا إلى دور حاييم وايزمن.
الوعد والعرب.. خداع بريطانيا لحلفائها
تحالف جزء من القوى السياسية والاجتماعية العربية مع بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وقد منحتهم من أجل ذلك عهودًا وأطلقت تصريحاتٍ، فهمها بعضهم بأنَّها معاكسة لما جاء في وعد بلفور وملغيةً له منها: "مراسلات الحسين – مكماهون "(1915-1916)، و"تأكيدات ديفيد هوغارث" في كانون الثاني/ يناير 1918، و"التصريح البريطاني للسوريين السبعة" في حزيران/ يونيو 1918، و"التصريح البريطاني الفرنسي" في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1918 بعد استكمال احتلال فلسطين، بالإضافة إلى تفسير هربرت صمويل للوعد، الذي أفصح عنه في خطاب ألقاه في حزيران/ يونيو عام 1921، حيث طمأن العرب، ثم التفسير الثاني الذي أعد بنفسه مسودته، وعُرف بكتاب تشرشل الأبيض عام 1922. وفي هذه التصريحات والتفسيرات نرى تأكيدًا بريطانيًا على الالتزام بالحقوق السياسية والاقتصادية للفلسطينيين والعرب وبعدم الإضرار بها، لكن السياسة البريطانية الواقعية في فلسطين عاكست كل هذه التصريحات والتفسيرات، وبدا واضحًا أن بريطانيا مارست خداعًا أضر بالعرب عمومًا وبالفلسطينيين على وجه الخصوص.
الوعد.. خطوات بريطانية على طريق تطبيقه
اتخذت بريطانيا عدة إجراءات من شأنها تسهيل تطبيق الوعد، إذ حصلت على غطاء دولي لاحتلالها لفلسطين، حين عُيِّنت دولة منتدَبة على فلسطين في 24 تموز /يوليو عام 1922، فأدخلت نص الوعد في وثيقة الانتداب، وجوهر فكرة "الانتداب" وفق ميثاق عصبة الأمم ينص على أن تقوم القوة المنتدبة بمساعدة الشعب تحت الانتداب على بناء مؤسساته السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وتهيئته للحصول على الاستقلال، وهو ما لم تلتزم به بريطانيا إطلاقًا تجاه شعب فلسطين، وإنما التزمت بتطبيق الشق المتعلق بوعد بلفور الذي يشير إلى إنشاء "وطن قومي لليهود في فلسطين"، كما أنَّها لم تلتزم بشقه الثاني الذي يتضمن عدم الإضرار بحقوق الفلسطينيين.
لقد تعمدت بريطانيا تعيين مسؤولين وموظفين بريطانيين مؤيدين للصهيونية في فلسطين، وحكمت فلسطين حكمًا استعماريًا مباشرًا على عكس توجهاتها في المستعمرات الأخرى، إ1 كانت تقوم باستخدام حكام محليين يتبعون سياستها ويعملون تحت سقفها كما جرى في الأردن والعراق على سبيل المثال، وكان المندوب السامي هو الحاكم المطلق في فلسطين، وفي الوقت نفسه رفضت بريطانيا بإصرار تشكيل حكومة فلسطينية ولو تحت إشرافها، كما رفضت عقد انتخابات برلمانية تمثّل بشكل صحيح سكان فلسطين. وتحكمت بكافة الوزارات والمؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية في فلسطين؛ وتولى إدارتها بريطانيون، وحُرم الفلسطينيون من تأسيس قوة عسكرية تتمكن من حمايتهم وحماية البلد بعد الانسحاب البريطاني، وأعادت بريطانيا تشكيل وبناء النظام القضائي والقانوني بما يتوافق مع سياستها في فلسطين، وبما يعطيها الغطاء لقمع الثورات والانتفاضات، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم، وتسهيل الهجرة والاستيطان اليهودي وتحويل ملكية الأراضي.
وعلى الرغم من أن بريطانيا من الناحية الرسمية التزمت بإنشاء "وطن قومي لليهود"، وهو مصطلح فضفاض، لا يعني بالضرورة إنشاء دولة لليهود، إلا أنَّها عمليًا كانت تسعى لإنشاء دولة لليهود في فلسطين. ففتحت المجال للصهاينة لبناء مؤسسات الدولة، فأنشأوا الوكالة اليهودية التي كانت تقوم بمهام مشابهة لمهام الدولة، ودعمت أو سمحت أو سكتت عن إنشاء قوات عسكرية وشبه عسكرية يهودية صهيونية كالهاغانا، وفتحت للصهاينة المجال لتكوين كتلة بشرية قادرة على إنشاء دولة، إذ تضاعف عدد اليهود في فلسطين تحت الحكم البريطاني 12 مرة، فقد كان عام 1918 حوالي 55 ألفًا، وأصبح عام 1948 حوالي 650 ألفًا سنة 1948 (من 8% إلى 31.7% من السكان) وتضاعفت ملكيتهم للأراضي من نحو 1.8% إلى 6% من أرض فلسطين.
الموقف الفلسطيني من الوعد
بدأ خبر الوعد بالانتشار في فلسطين بعد أيام من إعلانه، وأثناء المعارك الطاحنة في فلسطين بين القوات البريطانية والعثمانيين، وقد علم الفلسطينيون به من العثمانيين، وجاء الكشف عنه في إطار محاولات العثمانيين استمالة أهل فلسطين لمعاونة جيشها، فعلى سبيل المثال عرف أهل نابلس بالوعد من قادة الجيش العثماني المرابطين وفق رواية مؤرخ نابلس إحسان النمر.
اتسم الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي بالرفض الجذري للوعد، وقد استغل الفلسطينيون ذكرى الوعد كل عام للتعبير عن رفضهم له، كما ضمَّنوا هذا الرفض في مقررات مؤتمراتهم، وفي شهاداتهم أمام اللجان الدولية والبريطانية مثل كينج كرين عام 1919، ولجنة شو 1929، ولجنة بيل 1937، وفي المواقف الرسمية التي صدَّرتها الحركة الوطنية بأجسامها المختلفة، وجاء الرد الفلسطيني العملي الرافض للوعد جليًَّا، وذلك بإعلان الاضراب في ذكرى صدور الوعد، ثم إشعال الثورات المتلاحقة واستهداف الاحتلال البريطاني والمشروع الصهيوني في فلسطين.
وتزخر الصحف الفلسطينية في سنوات الاحتلال البريطاني بالمقالات والأشعار التي تندد بالوعد، إذ اعتبرته نموذجًا للغدر والخيانة والظلم والعدوان، وتعبيرًا على أن بريطانيا ومخططاتها في فلسطين هي أس البلاء.
ونختم بقصيدة لعبد الرحيم محمود ندَّد بها بوعد بلفور ودعا إلى الثورة عليه، حيث قال:
بلفورُ ما بلفورُ ماذا وعدُهُ لو لم يكن أفعالنا الإبرامُ
إنا بأيدينا جرحنا قلبنا وبنا إلينا جاءت الآلامُ
قل لا واتبعها الفعال ولا تخَفْ وانظر هنالك كيف تُحنى الهامُ
اصهرْ بنارك غِلَّ عنقك ينصهر فعلى الجماجمِ تُركز الأعلامُ
وأقم على الأشلاء صرحك إنما من فوقه تُبنى العلا وتقـامُ
هذي طريقك للحياة فلا تحد قد سارها من قبلك القسام
خاتمة
جرت مياه كثيرة في نهر القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور، ودخل المشروع الصهيوني، منذ ذلك التاريخ عدة أطوار، كان من أبرزها الإعلان عن قيام دولة الاحتلال عام 1948 على 78% من أرض فلسطين، وتهجير الجزء الأكبر من شعب فلسطين، ثمَّ احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967، وارتكاب الإبادة الجماعية بحق أهل فلسطين دون أدنى تردد، في المقابل أشعل الفلسطينيون الثورات والانتفاضات في وجه المشروع الصهيوني، وسجَّلوا في أكثر من محطة نقاطًا غاليةً عليه، وأثبتوا حيويتهم، وجدارتهم في التحدي، رغم أنَّهم في أغلب وقتهم كانوا وحيدين في ميدان المواجهة، يصارعون إرادات دول كبرى تتآمر عليهم.
لقد دشَّن وعد بلفور مرحلة جديدة في مواقف الدول الكبرى من فلسطين ومن صناعة مأساتها، وعبَّر عن التزام بريطانيا ومن بعدها الولايات المتحدة في الوقوف مع المشروع الصهيوني ورفده بما يبقيه حيًَّا وفاعلًا، لكنَّ صدوره أدى إلى انبعاث ثابت آخر من ثوابت القضية الفلسطينية عنوانه موقف فلسطيني مبدئي رافض للظلم الواقع على فلسطين وأهلها، ودائم التحفز للثورة على المشروع الصهيوني.
المراجع:
1. سحر الهندي، التأسيس البريطاني للوطن القومي اليهودي فترة هربرت صموئيل 1920-1923، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2003.
2. ماهر الشريف (تحرير)، مئة عام على تصريح بلفور الثابت والمتحول في المشروع الكولونيالي إزاء فلسطين، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2019.
3. الموسوعة الفلسطينية، القسم العام، المجلد الأول (أ-ث)، بيروت، هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984، ص 415-418.