المُلثّم.. وَجهُ الأمّة المُقاوِم

المُلثّم.. وَجهُ الأمّة المُقاوِم
تحميل المادة

 يتربع "أبو عُبيدة"، النّاطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، على عرش الإعجاب والمديح في معركة طوفان الأقصى، ويحضر اسمه باعتباره رمزًا للبطل المُقاوم القويّ الصّادق. وفيه قيلت الأشعار والقصائد وله نظمت الأغاني والمدائح، وفي الثناء عليه انشغل متابعو خطاباته ومنتظروها من مُحبّي المقاومة وأنصارها. كما أُبدِعَ في تحويل مقتطفاتٍ من خطاباته لفيديوهات ومحتوى بصري برسائل ومضمون مؤثر. وتصدر اسمه منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ورفعت صوره في العالم باعتباره بطلًا شَعبيًا، وأيقونة نضالية ترمز لفلسطين.

  "المُقاوم المُلثم"؛ عَلمَ المعركة ورمز المقاومة المنتصرة، والمجهولٌ الأشهر في المرحلة، الذي لا نعرف منه إلا أثر خطابه وقوّة بيانه. فمن هو "أبو عبيدة القسام؟ وأيّة رمزية تحملها كوفيته الحمراء؟ وكيف تَكَثّفت كُلُّ الصور والدّلالات في اطلالته التي لا يظهر منها سوى عينيه وحركة بنانه.

●      خَلفَ الكوفية.. رجال الأزمنة كُلها   

   بدأ ظهور المُلثم "أبو عبيدة" برمزيته العالية باعتباره ناطقًا عسكريًا باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد إعلانه تمكن المُقاومة من أسر جندي صهيوني في العام 2006، وإن كان ظهوره الأول سبق ذلك كما تُشير أدبيّات الحركة وفيديوهات جناحها العسكري.

 كانت لحظة إعلانه وجود أسيرٍ في يد المُقاومة هي التحول الفارق الذي أظهره قوةً فاعلة تعكس حجم القوة وحُسن إدارة المعارك، مُتجاوزًا بذلك حضوره الشخصي واسمه ومن يكون خلف الكوفية. الأمر الذي كثّفه جهاز الإعلام العسكري لكتائب القسام في هذه المعركة من خلال ما بثّه من فيديوهات طوال الحرب، حيث أدار المحتوى البصري بوعي وذكاء عالٍ، ليصبح المُلثم بكوفيته الحمراء رمزًا دالًا على انتصار المقاومة وأيقونة شَعبية لها أثرُ الحضور وقوّةِ التّأثير.

   في البحث عن دلالة الكوفية الحمراء في حالة أبو عبيدة، نجد في تاريخ المقاومة الإسلامية في فلسطين صورًا لهذه الكوفية وارتباط ظهورها بقادة المقاومة ورموزها منذ الانتفاضة الأولى، بدءًا من الشهيد عماد عقل أحد أبطال القسام في مراحلها الأولى، ثم المهندس الشهيد يحيى عيّاش الرجل المحوري في تاريخ القسام، وليس أخيرًا القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، الذي ظهر في مقابلة مصورة نادرة وهو يخفي وجهه بالكوفية الحمراء. وبهذا يُمكننا القول: إنّ الكوفية الحمراء في حالة كتائب الشهيد عز الدين القسام هي تَكثيفٌ لصورة الأبطال والرجال القادرين على عبور الأزمة كلها بفعلهم غير المسبوق. 

  وفي البحث أيضًا عن عمق الدلالة في ارتباط الكوفية الحمراء بِمُلَثّمي حركة حماس، فإننا نجد بدايات الظاهرة قد تشكلت في الانتفاضة الأولى وذلك سعيًا منهم لإخفاء ملامحهم ومنع الاحتلال من معرفتهم وتعقبهم، ولذا كانت الكوفية وسيلتهم، أما كونها كوفية حمراء فلعلَّ مرد ذلك تمايُزهم عن رجال الكوفية البيضاء التي ارتبطت بحركة فتح ورمزها الأهم الشهيد ياسر عرفات. 

 ويمكننا الذهاب بعيدًا في دلالة الكوفية لحركات المقاومة الإسلامية، ذلك أن التاريخ الإسلامي حافلٌ بِسِيَرِ المقاتلين المُلثمين منذ فجر الإسلام، أولئك الذين أخفوا وجوههم عن الناس وتركوا لفعلهم أن يتحدّث عن بطولاتهم وجهادهم.

   وقد يكون في سيرة أبو حرب تميم اللخمي الملقب بـ "المبرقع اليماني" الذي قاد ثورة الفلاحين في فلسطين ضد الحكم العباسي في سنوات 226 هـ-227هـ/ 840م-841م، ما يُلهم كثيرًا من المُقاتلين الفلسطينيين الذين يُخفون وجوههم عَمّن يرصدهم ويتعقّبهم، ذلك أن الرجل أخفى وجهه بلثامٍ وانطلق ثائرًا ضد الدولة العباسية.

  كما نجد حضور الكوفية بألوانها المُتعددة في الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، وما رافقها من قرارٍ بإلزام سكان المُدن بارتدائها أُسوةً بالفلاحين عماد الثورة الذين يخفون وجوههم بالكوفية عند تنفيذ المهمات القتالية ضد الجيش البريطاني. ولعل التكثيف الأهم لرمزية الكوفية في فعل المقاومة قد بدأ مع انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في ستينات القرن الماضي، واستخدام الكوفية البيضاء من قبل الفدائيين لإخفاء وجوههم، ثم بروز كوفية أبو عمار باعتباره رمزًا فلسطينيًا دالًا على القضية قبل أن تتحول لرمز ثقافي فقط بعد اتفاق أوسلو.

 إذًا فالكوفية هي أحد رموز المُقاومة التي تتجدد ويتواصل أثرها المُرتبط بالفلسطيني المُقاوم، وفيها تعبير عن صورة البطل الخفي غير المعروف وجهًا واسمًا. وفي حالة المُلثّم "أبو عبيدة" جاءت الكوفية تكثيفًا عاليًا لكل دلالاتها ووظائفها باعتبارها رمزًا نضاليًا وليس ديكورًا سياسيًا ذا بُعدٍ ثقافي، وفي حضورها على وجه الناطق العسكري ذكاء بعزل شخصه الحقيقي وإخفاء لغة الوجه ودلالته لتكون القوة في هيبة كوفيته وما يقوله فقط، ولأجل ذلك نجح أبو عبيدة بِلِثامه ليكون خلاصة الرمز وكثافته أيقونة حقيقيَّة وبطل مثالي.

  وفي حرب الرموز ودلالاتها نجحت كوفية أبو عبيدة بصناعة أيقونة لا تهزم، فإن غاب الشخص أو استشهد، تبقى الرمزية المتولدة والمنتجة لهذه الحالة الفريدة، وهو ما يسحب البساط من تحت أقدام العدو ويجرده من فاعلية سلاح الاغتيال لهؤلاء الرموز، ولذا تبذل دولة الاحتلال جهدًا كبيرًا في خلق هوية حقيقية للملثم وتحاول التركيز على أنه شخص معروف الاسم والهوية، وذلك لتبطل قوة الخفاء التي يمكن أن تتجدد في غيابه باعتباره شخصًا، ويبقى أثر حضوره في نجاح الفكرة والنموذج.

 

●      لُغة المُعْجِم المُبْتَكَر

  تتجاوز اللغة عند "أبو عبيدة" دوره باعتباره ناطقًا عسكريًا، فهو متمكن وبليغ، ولغته رصينة ونطقه سليم، ويستحضر من الإرث الديني والتاريخي والوطني واللغوي ما يشحن به خطابه المُعد بوعي مُكثف الرسالة وعالي الشحنات الإيجابية. ولا يفوته انتقاء الإشارات والدلالات والصور المرتبطة بسياق المواجهة وقضية فلسطين، ولأجل ذلك تجاوزت خطاباته دورها ووظيفتها العادية لناطقٍ عسكري، فاللغة هُنا بما فيها من إبداع سردي وانتقاء ذكي ومضمون بليغ مع مهارة خطابية في تحديد مستوى الصوت وحدة النبرة وعلوها عند التهديد، كل ذلك يؤدي دورًا تكامليًا يُكثف وظيفة اللثام في شخصيّة المُقاوم البطل الذي يستطيع أن يُقنعنا بِفعله، ويبهرنا بجمال طلته، ويسحرنا بمنطق لغته.  

  وفي حالة "أبو عبيدة" لا يختلف اثنان بأن لغة المُثلم ساحرة ومُبتكرة ومُحيطة، وأنها أخذت برقاب القوافي فوجدت طريقها لقلوب الناس وعقولهم، فاحتفوا بها وانشغلوا بتتبع منطقها ودلالة المصطلحات التي يستحضرها، ولذا صح في لغته القول: "إن من البيان لسحرًا".

ساحرية اللغة عند "أبو عبيدة" منبعها رصيد الفعل الذي تأتي رديفًا له، فتخرج من كونها كلمات مُبتكرة لتتحول إلى مصطلحات عامة في معجم الاشتباك والمواجهة، وهذه البلاغة الخطابيَّة الفذّة جعلت عباراته مضربًا للمثل، فتارة يأتينا بمصطلح "لا سمح الله"، وأخرى: "أتتوعدنا بما ننتظر يا ابن اليهودية"، وقوله عن قصف تل أبيب بأنه: "أسهل من شربة الماء"، وتهديده للاحتلال بأن عليهم أن "يقفوا على قدم واحدة". بل إنّ مُعجمه المُبتكر بالِغُ الذكاء في تكثيف معانٍ بعينها، مثل وصفه للنبي صلى الله عليه وسلم بـ "المُجاهد الشهيد"، ومثلها: "إنه لجهاد نصرٌ أو استشهاد".

 ومن خلال تتبعي لخطابات "أبو عبيدة" في معركة طوفان الأقصى أجد أنه يؤطر مصطلحات المقاومة ويثبت لغتها القتالية، فينتج لنا مُعجمًا لغويًا في ثقافة المواجهة والاشتباك، ومن ذلك كلماته: زُمرة، عُقد قتالية، محاور الاشتباك، إصابات محققة، هجوم مُركّز، الدفاع والتصدي، إعطاب وتدمير، إخراجها عن الخدمة، المسافة صفر، الانسحاب بسلام، التمركز والاشتباك، الخطط العملياتية، إشارات الهجوم، السواعد الضاربة، الضربات الموجعة، إدارة القتال.. الخ. وهذه المصطلحات والكلمات فيها من احاطة عالية باللغة وبالفعل العسكري معًا.

  وفوق ذلك يمتلك الرجل مصداقية عالية وينتقي كلماته بأمانة فيقول: "نُرجح"، "نعتقد"، و"نُقدر"، وعند الحديث عن احصائيات تدمير آليات العدو يستخدم: "دُمرت كُليًا أو جزئيًا"، وهذه ميزة للخطاب المُقاوم؛ إذ تحرص المقاومة على الصدق المُطلق مع الجماهير وتشركهم في كل تفاصيل الميدان دون تهويل أو مبالغة.

 بل إنّ مما يُثير الاهتمام أيضًا في خطابات الناطق العسكري وكلماته تلك النّصوص التي يستشهد بها من القرآن الكريم أو الحديث النبوي، أو مأثور القول، ذلك أن هذه الاقتباسات الذكية والمُوفّقة تأتي وفق تناسق بالغٍ لخدمة رسالته المحكية وتعزيز دلالتها وأثرها في أذن المُتلقي، لأنها تحمل صيغة ذات بُعد قداسي قادر على شحذ الهمم ورفع المعنويات والتبشير بوعد النصر الإلهي، ولها أثر في تمتين وصلابة الهوية لمجتمع المواجهة.

  ومن تمكن اللغة والإحاطة بها ما يُبدع به "أبو عبيدة" في العتب وإلقاء اللائمة على الأنظمة العربية، وقدرته على اللعب على مدلول الكلمات، والذكاء في مخاطبة الشعوب وتحريكها،  ومنها أيضًا انتقاء ما يصلح من كلمات للحرب النفسية التي يشحذ بها خطابه ويُدعمه،  بلا مجاملات أو مراوغة، فهو كما قيل: الرجل الصادق والصاروخ الناطق.

  وساحرية اللغة عند "أبو عبيدة" تقرأ أيضًا من تناسقها مع لغة جسده، فصورته وهيبته ونبرة صوته، وحركة إبهامه وقبضة يده والتشمير أحيانًا عن ذراعه، والتلويح بيده، وَحِدّةُ صوته ونبرته الحازمة،  فيها انسجام مع فصاحة لُغته، وقوة مصطلحاته.

  كما لا يُمكن عزل لغة أبوعبيدة ومعجمه المُبتكر عن الصورة التي تُصنع له عند ظهوره، فالخلفيّة التي تظهر ورائه أثناء الخطاب سواءً كانت نصًا أو صورة هي جزء من شخصية "أبو عبيدة" ولغته البصرية التي يُخاطبنا بها، ويريد أن ننتبه لها ولما قد تحمله من رسائل مباشرة أو خَفية.

●      سردية المعركة ومسار الاشتباك

   نجحت المقاومة بامتياز بتقديم المثلم "أبو عبيدة" بطلًا للجماهير، بطلًا خفيًا يمثله هيبة الملثم، فكرةً ونموذجًا وليس شخصًا، ففي صورته كثافة الحمولة للبُعد المقاوم، فالكنية أبو عبيدة واللثام أحمر، والعصبة خضراء، والصفة ناطق عسكري، واللغة عالية، والخطاب مُرصع بصور بصرية طافحة بالرموز، وهو وحده من يمتلك رواية المعركة الصادقة وينفرد بتفاصيل المواجهات. ولذا صار ظهوره باعثًا للأمل ومصدرًا للقوة، وهو حامل البشريات والأخبار الشافية للصدور. وهذا ما يحتاجه جمهوره ليتغلبوا على ما ينتابهم من شعور القهر والعجز بفعل مشاهدة جرائم الاحتلال، وكأن الناس عطشى فإذا أطل الملثم رواهم.

 

  وفي تكثيف هذا المعنى للمتلقي وتعزيز المصداقية لدور الناطق العسكري، باعتباره حائك سردية المعركة والمُفصِح عن مسارها، صار الإعلام العسكري يُتبِعُ خطابه بمشاهد مصورة تُقدّمُ دلائل بصرية من أرض المعركة لتذيع نبأ أسلحة المقاومة الجديدة التي تدخل المواجهة، أو توثق معاركها الميدانية وبطولات رجالاتها التي توقع الخسائر المحققة بالعدو. وهذا دورٌ قتالي مُتقدم للناطق العسكري؛ فالخطاب مُرتبط بالفعل، ولذا يُصبح ظهوره مُعززًا للمعركة في الميدان ببلاغة الحجة وقوّة المضمون والدليل البصري، ولا عجب ساعة إذ أن يُشار له بأنه مدفعية قتالية لدى القسام، أو رُبما صاروخها الأبعد مدىً والأشد فتكًا.

 بل وتجاوز أثر سردية أبو عبيدة مجتمع المقاومة وأنصارها، حين تحوّل لمصدر ثقة خبرية لأعدائه، فيترقبون خطابه ويرصدون ما فيه. ولأجل ذلك يُقدم جزءًا من رسائله المُباشرة وغير المُباسرة لمجتمع العدو، ويلقي إليهم بقذائف قوية التأثير، تهزم سرديتهم وتفكك مجتمعهم وتثير عندهم تساؤلات ينعكس أثرها على مجريات الحرب وعلى تماسك المجتمع وثقته بقيادته المهزومة، ومن ذلك حديثه عن مستقبل رئيس وزراء العدو ولعنة العقد الثامن عندهم.

  ويمكنني القول من خلال تتبع خطابات أبو عبيدة مُنذ أول ظهور له في العام 2004 حتى اليوم بأنه طوّر من مهارات خطابه ولغته وحضوره، ما حَسَّنَ من أدائه وأنضج تجربته الفريدة التي لا سابقة لها، تمامًا كما فعلت المُقاومة التي يُمثلها ويحكي بلسانها، ذلك أن تجربة المقاومة في معركة طوفان الأقصى وعلى كل الأصعدة تشير للابداع والذكاء في إدارة كل معاركها العسكرية والإعلامية والنفسية. وأبو عبيدة مثال لهذا التطور في الإعلام العسكري المُقاوم، فخاطبه في هذه المعركة يمتاز بالثقة والهدوء،  والوعي والاتزان. 

●      التاريخ هو ما يُحكى

 خلاصة القول: إن ما يفعله عَبقري الإعلام المُقاوم ونموذجها الفريد "أبو عبيدة" هو تقديم سَردية المعركة وحياكة قصتها، فَيَصوغ تاريخ المواجهة مع المشروع الصهيوني وفق رؤية المقاومة وعلى أرضيتها الصلبة، إذ "لا وجود للتاريخ إلا بواسطة الخطاب، ولكي يكون التاريخ جيدًا لا بد للخطاب من أن يكون جيدا"  كما يقول المؤرخ جورج دوبي.

 وأعتقد جازمًا بأن تجربة الناطق العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام تركت أثرها في الإعلام المُقاوم فلسطينيًا والإعلام المقاوم عربيًا، الأمر الذي يمكن أن يكون محل دراسة ومتابعة ورصد طويل. وساحرية اللغة عند "أبو عبيدة" تقرأ أيضًا من تناسقها مع لغة جسده، فصورته وهيبته ونبرة صوته، وحركة إبهامه وقبضة يده والتشمير أحيانًا عن ذراعه، والتلويح بيده، وَحِدّةُ صوته ونبرته الحازمة، فيها انسجام مع فصاحة لُغته، وقوة مصطلحاته.

سيبقى حضور أبو عبيدة مُهمًا، وعلامَةً فارقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية باعتباره ثقل القوة في صوت المعركة حاليًا، وسيكون الثقل في كتابة تاريخها لاحقًا، وكُثر من المهتمين بدأوا برصد وتتبع هذا السلاح الفريد الذي تملكه المقاومة، ويستدعون لفهمه نماذج تاريخية ومعاصرة لدور الإعلام في المعارك، ومن ذلك حثّ النبي صلى الله عليه وسلم للشاعر حسان بن ثابت على قول الشعر في الحرب: "اهْجُهُمْ وروح القدس معك"، وهذا من النماذج المهمة لفهم قوة الكلمة في المعركة. وقد يصدق في أبو عبيدة قول الصديق أبو بكر رضي الله عنه عن القعقاع بن عمرو بأن صوته في الجيش خيرٌ من ألف رجل، وأن جيشاً فيه القعقاع لا يُهزم أبداً