مُعجم أسلحة جيش الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة
تتواصل معركة طوفان الأقصى وتختتم أسبوعها الثاني، في استبسال من المقاومة الفلسطينية، وصمود شعبي لا مثيل له في التاريخ الحديث، حيث يتعرض المدنيون الفلسطينيون لأبشع جرائم العصر، وهي مجازر ترقى لتكون جرائم حرب، لو كان في المُجتمع الدولي بقية من ضميرٍ وإنسانية.
ومع تواصل الحرب واشتدادها والتسارع الأميركي والبريطاني والغربيّ لنجدة الاحتلال وتقديم المساعدات العسكرية له، لتحقيق غايتهم البعيدة "القضاء على المقاومة الفلسطينية"، ومع ما يجري إسقاطه يوميًا فوق رؤوس المدنيين من قنابل وصواريخ ومتفجرات من مختلف الأسلحة الحربية والطائرات المُقاتلة، كَثُرَ الحديثُ عبر وسائل الإعلام المختلفة عن خطورة هذه الأسلحة وتنوعها، الأمر الذي دفعنا في هذا المقال لرصد ما يُذكر من أنواع هذه الأسلحةٍ والذخائر التي يعلِن عنها جيش الاحتلال، فكان لدينا قائمة طويلة يدخل معظمها فيما هو مدانٌ ومحرّمٌ دوليًا.
نوثق الأسلحة المستخدمة في الأسبوع الأول، مع إدراكنا بأن الأيام القادمة ستكون كفيلة ببيان الكثير من التفاصيل المُروعة عما استُهدِفَت به غزة من قنابل وذخائر وصواريخ ومتفجرات، ويكفي الإشارة إلى ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست نقلًا عن مارك غارلاسكو، وهو مستشار عسكري ومحقق سابق في جرائم الحرب حين قال إن "إسرائيل" أسقطت قنابل على غزة في أقل من أسبوع بقدر ما أسقطته الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عام، في منطقة أصغر بكثير وأكثر كثافة سكانية.
وبقدر ما ستبدو الأسلحة التالي ذكرُها أسلحةً فتاكةً وقاتلةً ودالةً على جيشٍ مدجج، فإن هذه الترسانة في ذاتها تدلّ على مستوى هزيمة الاحتلال في حربه أمام القطاع، يومَ انكسرَت هذه الترسانة أمام "طوفان الأقصى" في ضربته الأولى، ثمّ وهي تفشل في تحقيق أي هدف عملياتيٍ حربيٍّ وتستقوي على الأطفال والنساء، بما يؤكّد أن المعادلة التي ما زال الاحتلال يعمل على ترسيخها من تفوّق عسكريٍّ تقنيٍّ وماديٍّ تثبت فشلها، أمام المقاتل ذي القلب الحاضر، والفلسطينيّ المؤمن بقضيته.
ومن هذه الأسلحة:
1- السفن الحربية (الأسطول البحري): واحدة من ترسانة الاحتلال المُقاتلة، التي جرى استخدامها في هذه المعركة، كما في المواجهات السابقة. ويمكن لهذه السفن الحربية الكبيرة والمزودة بالمدافع والمعدات الحربية الكبيرة السيطرةُ على دائرة قتالية بمساحة تبلغ 650 كلم2، وهذه السفُن الحربية مزودة بصواريخ وطوربيدات ورادارات. وقد أَطلقت هذه السفن خلال هذه المعركة صواريخ متوسطة المدى، كما صوبت نيرانها تجاره زوارق الصيادين المتوقفة على شاطئ غزة.
2- الزوارق الحربية: سفن بحرية صغيرة تتبع سلاح البحرية الصهيوني، وتعمل بواسطة مُحركات دفع حديثة، وتنشط في البحر قبالة سواحل غزة، وتَستخدم هذه الزوارق الأسلحة الرشاشة لمواجهة الصيادين الفلسطينيين وقوارب الصيد الخاصة بهم.
3- المسيّرات الهجومية: استخدم جيش الاحتلال طائرات مسيرةً بهدف المراقَبة والتجسس وجمع المعلومات، كما استخدمها لإلقاء القنابل والصواريخ الموجَّهةٍ من نوع Hellfire 114-AGM. وكانت كتائب القسام قد استهدفت مسيرةً صهيونيةً من نوع (هيرمز) بصاروخ "متبّر 1" في سماء المحافظة الوسطى أثناء الحرب.
4- الطائرات المقاتلة أف-16: إحدى أشد أسلحة الطيران المُقاتلة ارهابًا في العالم، وتتمتع الطائرة بقدرات هجومية ودفاعية عالية، وهي من الصناعات الأمريكية. ويستخدمها الاحتلال لإطلاق الصواريخ ضد الأهداف المدنية في غزة. كما تَستخدم العسكرية الصهيونية أيضًا طائرات أف 15 المقاتلة، وهي أيضًا أمريكية الصنع.
5- طائرات أف 35: "المقاتلة الشبح"، طائرة أميركية مقاتلة، تمتلك منها دولة الاحتلال 75 طائرة، وتستخدم لعمليات القصف الجراحي العميق، ولديها القدرة على قيادة هجمة جوية كاملة. وبحسب الإعلام الصهيوني فإن هذه الطائرات تتمركز في قاعدتيّ "نيفاتيم" و"تل نوف" الجويتين. وكانت مصادر إعلامية كثيرة ذكرت قيام هذه الطائرات بالمشاركة بعمليات قصف المنشآت السكنية في غزة.
6- طائرة إيه-10 ثاندر بولت الثانية (Fairchild Republic A-10 Thunderbolt): طائرة أمريكية مصممة لتقديم الدعم الجوي القريب للقوات الأرضية من الدبابات والمدرعات والمركبات المهاجمة، و سلاحها الأساسي مدفع جاتلينج GAU-8 Avenger ، وهو عبارة عن رشاش دوار ثقيل، وهو أكبر رشاش وُضع على متن طائرة، وقد وصلت هذه الطائرات الأمريكية إلى قاعدة الظفرة الإماراتية لمساندة دولة الاحتلال في الحرب.
7- مروحية الأباتشي: "إيه إتش-64 أباتشي"، مروحية هجوم أمريكية عالية التسليح، حيث تحمل 76 صاروخًا و1200 قذيفة، وهي مجهزة بمدفع رشاش إم230، بالإضافة إلى صواريخ الهايدرا 70، وصواريخ هيلفاير الخارقة للدروع. وكانت هذه الطائرات أيضًا قد استخدمت في اليوم الأول من المعركة لمهاجمة المقاتلين الفلسطينيين المُشتبكين داخل معسكرات غلاف غزة.
8- طائرة يسعور: "CH-53 سي ستاليون"، طائرة أمريكية الصنع، مهمتها نقل الأحمال الثقيلة والجنود، وهي من أهم الطائرات في الحروب. وكان الاحتلال قد أعلن أن مروحية يسعور كان على متنها 55 من الجنود المظليين وصلت صباح السبت 7 تشرين أول/ أكتوبر إلى كيبوتس بئيري -وأن المقاتلين الفلسطينيين تمكنوا استهدافها بصاروخ موجه مما أدى إلى تدميرها بالكامل.
9- الميركافا: دبابة صهيونية الصنع، مصممة لحمل أربعة مقاتلين، وهي محصنة ومصفحة، وقد جرى تطويرها عدّة مرات لتكون قادرةً على تخطي العبوات والألغام، وهي مزودة بمدفع من عيار 120 ملم يطلق قذائف شديدة الانفجار، ومدفع رشاش مضاد من عيار 60 ملم. وكانت المقاومة الفلسطينية قد تمكنت من تدميرها أكثر من مرة وتحطيم أسطورتها.
10 - القبة الحديدية: نظام دفاع جوي بالصواريخ ذو قواعد متحركة، أنتجته العسكرية الصهيونية بتكلفة عالية جدًا، بغية اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية، وقد استُخدم في الحروب الأخيرة على قطاع غزة، لكن المقاومة الفلسطينية ظلت تطور من قدراتها وتكتيكات إطلاقها، لتجنب إسقاط القبة لصواريخها.
11- جيرالد فورد: "يو إس إس جيرالد فورد"، حاملة طائرات أمريكية تعمل بالطاقة النووية، وتحمل اسم الرئيس الأميركي الثامن والثلاثين. ويبلغ طولها أكثر من 335 مترًا، ويزيد وزنها عن 100 ألف طن. وتستطيع حمل 76 طائرةً حربيةً، وهي مزودة بنظام رادار متقدم وبأنظمة مضادة للطائرات وصواريخ متعددة قصيرة المدى. وقد تحركت هذه الحاملة لمساندة الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية في غزة بقرار من الرئيس الأمريكي جو بادين، لتكون بذلك الولايات المتحدة شريكة في العدوان على غزة.
12- عربة النمر المدولبة: ناقلة جند مصفحة، تعدّ "فخرًا" للصناعة الأميركية - الإسرائيلية، وقد دخلت الخدمة في صفوف جيش الاحتلال لتحل محل العربات المصفحة من نوع (زئيف). وتحمل بداخلها 14 مقاتلًا مع عتادهم، وهي مُصفحة ضد العبوات والقذائف. وهذه المدرعة في الأصل صناعة أميركية، مع تطوير وتصفيح إسرائيلي. وكانت المقاومة قد استهدفتها بصاروخ كورنيت في اليوم الأول من معركة طوفان الأقصى. كما سبق ودمّرتها المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين في حزيران 2023م.
13- مدفعية الجيش: أو سلاح المدفعية، أحد أقوى المعدات الحربية في جيش الاحتلال، والتي يستخدمها لإطلاق القذائف الموجهة ضد المنشآت والمباني الفلسطينية، ويمتلك الاحتلال ترسانة كبيرة من هذه المدفعيات، وكانت المقاومة قد عطلت بعضها أثناء الهجوم الكبير يوم 7 تشرين أول/أكتوبر. ومن مدفعيات الاحتلال التي تشن الهجوم على غزة: "المدافع ذاتية الحركة".
14- قذائف الهاون: الهَاوَنُ مدفعية صغيرة ذات عيار قوي للضرب العمودي. وهي من الأسلحة النارية بسيطة التعقيد وتتوفر بعيارات مختلفة حسب مصدر إنتاجها، وقد استخدم جيش الاحتلال قذائف هاون عيار 120ملليمترًا، كما استخدمت قذائف الهاون الدُّخانية لضرب الأهداف في غزة.
15- مدافع "هاوتزر: استخدم جيش الاحتلال قذائف من عيار 155 ملليمترًا من خلال مدافع هاوتزر، والهاوتزر مدفعية تتميز بسبطانة قصيرة نسبيًا، وترسل قذائفها لمسافات بعيدة بمسارٍ منحنٍ للمقذوف، بحيث يكون مسار المقذوف مُقوّسًا لضرب المواقع خلف الموانع، بعكس المدفع الذي يستخدم المسار المستقيم بسرعة فوهية عالية جدًا.
16- الآي جي أم-114 هيلفاير: صاروخ أمريكي موجّه، يطلق من عدة منصات لإصابة أنواع مختلفة من الأهداف. ومنه عدة نسخ متطورة، بعضها يعمل بالليزر، وآخر نسخة من هذا الصاروخ توجّه عبر الرادار.
17- الذخائر المسمارية: قذائف دبابات أمريكية الصنع، محرمة دوليًا، لأنها من القذائف الخطيرة التي تنثر آلاف السهام والشظايا القاتلة في مساحة كبيرة، فتقتل في نطاق 300 متر من موقع انفجارها، وكان الاحتلال قد تعرض لانتقادات كبيرة لاستخدامها في الحرب السابقة على قطاع غزة.
18- المتفجرات المعدنية الخاملة الكثيفة (DIME): أحد أخطر الأسلحة التي تستخدمها دولة الاحتلال في حربها على غزة، ومتفجرات المعدن الكثيف الخامل Dense Inert Metal Explosive المعروفة اختصارا ًبـ (DIME)، هي عبارة عن نسخة تجريبية من سلاح مطور يمتلك قدرةً فتاكةً على التدمير المباشر في مساحات صغيرة، تتكون هذه القنبلة من غطاء مصنع من ألياف الكربون يحتوى على مسحوق ذي كثافة عالية، يتألف من معدن التنجستن الثقيل ومعادن "الكوبالت والنيكل والحديد"، ويدخل في تركيبة الجيل الجديد من هذه القنابل مادة اليورانيوم المنضب، وعند انفجار هذه القنبلة ينطلق المسحوق الموجود بداخلها على شكل شظايا مجهرية صغيرة جدًا، أما الغطاء الخارجي للقنبلة فيتكون من ألياف الكربون، وهو سهل الانفجار حيث يتفتت ويتناثر على هيئة غبار يؤدي استنشاقه إلى الموت المحقق.
19- القنابل العنقودية المدمّرة: هي ذخائر قاتلة صُمّمَت لإطلاق ذخائر فرعيّة متفجّرة متعددة أو نشرها في مكان الاستهداف. وتنتشر على نطاق واسع بحيث تنفجر تباعًا، وتنثر الشظايا في محيط الانفجار، وتعدّ من أخطر القنابل على المدنيين لانتشارها الواسع لحظة الانفجار، ولأن أجزاء منها تنفجر لاحقًا، ما يعني بأن المنطقة المستهدفة بها لا تعود صالحة للاستخدام السكني. وهناك معاهدة دولية تمنع استخدامها في الحروب.
20- القنبلة الفراغية: قنبلة من أشد الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال فتكًا، لأنها تعمل بالوقود. وتتكون من حاوية ذات شحنتين متفجرتين منفصلتين عند انفجارها، تفتح العبوة الأولى وتنثر خليط الوقود على نطاق واسع، ثمّ تنفجر الشحنة الثانية مما يؤدي إلى انفجار ضخم، وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط ما يؤدي إلى تدمير شبه كامل للمباني والمعدات المستهدفة.
21- الفسفور الأبيض: قنابل خطيرة تحتوي على مادة شمعية سامّة تتفاعل مع الأوكسجين بسرعة وتتسبب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة. تتسبب هذه القنبلة بتهييج القصبة الهوائية والرئة عند استنشاق غازها، كما أن آثارها على التُربة والمياه الجوفية والكائنات الحية تدوم لفترة طويلة. وهي من الأسلحة المحرمة دوليًا.
22- قنابل جوية موجهة من نوع "JDAM": ذخائر هجوم مباشرة تستخدم لتوجيه ضربات دقيقة، ويصل مداها إلى 28 كيلومترًا، وتطلق من ارتفاع يصل لـ13.5 كيلومتر، وتوجه عبر القمر الصناعي، ولها نوعان من الرؤوس المتفجرة الأول: تدميري والثاني: خارق للتحصينات. ويجري إطلاقها من الطائرات الحربية: "أف 16" و"أف 15 "و" أف 22" و"أف 35". وهي من الذخائر الأمريكية التي قدمتها الولايات المتحدة "مساعداتٍ" لدولة الاحتلال في هذه الحرب.
23- القنابل الخارقة للتحصينات: من أنواع الاسلحة التي أُعلن بأن جيش الاحتلال يستخدمها في هذه المعركة القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات تحت الأرض. وذلك بهدف تدمير أنفاق المقاومة الفلسطينية وتحصيناتها، وكانت هذه القنابل قد وصلت ضمن المساعدات الأمريكية لأجل الحرب على غزة.
24- الذخائر الموجهة: هي القذائف والصواريخ الذكية، وغالبيتها أمريكية الصنع، زوّدت الولايات المتحدة الاحتلالَ بها في هذه المعركة، وتعمل وفق أنظمة متعددة، ويَرِد ذكرها باستمرار في هذه الحرب.
25- بنادق M16 : بندقية القتال والاقتحام أمريكية الصنع، وهي السلاح الأساسي الذي يستخدمه جيش الاحتلال. وفي اليوم الثالث من الحرب (9 تشرين أول/أكتوبر) أعلنت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن توزيع ألف بندقية M16 على المستعمرين في الضفة الغربية، لاستخدامها ضد الفلسطينيين، مع توسّع الهجمات الاستيطانية الجارية فيها.
26- رشاش يرى ويطلق: رشاش أوتوماتيكي من عيار 12.5، ويحتوي على كاميرا مراقبة ليلية ونهارية، تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وينصب على الأبراج العسكرية لجيش الاحتلال المحيطة بقطاع غزة ضمن منظومة السياج الزائل. وكانت المقاومة الفلسطينية قد نجحت بتحييده وإخراجه من الخدمة من خلال الطائرات المُسيرة التي استهدفته وعطلته يوم الهجوم الكبير 7 تشرين أول/أكتوبر 2023.
هذه بعض أسلحة جرائم الحرب التقليدية والحديثة فائقة الدقة التي تستخدمها دولة الاحتلال ضد قطاع غزة، بعضها الذي نُشر عنه في الإعلام فحسب، علمًا بأن بعض التقارير تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي في كل حرب على غزة يلجأ لتجريب أسلحة وقنابل جديدة، لذا فإن ما جرى توثيقه من هذه الأسلحة والقنابل في هذا المقال هو ما ورد ذكره في الأسبوع الأول من الحرب، وما ذكره الإعلام وتحدث عنه المختصون، وقد يتكشف لاحقًا ما هو أكثر وأخطر مما رصدناه هنا.